09-01-2021 05:25 PM
بقلم : رهف العلي
التنمّر الإلكتروني هو أسلوب عدواني متكرر غير مرغوب فيه ، يتسم بالعنف والإساءة أو إيقاع الأذى الجسمي أو النفسي أو العاطفي أو المضايقة أو الإحراج أو السخرية ، والذي يقوم به فرداً او مجموعة من الافراد ضد آخر او آخرين (الواقع عليه فعل التنمر) ، هدفه إخافة وإستفزاز او تشويه سمعه الممارس ضده التنمّر بإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية المختلفة.
والمتنمّرون يتبعون أسلوب التخويف والترهيب تجاه الشخص الواقع عليه فعل التنمر مع الكثير من التنكيل , والاستهزاء به ، والتقليل من شأنه ، والسخرية منه بشكل مستمر وبطريقة مستفزة و جارحة لهذا الشخص ، حيث أن المتنمّرون يحرصون على إفساد الأجواء الإيجابية التي يعيش فيها الشخص الذي يمارس ضده التنمّر وفي أغلب الأحوال يحدث فعل التنمّر بدافع كره هؤلاء الأشخاص لهذا الشخص و عدم رؤيته أفضل منهم والرغبة في عدم تقدمه علمياً او اجتماعياً.
طرق واشكال التنمّر الالكتروني :
للتنمّر الإلكتروني عدة أشكال وطرق يُمارس من خلالها ، تختلف حسب أسلوب المتنمّر ومن أهم طرق التنمّر الإلكتروني التي يستخدمها المتنمّرون عبر وسائل الإتصال الإلكترونية المختلفة مثل الهاتف المحمول ، والحاسوب ، والرسائل النصية ، والتطبيقات ، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغير ذلك الكثير ، ومن أكثر المواقع التي يتعرض فيها الأشخاص للتنمّر الإلكتروني هو موقع فيسبوك ، وتويتر، وإنستغرام ، وسناب شات ، والبريد الإلكتروني وانواعه المختلفة ، الالعاب الإلكترونية المختلفة ، ومن أشكال وأساليب التنمّر الالكتروني ما يلي :
١) نشر المعلومات الكاذبة عن شخص ما أو نشر صور له محرجه أو إرسال التعليقات غير اللائقة إجتماعياً وأخلاقياً على صورة خاصة ، أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله بين أوساط المجتمع على منصات التواصل الإجتماعي بهدف الإساءة أو تشويه السمعة .
٢) إرسال رسائل مهينة وغير مهذبه أو حتى تهديديه من مصدر مجهول تسبب الأذى للشخص الممارس عليه فعل التنمّر أو الفئة المستهدفة من عمليه التنمّر الإلكتروني لأهداف مختلفة من قبل الممارس لفعل التنمّر .
٣) إنتحال شخصية شخص ما وإرسال رسائل خارجة عن القانون له وللآخرين بإستخدام منصات التواصل الاجتماعي .
٤) التصوير من غير علم الطرف الآخر و نشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بقصد إلحاق الإيذاء والضرر به .
٥) نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف الآخر الواقع عليه فعل التنمّر في وضع لا يرغب للآخرين مشاهدته.
٦) أشكال أخرى مثل التحرش ، والإبتزاز ، ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيء للآخرين ، تسريب معلومات لا يرغب الطرف الآخر مطلقاً في اطلاع أحد عليها ، من خلال قنوات التواصل الإلكترونية الرقمية المختلفة.
آثار التنمّر الإلكتروني :
١) مع انتشار ظاهرة التنمّر الإلكتروني أصبح يشكل تهديداً حقيقياً على الأشخاص الواقع عليهم هذا الفعل المخالف للقانون والعادات والاعراف الاجتماعية ، أن وبما ان ضحايا التنمر الالكتروني لديهم القدرة للوصول إلى الشبكة العنكبوتية فهم معرضون للإساءة والأذى من المتنمّرين ، وبالتالي فهم يشعرون بالخوف والقلق دائماً ، وربما يؤدي بهم الأمر إلى التفكير بالإنتحار وربما الإنتحار فعلياً ، فالعيش في الخوف والخجل هو أمر خطير جداً يخلّفه التنمّر الإلكتروني .
٢) ان الأخطار النفسية التي تقع على الشخص الذي يتعرض للتنمّر ، تعزله عن المجتمع ، وتجعله يفقد الثقة في نفسه ، و في المجتمع المحيط به وربما يلجأ لإيذاء نفسه أو الآخرين ، و يجب على المجتمع بأكمله التكاثف والتعاون من أجل القضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال نشر الوعي الكافي لدى أولياء الأمور و أطفالهم ، ومن خلال مشاركة المدارس أيضا ، و واجب الدولة هو معاقبة من يرتكب هذا الفعل المؤذي في حق أي شخص آخر ، و القضاء على ظاهرة التنمّر يجب أن يكون على رأس أولوياتنا .
٣) تتجاوز خطورة التنمّر الإلكتروني خطورة التنمّر التقليدي ( التنمّر اللفظي ، الجسدي ، العاطفي ) بسبب أن التنمّر الإلكتروني الفاعل يكون غير معروف للضحية ، بالإضافة إلى كون مادة التنمّر موجودة في بعض الأحيان على الشبكة المعلوماتية ، والأكثر خطراً أن هذه المادة تنتشر انتشاراً واسعاً كانتشار النار في الهشيم ، وليس له حدود مكانية أو زمانية ، وهذا يعني أن التنمّر الإلكتروني ليس له زمن للنهاية.
٤) ظاهرة التنمّر, ظاهرة خطيرة ، وهي من أكثر الظواهر التي تؤثر على المجتمع و لا تقل خطورة عن ظاهرة التحرش أو ظاهرة الإدمان . فالإنترنت وثورة الاتصالات وتقنية المعلومات منحتنا وحققت لنا فرصا لا يمكن أن تكون لولا وجود هذه التقنية التي لم تعد في وقتنا الحاضر ترفاً بل أصبحت ضرورة حياتية ملحة ، لذلك علينا أن ندرك أهميتها والوقاية من خطرها الإلكتروني بصوره المتعددة .
و لابد لنا من الاستخدام المتوازن لوسائل التواصل الاجتماعي وتقنياتها المتعددة ، فنحن نتعامل مع جيل حديث من التطور التقني الهائل ، نُعرّف أبنائنا وبناتنا بأدوار كل منهم وما يجب عليهم فعله في حال تعرضهم لأي مشكلة إلكترونية مهما كانت ، والأساليب التي يستخدموها إتجاه ذلك، فالجيل الحديث يتعامل ويتفاعل مع التقنية بصورة سريعة وكبيرة كسرعة تطورها ، لذلك من واجبنا نشر الوعي بينهم وتزويدهم بالبرامج الثقافية التي تحد من وقوعهم في التنمّر الإلكتروني .