بقلم : د. نضال سالم النوافعة

مُت فارغًا، للكاتب تود هنري.
"إذا كنت تستطيع قراءة هذا الكتاب دون أن تستلهم منه كيفية عيش حياة مختلفة، فأنت بحاجة إلى زرع جسد جديد وروح جديدة. ستيفن باسفيلد".لا تقرأ هذا الكتاب إلا إذا كنت على استعداد تام للخروج من منطقة الراحة الخاصة بكَ، وإخراج الطاقة الكامنة داخلك. إن قارىء العنوان للوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنه أن يكون الإنسان عند موته فارغًا من كل الذنوب والخطايا التي ارتكبها في حياته، وأن يتصالح مع نفسه والآخرين؛ ليقابل الله ـ عزوجل ـ وهو فارغ من كل الذنوب، لكن عند الغوص في طيات هذا الكتاب سرعان ما نكتشف قصر نظرنا، وإن الكاتب لم يرد هذا، إنما أراد أن يكون الإنسان عند موته فارغًا تماما من الندم، الندم على أفكاره ومشروعاته، وعلمه، وثقافته التي لو أخرجها للعلن لكان لها صدى واسعا في الحياة، ولخلدته في الدنيا بعد موته، فهذا الكتاب يعد منهجا ودستورا لحياة من لديه فكرة ولم يحارب من أجل تحقيقها على أرض الواقع، و يرشدنا إلى الطرق المناسبة لاستغلال كل طاقاتنا ومعرفتنا، والمحاربة من أجل اثبات وجودنا في الحياة، فنحن لم نخلق جدوى، فكل إنسان تكمن داخله طاقة كبيرة، والفطن فينا من يبحث داخل نفسه عن مواطن القوة الخفية ، ويروضها من أجل منفعته، ولكي لا تكون نادما على شيء، عليك أن تعتبر هذا اليوم هو يومك الأخير في الحياة، فماذا عليك أن تفعل؟، أتستسلم للراحة واليأس والبكاء على ما فات؟، أتنتظر أجلك؟، أم عليك أن تعمل بكل طاقاتك؛ لتحقيق كل أحلامك؛ لتكون راضيا عن نفسك غير نادم على شيء.
عليك استثمار العقلية والأساليب التي تحتاج إليها؛ لتتكاثف طاقاتك، ومن ثم تقوم بتحرير أفضل مالديك كل يوم، وزيادة عدم فرص ندمك في نهاية مطاف حياتك حول الكيفية التي أمضيت بها أيامك.
ففي اعتقادك ماهي الأرض الأعلى أو الأسمى قيمة في العالم ؟ سؤال يطرحه "تود هنري" ستجيب بذكر أجمل المناطق في العالم، التي تعتقد إنها الأسمى و الأكثر قيمة، لكن الإجابة الصحيحة هي " إن أعلى وأسمى الأراضي قيمة في العالم هي المقابر؛ ففي المقابر دفنت كل الروايات التي لم تكتب، والأعمال التي لم يقدر لها أن تؤسس، والعلاقات التي لم تنته بالمصالحة، والعلم الذي لم ينشر، وكافة الأمور التي فكرالناس في أنهم لربما يجدون طريقهم إليها غدًا ومع ذلك لم يأتي، وسيأتي يوم ما وقد استنزفوا كل غدهم"، فحب الراحة هو عدو العظمة، فأيامك قليلة، وحياتك فانية، عليك أن تنمي من قدرتك على المشاركة في أعمالك، عود نفسك على التطور باستمرار، وجعله جزءًا من نهجك اليومي، ولا تكن حالمًا أو منجرفًا بل كن مطورًا دائمًا لذاتك، واعمل على أن يكون لديك انتصارات صغيرة متتالية؛ لتحفيزك على الانتصار الأسمى والأغلى لديك، حينها ستجد أن الطاقات الكامنة داخلك ستنبعث في جميع مجالات حياتك. فلا تهدر الوقت. اخرج من منطقة الراحة، والحياة العادية الضحلة، واطلق العنان لأفكارك؛ كي لا تكن نادمًا عند موتك.

" لايمكنك السعي وراء العظمة والراحة في نفس الوقت. فلتتعهد اليوم بالخروج من منطقة راحتك وتضع بعض الأهداف؛ لتساعدك على الوصول إليها. باختصار: انمُ. توقف عن محاولة أن تصبح عظيمًا. كن عظيمًا فحسب"تود هنري".