04-01-2021 01:31 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ما يجري في المنطقة حالياً ، انما هو امر طبيعي متناسب مع الاحداث الدراماتيكية التي حصلت في زمن قياسي ودراماتيكي ايضاً ، فجاء هذا الغطاء الاعلامي السياسي والعسكري الواسع النطاق تتويجاً لما حدث من تغيرات وما تحقق من نتائج ، ومكافأة على الادوار التي لُعبت كما خُطِّطَ لها ، وما يحصل هو اعلان ترسيخ وتثبيت للتموضع المكاني واضفاء صفة الأمر الواقع ( الطبيعي ) على كل ما افضى اليه هذا الزلزال الذي اجتاح المنطقة العربية بكاملها ، وان هذه النتائج محمية بهذه القوة العسكرية الهائله .
لا يخفى على صغير او كبير ، عالِم أو أُميّ ، أن ما حدث من تحولات وما استفاقت عليه الأُمة من تغيرات جذريه صادمه ، تحققت به اهداف عالميه تم التخطيط لها منذ امد بعيد ،أنه لو لم يتم بالطريقة التي تمت به ، لم يكن يتحقق ، ولو استُخدِمَت من اجل تحقيقه كل انواع القوة بكافة مسمياتها بدءاً من اسلحة دمار شامل ، محرمة او تقليدية ، ارضية وبحرية وجوية ، ومهما كانت اعداد القوى البشرية .
لذلك ، احداث جسام تتم على مرأى ومسمع العرب والعالم اجمع بلا ادنى ثمن ولا حتى مقابل وعد ، الا تستحق ان يكون لها هذا الغطاء الذي يُشغل ( العرب) وحدهم في امر واحد ! هل ستكون هناك ضربة امريكيه لايران ؟
ايران التي كانت أُولى مكافآتها ارض الرافدين والذي ينعقد اليوم برلمانها في ظل هذه التغطية المفبركة تحت العبائة الايرانية الممتده الى سماء لبنان مروراً بسوريا كلها ، والواصل طرفها الثاني الى صنعاء وما حولها ولا يُعلم كم بقي من طولها واين تنتهي اطرافها !
الا تحتاج ايران التي يتم من خلالها تنفيذ وتحقيق كل الاهداف ، الى تغطية وتعمية لكثير من العرب الذين لديهم ذلك الوهم بأن ايران نِد ! وانها راعية المقاومة والممانعة .
كلنا يحترم الشعب الامريكي ونعلم ان صوته الانتخابي محترم ، ونعلم ايضاً ان هذا الصوت ليس وحده الذي يقرر نجاح الرئيس او فشله في الانتخابات وان لصوت الناخب شركاء ، وهم المجمع الانتخابي ولجنة الكونجرس بشقيه ، والكلمة الفصل في ترتيب عملية تسلم الرئيس تكون يوم السادس من الشهر الجاري ،
وعليه فان من جاء بالرئيس ترامب رئيساً رغم خُلو تاريخه السياسي من اية مشاركات غير عادية ، والذي لم يكن له حضور على الساحة السياسة الامريكية على الاطلاق قادر على ان يُنهي ولايته بغير هذه الطريقة التي لم يشهد التاريخ الامريكي لها مثيلاً ، انما جاءت متماشية مع الاهداف والنتائج التي تحققت على يدي ترامب كما خُطِّط لها ايضاً .
بكل الظروف ، لا يملك العرب الذين تجردوا من كل الخيارات إلا خيار السلام سوى انتظار الخطوة التالية التي سيكون منطلقها القواعد التي وصلت اليها كل القوى العالمية على الأرض العربية ، والتي سيكون مسرحها الارض العربية وما عليها ايضاً ، والخوف كل الخوف ان يكون هناك وعدٌ بمزيدٍ من المكافآت .
يوسف رجا الرفاعي