08-01-2021 05:56 PM
سرايا - أصرّت حكومة سريلانكا الجمعة على مواصلة تطبيق قرار ملزم بإحراق جثامين كل المتوفين بكوفيد-19، رافضة دعوات دولية وتوصيات بالسماح للمسلمين بدفن موتاهم وفقا لشعائرهم الدينية.
ومنذ نيسان/أبريل تمنع الحكومة دفن المتوفين بكوفيد-19، في ظل مخاوف أججها الرهبان البوذيون النافذون الموالون للرئيس غوتابايا راجاباكسي، بأن دفن جثامين المتوفين بالوباء يمكن أن يلوث المياه الجوفية وأن يسهم في تفشي الفيروس.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن خطر حصول هذا الأمر غير قائم لكن الحكومة السريلانكية ترفض الركون لهذا الرأي.
ونقل مسؤولون في وزارة الصحة عن الوزير بافيثرا وانياراتشي قوله إن "هذا القرار لن يعدّل لأسباب اجتماعية، دينية، سياسية أو شخصية".
وكانت لجنة خبراء شكّلتها الحكومة قد خلصت هذا الأسبوع إلى أن إحراق الجثث هو الحل الأسلم، وإنما يمكن التصريح بدفن الموتى وفق شروط صارمة.
ويشكل المسلمون أقلية في سريلانكا ذات الغالبية البوذية.
وعامة تحرق جثامين البوذيين، الموالون بشدة للحكومة الحالية، وكذلك الهندوس.
وسبق أن أعربت منظمات مسلمة محلية وخارجية بينها منظمة التعاون الإسلامي، مرارا عن قلقها إزاء هذا القرار.
واتّهم حزب "المؤتمر الإسلامي لسريلانكا" الحكومة بالسعي إلى استدراج الشبان المسلمين إلى "أفعال طائشة"، وهو ما حذّر منه أيضا وزير العدل المسلم علي صبري.
وبحسب الحزب، أكثر من نصف المتوفين بكوفيد-19 وعددهم الإجمالي 222 شخصا، هم من المسلمين الذين يشكلون 10 بالمئة من سكان سريلانكا البالغ عددهم 21 مليونا.
وأكد المتحدث باسم الحزب حلمي أحمد لوكالة فرانس برس أن معدّل الوفيات بكوفيد-19 لدى المسلمين أعلى مقارنة بغيرهم من أبناء سريلانكا "لأن المسلمين يرفضون تلقي العلاج خشية (أن ينتهي بهم الأمر) بإحراق جثامينهم".
وكانت المالديف، الأرخبيل المسلم، قد أعلن الشهر الماضي أن سريلانكا المجاورة طلبت السماح بإرسال جثامين المسلمين المتوفين بكوفيد-19 لدفنهم وفقا لشعائرهم، وهو ما نفته كولومبو.
لاحقا، اقترح رئيس البرلمان المالديفي محمد نشيد على السلطات السريلانكية أن تسمح بدفن المسلمين في مقبرة للمالديفيين في كولومبو، لكن هذا الاقتراح بقي من دون رد.
وتشهد سريلانكا تسارعا في وتيرة تفشي الوباء، وقد ارتفعت حصيلة الإصابات من 3300 في تشرين الأول/أكتوبر إلى 46 ألفا و800 حاليا، كما ارتفعت حصيلة الوفيات من 13 حينها إلى 222 حاليا.
وتشهد البلاد توترا بين المسلمين والغالبية السنهالية ذات الأكثرية البوذية، وذلك منذ اتّهام جماعة جهادية محلية بتنفيذ الهجمات الدموية التي شهدتها البلاد في فترة عيد الفصح في العام 2019.