03-01-2021 08:52 AM
بقلم : علي الشريف
على ما يبدو ان ازمة المياه في بلادنا ازمة ادارة وليست ازمة شح مياه وما يدل على ذلك الا تعدد الشكاوي من الانقطاع والمناشدة للمسؤولين بما فيهم الوزير.
كنا في اربد لا نجد المياه اسابيع طويلة وكانت كل شكاوينا واعتراضاتنا تذهب ادراج المكاتب ليطويها النسيان فلا يتذكرنا ولا يتذكرها مسؤول .
استمر الحال ما يقارب ثلاثة سنوات وكنا ننتظر المياه كمن ينتظر عروسا او ننتظر طفلا سيخرج للحياة بعد لحظات فما الذي تغير .
اكتشفنا فيما بعد ان كل مسؤول كان يأتي كان فقط يفتح مكتبه للأقارب والاحباب ولسماع المديح وصناعة البريستيج ووجدنا الفرق اخيرا بين من يعمل ومن يستعرض كعادة المسؤولين في الاردن.
صرنا نرى العمل الميداني والمتابعة الحثيثة لكل الشكاوي والعمل على حلها بل التفاني في حلها حتى وصلنا الى مرحلة لا نعاني فيها من انقطاع المياه والامر ليس معجزة انما هو فقط حسن ادارة وحسن متابعة.
الواضح ان ثمة اختلالات في عمل الوزارة من ناحية عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى وعلى ذمة العصفورة انه احد طلبة الوزير في الجامعة الاردنية ليكون مديرا لمكتبه وفق مقتضيات العمل او متطلبات العمل.
وكتاب اخر لمسؤول في الزراعة وعمل في محطة تنقيه اصبح قائما باعمال وظيفه مستشار مكتب وزير النقل اعتبارا من تاريخه وطبعا نظرا لما تقتضيه مصلحة العمل "طبعا يحمل شهادة الهندسة الزراعية وعمل في احدى محطات التنقيه ..وبجرة قلم قلب مستشار .
وتلقيت اكثر من اتصال يتعلق بشكاوي ابعاد الكفاءات عن الوزارة في العهد الحالي وطلب مني تحديدا نقلها عبر سرايا لتصل اسرع واقوى ومجملها شكاوي تتعلق بطريقة ادارة الوزارة هذا غير ما نقرا عن ازمة انقطاع المياه في احياء كاملة.
اللافت في الامر ان ثمة مشكلة حقيقية الان في ادارة ازمة المياه في بعض المناطق ربما يكون مرد ذلك الى عدم كفاءة او اختصاص او متابعة المعنيين بشؤون توزيع ادوار المياه بعدالة بين الجميع فلا يعقل ان لا تصل المياه لحي كامل لمدة تزيد عن شهر.
انقطاع المياه لا يعني اننا نعاني من ازمة مياه وتحديدا في فصل الشتاء بل يعني اننا نعاني من ازمة برستيج وازمة تغييرات في العمل وازمة متابعه والاهم ان اغلب من يتسلمون مهامهم لا يعرفون سوى عمل المكاتب بينما العمل الميداني لا علاقة لهم به.
والاهم من كل ذلك ان الازمة الاكبر هي ازمة الادارة لكافة المشاكل فهناك من يسعى للحل وهناك من يسعى للترحيل وهناك من لا يمتلك حلا لأنه لا يريد ان يمتلك وهذه مسؤولية الوزير الذي يجب ان يتابع عن كثب ويضع الرجل المناسب في مكانه المناسب اقلها ليتحقق جزء من العدل.
اخيرا لا يوجد مشكلة في الاردن ليس لها حل واول الحلول تبدا بإيقاف التنفيعات فليس من المعقول ان تدار الوزارة من خلال العلاقات الشخصية او التنفيعات لأننا سنبقى للخلف دور ..ونضع اللوم على الغيوم التي لم تحمل مطرا ..الاردن بلد خير لكن اعدلوا في الخير.