حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4294

مبدعون على ضفاف المئوية

مبدعون على ضفاف المئوية

مبدعون على ضفاف المئوية

10-01-2021 08:52 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في سياق احتفال الأردنيين بمرور مئة عام على تأسيس أولى البنى الإدارية والسياسية
والثقافية في مشروع دولتهم الحديثة، تحتفي $ برموز الإبداع والوعي الذين أضاءوا
بقناديلهم دروب المسيرة، وأسهموا بنتاجاتهم في صياغة الوجدان، ودوّنوا بإبداعهم
على صفحة هذا الوطن سيرته وسرديته.

وتقدم هذه الزاوية على مدار العام تعريفا بشخصيات إبداعية تركت منجزاتها بصمات
واضحة في التاريخ الحديث.
(1)
عقيل أبو الشعر..
معادلة الإبداع والحرية
يرسخ اسم عقيل أبو الشعر بوصفه أحد المبدعين الأوائل في الأردن، وسراجا مضيئا في
معادلة الإبداع والحرية.
لم يُعرف تاريخ ميلاده بدقة، وانقطعت أخباره عن أهله في عام 1935م، إلا أن العثور على
ثلاثة من أعماله (تُرجمت أخيراً ضمن مبادرة دعمتها وزارة الثقافة الأردنية)، أكد ريادة هذا
الأديب الفذ وتفرده في السرد.
مبدعا كان بين أهله، ثم سافر وانقطعت أخباره، رواية لم توضع موضع البحث والتقصي
من أي باحث حتى وقت قريب، الأمر الذي دفع د.هند أبو الشعر إلى تقصّيها، فاستعانت
بما كتبه يعقوب العودات الملقّب بـ«البدوي الملثّم» في كتابه «القافلة المنسيّة» الذي صدر
في القدس في الأربعينيات وذكر فيه سطورا من حياة عقيل.
ترجّح أبو الشعر أن ولادة عقيل كانت في عام 1890تقريبا في بلدة الحصن شمال الأردن،
وذلك بناء على مجموعة من الدلائل التي تشير إلى تلقيه التعليم في مدرسة اللاتين
بالحصن، وأنه التحق بعد عام 190 بإحدى مدارس القدس لتلقّي التعليم هناك؛ إذ رُوي أنه
كان يزور أهله بين حين وآخر، وأنه كان يعزف على آلة الكمان. ومن المعروف أن تعليم
الموسيقى كان رائجا في المدارس آنذاك، خصوصا مدارس الطوائف، لأغراض دينية.
أما المرحلة الضائعة أو التي يلفّها الضباب في حياة عقيل، فهي التي تلي مغادرته
القدسَ إلى إيطاليا مبعوثا من دير الفرنسيسكان لدراسة اللاهوت والفلسفة
والموسيقى. وإذا كان لم يُعرَف على وجه التحديد اسم الجامعة التي تخرّج فيها، فإن
العثور على صورة لهذا المبدع وهو يرتدي «الببيون» والقبعة ومكتوبٌ عليها في الخلف
بقلم الرصاص اسم أستوديو بميلانو، كان كافيا لترجيح أنه واصلَ دراسته في إيطاليا،

