10-01-2021 04:04 PM
سرايا - كشفت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّ جهاز الأمن العام (الشاباك) أجبر رئيس الوزراء الصهيوني
نتنياهو على البقاء في غرفةٍ مُغلقةٍ مدّة ساعة كاملة بعد هجوم المتظاهرين على مقّر إقامته في شارع بلفور الواقِع في القدس الغربيّة.
ولفت التلفزيون في تقريره إلى أنّ هذه الخطوة المثيرة للجدل، تأتي في ظلّ استمرار التّحركات المُناهضة لنتنياهو، بشكل أسبوعي، حيث شهِدت عدّة مدن في إسرائيل مساء أمس السبت، تظاهرات حاشدة، وبشكلٍ خاصٍّ قرب مقر إقامته في القدس المحتلة وفي تل أبيب.
وخرجت المظاهرات للأسبوع الـ29 على التوالي، ضد نتنياهو، احتجاجًا على سياساته الفاشلة في مواجهة فيروس كورونا، إضافةً للظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي أنتجتها سياساته.
في السياق عينه، أشارت صحيفة (معاريف) العبرية إلى إنّ محتجين من الـ”يسار” حاولوا اقتحام مقرّ إقامة رئيس الوزراء الإسرائيليّ في مدينة القدس، ونجحوا بالسّيطرة على إحدى نقاط التّفتيش التّابعة للشرطة في شارع سمولنسكين القريب من مقر نتنياهو نفسه، وأظهر شريط فيديو تمّ تناقله في قنوات التلفزة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى وسائط التواصل الاجتماعيّ محاولة الاقتحام وصدّ الشرطة لها.
وبحسب الصحيفة، فقد تدخّل جهاز “الشاباك” على الفور محاولاً السّيطرة على الوضع الرّاهن، والحؤول دون اقتحام مبنى إقامة نتنياهو أوْ إيذائه، ما أجبر الأخير على دخول الغرفة المُغلقة برفقة أسرته وأشخاص آخرين يَتواجدون في المقرّ، وذلك لأسباب أمنية، وقد مكثوا في هذه الغرفة مدّة ساعة كاملة. وأكّدت وسائل الإعلام العبريّة أنّ الشاباك لم يُعقِّب على الواقِعة بتاتًا.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة (معاريف) أن 56% من الجمهور الإسرائيليّ يعتقدون بأن حدثًا مثل هجوم المتظاهرين على مبنى الكابيتول هيل في واشنطن قد يحدث أيضًا في الدولة العبريّة، ويُبيّن الاستطلاع أنّ 23% من الذين أجابوا متأكدون من أنّ حادثًا كهذا قد يحصل أيضا في إسرائيل، و33% آخرين يقدرون أنّ حادثًا كهذا الذي قوض أمن الولايات المتحدة، قد يحدث هنا أيضًا.
وأكّد تقسيم الاستطلاع أن 77٪ ممن يعتقدون بأنّ مثل هذا الحدث سيحدث هنا ينتمون إلى كتلة اليسار- الوسط، مقابل 28% من مؤيّدي اليمين.
وتأتي هذه التطورّات في ظلّ تأجج النقاش داخل إسرائيل حول إمكانية تكرار سيناريو اقتحام الـ(كابيتول) في إسرائيل، حيثُ ظهر واضِحًا أنّ القوى اليمينيّة التي تؤيّد ترامب تُدين بصورةٍ خجولة ما أقدم عليه الرئيس الأمريكيّ المهزوم يوم الأربعاء الماضي، وفي الوقت عينه تؤكّد أنّ نتنياهو ليس ترامب، ولا يُمكِن أنْ يأمر مؤيّديه باقتحام الكنيست الإسرائيليّ.
في المُقابِل قال باراك رافيد، مُحلّل الشؤون السياسيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، إنّ نتنياهو تصرّف في المعارك الانتخابيّة التي جرت في السنتيْن الأخيرتيْن بصورةٍ مُشابهةٍ جدًا لترامب ونزع عمليًا الشرعيّة عن الانتخابات الديمقراطيّة، وحرّض مؤيّديه ضدّ المؤسسة القضائيّة بزعمه أنّها قدّمت ضدّه لوائح اتهامٍ مفبركةٍ، كما هاجم بشدّةِ الشرطة الإسرائيليّة التي تآمرت مع النيابة العامّة في فضائح الرشاوى وخيانة الأمانة المُتهم نتنياهو فيها، كما أكّد في مُناسباتٍ عديدةٍ، أولّها لدى تقديم لوائح الاتهّام ضدّه السنة الماضية.
وأضاف المُحلّل رافيد في حديثٍ أدلى به ليلة أمس السبت للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّه لا يستبعِد البتّة أنْ تشهد إسرائيل حدثًا مماثلاً لما وقع الأربعاء الماضي في واشنطن، لافِتًا إلى أنّ نتنياهو أقدم على التحريض ضدّ نزاهة القضاء الإسرائيليّ من قلب بناية المحكمة التي تتّم فيها محاكمته، الأمر الذي يثير القلق بشأن استعداده للقيام بأعمالٍ غيرُ قانونيّةٍ كي لا يفقِد سُدّة الحكم، وفق الخبير رافيد.
ومن الجدير ذكره أنّ العديد من المحللين والخبراء في إسرائيل باتوا على قناعةٍ بأنّه على الرغم من أنّ ترامب “كان جيّدًا لليهود” في السياسة الخارجيّة، إلّا أنّ صداقة نتنياهو معه، عادت سلبًا على تل أبيب بسبب تصرّفات الرعاع من مؤيّديه، وهو الأمر الذي قد تشهده إسرائيل قريبًا.