06-01-2021 12:14 PM
سرايا - لم يكد العام 2020 يبدأ حتى داهمت جائحة كورونا المملكة بمختلف مناطقها، وعملت على توقف مختلف القطاعات الاقتصادية، فيما كانت محافظات الجنوب الاكثر تضررا، لكون غالبيتها تعتمد في جزء كبير من حياتها الاقتصادية على قطاع السياحة، الذي تضرر كثيرا ليعاني قطاع واسع من المواطنين من فقدان مصدر رزقهم الوحيد.
وكان العام 2020 عاما استثنائيا في محافظة العقبة بكل المقايس، اذ كان قطاع السياحة والتجارة في المدينة البحرية، الاكثر تأثرا من جائحة كورونا، حيث لم يمر على العقبة في تاريخها انخفاض في نسبة حجوزات فنادقها الى نسبة وصلت الى 20 بالمائة في كل التصنيفات السياحية، اضافة الى تراجع مبيعات القطاع التجاري الذي اصبح اصحابه عرضة للسجن والافلاس بسبب فرض حظر الجمعة، الذي اعتمد اصحاب المنشآت التجارية على اقامة مصالحهم على عطلة نهاية الاسبوع.
ورغم الجائحة وتبعاتها فقد انتعشت بعض المرافق السياحية، سيما مشروع “واحة ايلة”، الذي زادت فيه نسبة مبيعات الشقق الفندقية في المشروع رغم ركود القطاع العقاري في المملكة والاسواق العقارية العالمية واستطاعت ان تضع بصمة ايجابية في الجائحة.
اما قطاع الموانئ ورغم الجائحة لم يتوقف نهائيا استيرادا وتصديرا، وحقق نتائج مميزة زادت على العام الماضي بنسب متفاوتة في جميع الارصة والموانئ المتخصصة، اضافة الى قطاع النقل بواسطة الشاحنات والتخليص على البضائع.
وشهدت مدينة العقبة في العام 2020 الغاء اكبر عرض جوي، بمشاركة عدد كبير من الدول الاوروبية والعربية والذي كانت سلطة العقبة قد عملت لمدة عام على الاعداد والتحضير له الا ان ظروف مكافحة الجائحة قد اوقفته، في حين ما زالت قرى وبلدات محيط مدينة الكرك تنتظر التنمية ويشكو سكانها الفقر والبطالة بين ابنائها.
وفي محافظة معان ورغم تأثر جميع مناطق المحافظة بظروف جائحة كورونا، الا ان ابرز الاحدث تمثلت في ان مدينة البترا شهدت العام 2020 أسوا انتكاسة سياحية في تاريخها، بعد هبوط نسب معدلات أشغال فنادقها الى 0 % لتوقف النشاط السياحي، نتيجة تداعيات جائحة ”كورونا”، ما أغلق 45 فندقا سياحيا، وتسبب بفقدان أكثر من 1600 موظف لأعمالهم، بعد أن شهدت المدينة نموا سياحيا واستثماريا غير مسبوق خلال العامين 2018 و 2019، الامر الذي ادى الى تردي احوال المواطنين الاقتصادية وجعلهم في اوضاع سيئة.
وتواجه السياحة في البترا الوردية أزمة غير مسبوقة وحالة شلل تام يمر فيها مختلف القطاعات السياحية في المنطقة، فضلا عن حالة الركود التي تعيشها أسواق المدينة بفعل النقص الشديد في السيولة النقدية، والتوقف التام للقطاعات الإنتاجية والحرف التقليدية المرتبطة بالسياحة ، منذ شهر آذار (مارس) الماضي، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما يبدد استمرار الأزمة العالمية وتفاقم أعداد المصابين في العالم كل آمال المستثمرين بعودة قريبة للنشاط السياحي.
ويؤكد رئيس جمعية أصحاب فنادق البترا السياحية طارق الطويسي، أن نحو 45 فندقا سياحيا ذات تصنيفات مختلفة اغلقت ابوابها، ما تسبب بفقدان 1600 من العاملين وظائفهم في القطاع، نتيجة توقف حركة السياحة الأجنبية في البترا منذ آذار(مارس) الماضي بسبب إجراءات الوقاية من جائحة كورونا.
وفي محافظة الكرك فان الظروف المرافقة لجائحة كورونا كانت الاكثر تأثيرا في حياة الناس، وخصوصا قطاع الزراعة بالاغوار الجنوبية والقطاع السياحي، فقد شهد هذان القطاعان تراجعا كبيرا وترديا في ظروف العاملين بهما.
فمع نهاية العام 2019 كانت قلعة الكرك تستقبل للمرة الاولى في تاريخها زورا بلغ عددهم اكثر من 100 الف زائر، واختفى الزوار نهائيا من القلعة وخصوصا الاجانب الا من بعض الاردنيين، في حين توقفت غالبية المرافق السياحية التي كانت تقدم الخدمات للزوار.
كما عاش القطاع الزراعي بالاغوار الجنوبية احوالا متردية بسبب توقف التصدير للخارج بسبب الجائحة، وهو الامر الذي ما زال مستمرا حتى الان.
الا ان احد اهم الاحداث الابرز في حياة المواطنين بالمحافظة خلال العام الجاري هو تحسن موسم المحاصيل الحقلية بشكل غير مسبوق بسبب الهطول المطري الكبير، ما ادى الى مضاعفة الانتاج الزراعي من المحاصيل الحقلية الى اربعة اضعاف الموسم السابق، اضافة الى حدوث موسم جيد للزيتون ما ساهم في تحسن ظروف المزارعين في هذين القطاعين.
وشهدت محافظة الكرك خلال الانتخابات النيابية الاخيرة احجاما عن الاقتراع للنواب السابقين، على الرغم من ترشح اغلبهم للانتخابات، ولم ينجح سوى نائب واحد فقط.
كما شهدت المحافظة توقف العديد من المشاريع التنموية الخاصة بمجلس المحافظة، لاسباب تتعلق بتخفيض الحكومة لموازنة المحافظة مرتين.
وآلت موازنة محافظة الكرك التي يعدها مجلس المحافظة للعام الحالي، إلى ان تصبح سدادا لديون مشاريع العام الماضي، لاسيما مع تراجع قيمتها الفعلية الى 2،2 مليون دينار فقط بعد من كانت للعام الماضي 22 مليون دينار.
وتمثلت أبرز الأحداث التي شهدتها محافظة مادبا خلال العام الحالي 2020 ، في تشغيل المبنى الجديد لقسم الإسعاف والطوارئ ضمن توسعة مستشفى النديم الحكومي، بعد أن تعثرت لسنوات عدة، وتقليص موازنة المحافظة وتحطيم صخرة عراعر، فيما لم يحالف الحظ النواب السابقين بالعودة الى مجلس النواب التاسع عشر.
وقال مدير مستشفى النديم الدكتور إبراهيم فلاح المعايعة ان التوسعة تقدر مساحتها بـ 3031 مترا مربعا واشتملت على مبنى خدمات وخمس غرف عمليات وقسم للعناية المركزة بسبعة اسرة وقسم للعناية الحثيثة بخمس غرف مفردة وثلاث غرف اخرى معزولة وقسم للتعقيم وغرفة لتنقية المياه.