10-01-2021 11:33 PM
سرايا - محمد النواطير - ينتاب الزائر شعور بالحنين إلى الماضي لدى دخوله منزل الحرفي رائد المومني في عجلون، الأبواب الخشبية، و بعض التحف التراثية المعلقة على الجدران المزينة بأدوات الحصاد والزراعة التقليدية قطع مختلفة ضمّها في بيته لتستهوي الزائر إليه وتجذبهم للمشاهدة والاقتناء.
"الصنعة لا تحتاج إلى خبرة أو دراية ، ولكن تحتاج إلى عامل ماهر يستطيع أن ينتج بعض المنتجات التراثية "، هكذا استهل الحرفي رائد المومني حديثه لسرايا، حيث يعمل بصناعة بعض التحف التراثية وصناعة الأكواخ الخشبية وغيرها .
وخلال فترة الحظر الشامل التي عاشها الأردنيون بجائحة كورونا استطاع المومني أن يحوّل إحدى غرف المنزل - الضيوف - إلى تحفة فنية مدهشة ، فالحاجة الملحة للتغيير ، وملء وقت الفراغ ،وجد نفسه يصمم أبواب وشبابيك من مواد خشبية بسيطة ، حولها إلى تحف جميلة تهدف إلى إحياء التراث الأردني بشكل خاص والتراث العربي بشكل عام و للمساعدة على الحفاظ على حرف يدويّة أوشكت على الانقراض.
ولفت المومني إلى أن تحديات عدة تواجه صناعة الأدوات التراثية، على رأسها ارتفاع أسعار الخامات وعدم ثبات سعرها، خاصة أنّ معظمها مستورد من الخارج مثل الخشب والخزف، مشيرّا إلى أنّ صناعة الأكواخ الخشبية وبعض المعدات التي كانت تستخدم قديما بحاجة إلى دعم الدولة في ظلّ ما تواجهه المهنة من صعوبات.
عند التجوال في منزله لا تجد إلّا جدران معلق عليها تحف وقطع فنية وضعها بعناية فائقة وبطريقة إبداعيّة ، نرى في قسم الأنتيك العربي والإسلامي ، وبعض اللوحات التي رسمها بيده وعلق لوحته المدهشة داخل منزله.
ركن آخر في بيته هو قسم الأسلحة التقليدية تتوزع ، على أحد جدران الغرفة بصورة تدهش الرائي لها ، وما هي إلّا قطع من الأسلحة صممها بيديه لتكون ذات منظر جمالي تجذب الناس إليها ، ولا توجد فيها أي خاصية لاطلاق النّار.
لا يتوقع الرائي يوما أن ألواح الخشب- الطبليات - التي تستخدم لتخزين المواد لرفعها عن الأرض أنه سيحولها بطريقة إبداعية لشباك وباب يأخذك إلى الماضي الجميل ،وتلك الأبواب القديمة الخشبية الجديدة تستخدم كخزانة أو طاولة وسط او مكتبة.
لم يتوقف المومني إلى هذا الحد بل استطاع ان يصنع - دربكة - طبلة من الخشب أيضًا ، وعلقها على جدران ذلك المنزل الزاخر بالجمال والدهشة .
يقول المومني أنّه يستطيع أنْ يحول أيّ منزل إلى تحفة فنيّة ، وخاصة للذين يعشقون اقتناء التحف القديمة و جمعها.