وتحديدا في الكلية التي يدْرس فيها كهنة روما (كلية دي لاتان دي روما) التي وردت
إشارات عنها أكثر من مرة في رواية عقيل التي تحمل عن?ان: «الانتقام»، والصادرة
بالفرنسية عام 1935.
ترك «عقيل» الكهنوت بعد أن مُنع من دخول بلدته «الحصن»؛ بسبب مطاردة السلطات
العثمانية له بعد أن نشرَ روايته «الفتاة الأرمنية في قصر يلدز» بالفرنسية (1912 .(ويذكر
«البدوي الملثم» أن «عقيل» تزوج من «كونتيسة» فرنسية، وهو ما ترجّحه أبو الشعر؛ لأن
«عقيل» استقر زمنا طويلا في مرسيليا قنصلا لجمهورية الدومينيكان.
في باريس واثناء الحرب العالمية الأولى، حيث بدأ حياته العملية والفكرية، وقّع عقيل عددا
من أعماله باسم «أشيل نمر» الذي اتخذه لنفسه بعد هجرته، وترجح أبو الشعر بما توافر
لديها من وثائق، أن «عقيل» كان عضوا في جمعية «من أجل فلسطين»، ومقرّها في شارع
«ستراسبورغ» (شارع الصحافة)، فقد وُجدت بطاقات بتوقيعه ضمن مقتنيات العائلة تحمل
هذا العنوان، إضافة إلى أن هناك إشارة إلى هذه الجمعية وردت على الغلاف الداخلي
لروايته الثانية التي تحمل عنوان «القدس حرة» (1921 ،(والتي يكشف مضمونُها أن «عقيل»
كان من الذين أدركوا مبكرا الخطر?الصهيوني وأطماعه في فلسطين.
وبمواصلة البحث، عُثر لدى العائلة أيضا على عدد من البطاقات البريدية التي أرسلها
عقيل إلى أمه وإلى شقيقه الكبير «سليم»، تحمل إحداها تأكيدا أنه نجح أثناء الحرب
العالمية الأولى في نشر كتاب بالفرنسية ضد الأتراك (1917 .(وقد أشار البدوي الملثم في
ترجمته لسيرة عقيل، إلى مقطع من هذا الكتاب وعنوانه: «العرب تحت النير التركي» (ثلاثة
أجزاء)، وفيه يشبّه عقيل العربَ بحقل سنابل، كلما نبتت سنبلةٌ حصدَها منجلُ السلطة
العثمانية. لكن البدوي الملثم لم يذكر إنْ كان قد اطّلع على هذا الكتاب بنفسه، ولم
يذكر أيضا اللغة التي نقل الن?َّ عنها.
عاد عقيل إلى القدس في عام 1920 ،أيْ في بواكير الاحتلال الإنجليزي الصهيوني للمدينة
المقدسة ونهاية الحكم العثماني فيها، وكان يعمل مراسلا لصحيفتين أوروبيتين لم
يذكر اسميهما. وفي ذلك الوقت شرع في كتابة روايته «القدس حرة» بالإسبانية، وكان
قبل ذلك قد نشر روايته «إرادة االله» بالإسبانية أيضا (1917 .(وقد ترجم الروايتين إلى العربية
د.عدنان كاظم وصدرتا عن وزارة الثقافة الأردنية (2012.(
وتشير المعلومات المتواترة إلى أن «عقيل» رأسَ المجلسَ البلديَّ وتولى منصبَ المحافظ


لـ«سانتو دومينغو»، عاصمة الدومينيكان. ثم عاد إلى فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي،
وهو العقد الأخير على ما يبدو من حياته، وفيه عُيِّنَ قنصلا فخريّا للدومينيكان في مدينة
مرسيليا عام 1931 ،ونشر روايته «الانتقام» بالفرنسية سنة 1935 ،وربما تولّى مناصبَ أخرى
قبل أن تنقطع أخباره عن ذويه في وطنه الأول نهائيّا.
وقد نجحت د.هند أبو الشعر في الحصول على نسخة مصوَّرة من رواية «القدس حرة» من
المكتبة الوطنية في باريس. ونسخة وحيدة من كتاب «إرادة االله» في مكتبة رئيس
جمهورية الدومينيكان الأسبق «خواكين بلاغير»، التي أصبحت بعد وفاته إرثا وطنيّا، كما
عُثر على نسخة من رواية «الانتقام» بجهود المترجم والأكاديمي د.وائل الربضي، الذي قام
بترجمتها إلى العربية وصدرت عن وزارة الثقافة أيضا (2012 .(وما تزال هنالك أعمال مفقودة
لعقيل أبو الشعر، منها: «الفتاة الأرمنية في قصر يلدز»، و«نجل»، و«ظل وقيود»، و«حواري
وساتير»، و«أساطير نهر الأردن»? و«ماركوتا» و«المفتونات»











طباعة
  • المشاهدات: 4294

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم