10-01-2021 01:39 AM
سرايا - قالت أمانة عمان الكبرى، إن حلول مشاكل تصريف مياه الأمطار في منطقة وسط البلد، ستبقى “ناقصة” عقب صدور قرار حكومي بعدم استكمال مشروع العبارة الصندوقية في المكان، جراء الاكتشافات الآثارية خلال أعمال الحفريات ضمن أحد مسارات العمل بالمشروع، بينما سيفتتح شارع “الحفرية” أمام حركة السيارات اعتبارا من صباح اليوم، عقب انتهاء تعبيده ورفع المناهل فيه.
وأوضحت الأمانة على لسان أحد مسؤوليها الذي فضل عدم نشر إسمه، بأن العمل جار على قدم وساق في الجهة المقابلة من “الحفرية”، قائلا إن الحلول المطرية لعدم غرق وسط البلد، أنجز منها 50 % فقط، مشيرا إلى إن الحلول الممكنة ستكون “مرهقة ومكلفة”، مبينا أن الستار أسدل عن استكمال المشروع الذي اصطدم بـ”الحفرية الآثارية”.
وكان بيان صدر عن دائرة الآثار العامة والأمانة الخميس الماضي، جاء فيه أنّ قرار وقف العمل في المشروع، جاء بناء على توصيات اللجنة الاستشارية المتخصصة والمحايدة، التي تشكلت بالتنسيق بين الوزارة والأمانة، لدراسة الوضع القائم، ورفع تقرير فني بخصوص المنطقة، وكيفيّة التعامل مع المكتشفات الآثارية التي ظهرت.
ونوه البيان إلى أنّ دائرة الاثار وبالتعاون مع الجامعة الهاشمية، نفذت أعمال مسح جيوفيزيائي للمسار المتبقي من مشروع العبارة الصندوقية لمسافة 300 م تقريباً، بناء على توصية من اللجنة الاستشارية، اذ أكدت نتائج المسح وجود بقايا آثارية كثيرة في المسار، وأسفل الشارع.
كما تقرر بناء على التوصيات أيضاً، تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الأمانة ووزارة السّياحة والآثار عبر دائرة الآثار، لإجراء دراسة شاملة للموقع، تراعي احتياجات البنية التحتية الضرورية، لتحصين الموقع الآثاري، وحماية المنطقة الاقتصادية والمتاجر من السيول المتكررة.
وستتولى اللجنة الفنية التي ستشكل دراسة كيفية التعامل مع أي مكتشفات آثارية مستقبلية في الموقع، قد تنتج بسبب أعمال البنية التحتية، وفقاً للممارسات الدولية المعتمدة من حيث توثيق المكتشفات، وإجراء الدراسات، ليعتمد على هذه الدراسات والتوصيات عند تنفيذ مشاريع البنية التحتية.
وأكد البيان أن المكتشفات الأثرية من فخاريات ومنحوتات رخامية، وثقتها كوادر دائرة الآثار، ونقلتها إلى المستودعات الآمنة والمتخصصة، وفقاً للإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات.
وفيما يخص بقايا الحمام الروماني الذي كشف عنه خلال أعمال الحفريات، فقد تقرر تغليفه وإعادة تغطيته وفق الأسس العلمية والمعايير العالميّة المتبعة، وضمن الإمكانيّات المتوافرة حاليا في دائرة الاثار، للإبقاء على خيار تطوير هذه الآثار مستقبلاً عندما تتوافر الامكانيات المناسبة لذلك.
والآثار المكتشفة تعود إلى القرن الثاني بعد الميلاد أي الى قرابة 1800 عام، وهي عبارة عن جزء من حمام روماني، الى جانب تمثالين رومانيين بدون رأس، وجِرار فخارية، كانت تستخدم كأدوات للحمام الروماني آنذاك، وقيمتها عالية ماديا ومعنويا بحسب دائرة الآثار، فيما بينت مصادر أن مساحة الحفرية الآثارية بلغت نحو 150 م.
وواصلت الأمانة أعمال العبارة من الجهة المقابلة، اذ ستحل نحو 50 % من مشكلة مياه الأمطار.
وبحسب المدير التنفيذي للطرق المهندس المسؤول عن المشروع رائد حدادين، فقد أشار في تصريحات سابقة الى ان العمل استمر في جسم العبارة، وتوقف فيه عن الحفر، بحيث سيربط مع جسم العبارة القديمة، وأنه لا بد من الوصول في أعمال الحفر وإنشاء جسم العبارة الى المسجد الحسيني، لحل مشاكل المياه المتدفقة الى شارع قريش من مناطق العبدلي والجبيهة، مرورا بشارع الملك حسين وتلاع العلي وزهران ووادي صقرة مرورا بشارع عرار.
وكان حدادين قال سابقا، إن إيقاف المشروع يعني إيقاف الحلول المائية لوسط البلد، وبالتالي فان الحل لمشاكل تصريف مياه الامطار، سيكون منقوصا ان لم يستكمل الاعمال لغاية المسجد الحسيني.
الغد