حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1907

"نتوسل السلام من الأعوام القادمة"

"نتوسل السلام من الأعوام القادمة"

"نتوسل السلام من الأعوام القادمة"

31-12-2020 10:09 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. حنين عبيدات
سنبدأ عاما جديدا من أعمارنا و نتوقع أن نرى ما تريده نفوسنا من السلام و الإستقرار و تعم المحبة و السكينة على الذات و الغير بعد مواجهتنا لعام (2020) بكل قوة و إرادة و قلق و توتر، و الذي كان شرا على الكثير و خيرا على القليل، ففيه تلقت البشرية بأكملها ظرفا واحدا مع اختلافات في تقبلها لهذا الظرف نفسيا و اقتصاديا .

وضعنا (2020) في عمق التأمل ما بين الموت و الحياة، و الحلم و اليقظة، و الإرادة و الخوف، و الشجاعة و الجبن، و الفرح و الحزن، و جعلنا نستشعر قيمة الإنسان و البشرية، فازدادت الهواجس تجاه الأشياء و الأشخاص ، و ساد الإحساس بالخوف و خلاص الروح ، و تعمقت الحواس في الإنبساطات و الإنقباضات لدى القلب ، و راقبت النفس ذهابها إلى القوة والثبات أو الخنوع و الخوف.

في هذا العالم الكبير و في عام منصرم حملناه بما لدينا من طاقات، و طوقناه بالصبر، و أسقيناه بماء الرضى، و قد فارقنا أموات كثيرون و أعتقنا بمحبة أحياء كثيرون ، فلم تكن الحالة التي تتجسد بتلك الأم الموجودة في مكان بعيد عن ابنها متضرعة لله أن يجمعها به بعام جديد و يعوضها عن أعوام مضت إلا حالة من القسوة العاطفية التي تهد الحال و المحال و تخلق شعور انفصال القلب عن الجسد، و ما مأوى المسنين إلا خير شاهد على ألم الإنسان، و ما صبر ذلك الأب الذي يحضن أبناءه بعيدا عن اكتمال عناصر العائلة إلا وساما على صدور الشرفاء ، و ما حالة تلك الأم الثكلى أو الأم التي تربي أبناءها إلا مثالا شاقا من هذه الأرض، و ما أكثر جلد ذلك الإنسان الذي يعاني بصحته، و ما أكبر معاناة ذلك الإنسان على الجوع و الفقر و الحاجة و المرض فيتمنى فرجا من الله، و ما أقدر ذلك الإنسان على أن يسلوا مشاكله ليبدأ عاما بكل إرادة و روية و رؤية جديدة للحياة.

هكذا هي حياتنا ما بين مد و جزر، و شد و رخاء، و طمأنينة و قلق، و يسر و عسر، فمن يجتاز الصعاب كان بخير و من ارتداها بهمومها عاش ذليلا، فيا سنوات العمر القادمة أنعمي علينا بنعمك الكثيرة و ارفقي بنا رفقا جما، و كوني سلاما علينا سلاما، و أعطنا خيرا غزيرا من الحب و اللين و السكون، و كوني معطاءة و رفيقة لنا في فرحنا، و لا تجوري علينا بظلم و نكران و جحود، فكأنك لا تعلمين كم نتألم كثيرا و نفرح قليلا، فهموم الدار فيض، و شجون النفس عتيقة و عميقة.








طباعة
  • المشاهدات: 1907
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم