11-01-2021 11:54 PM
سرايا - قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف حركة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة يخشى دبلوماسيون وجماعات إغاثة أن تُعقد جهود مكافحة أكبر أزمة إنسانية في العالم ، بحسب رويترز.
وقال مصدران إن الإعلان قد يتم بحلول يوم الاثنين. ويهدد أيضا إدراج الحركة المدعومة من إيران على القائمة السوداء بعرقلة محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة بينما تستعد إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لتولي المهمة من إدارة الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني.
وعكفت إدارة ترامب على زيادة العقوبات المتعلقة بإيران في الأسابيع الأخيرة، مما دفع بعض حلفاء بايدن والمحللين إلى استنتاج أن مساعدي ترامب يسعون إلى جعل قدرة الإدارة القادمة على إعادة التعامل مع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي أكثر صعوبة.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب التعقيب.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر إن إدارة ترامب وضعت “مخصصات” معينة للسماح باستمرار إيصال الإمدادات الإنسانية إلى اليمن وأصرت على أن قواعد العقوبات الأمريكية في معظم الحالات تترك مجالا لعمل منظمات الإغاثة. وامتنع المصدر عن الخوض في التفاصيل.
وقالت مصادر متعددة إن الجدل الداخلي الشديد حول كيفية تحديد استثناءات لشحنات المساعدات علق القرار النهائي بشأن تصنيف الحوثيين، إذ يجري الإعداد لاتخاذ القرار منذ أسابيع.
وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 لدعم القوات الحكومية التي تقاتل جماعة الحوثي. ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام لإنهاء الحرب بعدما تفاقمت معاناة البلاد أيضا بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة ووباء كوفيد-19.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم حيث يحتاج 80 بالمئة من السكان إلى المساعدة. وحذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص يواجهون المجاعة وأن ثمة حاجة لمزيد من الأموال لتقديم المساعدات.
وتمثل جماعة الحوثي، المعروفة أيضا باسم أنصار الله، سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن ويتعين على وكالات الإغاثة العمل معها لتقديم المساعدة. كما يأتي موظفو الإغاثة والإمدادات عبر مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة الحوثيين.
وقال ريان كروكر، السفير الأمريكي المتقاعد الذي خدم في الشرق الأوسط، عن التصنيف “هذا لا يخدم أي مصلحة على الإطلاق… هل هناك عناصر من الحوثيين متورطة في أعمال إرهابية؟ بالتأكيد. كما هو الحال مع الجماعات الأخرى في الشرق الأوسط”.
وأضاف كروكر “الحوثيون جزء لا يتجزأ من المجتمع اليمني. كانوا كذلك دائما. بهذا يصنعون عدوا استراتيجيا من قوة محلية كانت جزءا من اليمن على مر الأجيال. إنهم ليسوا بيادق إيرانية”.
وفي نوفمبر تشرين الثاني، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن اليمن يواجه “خطرا وشيكا بحدوث أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود”، وحذر من أي تحركات أحادية الجانب في الوقت الذي لوحت فيه الولايات المتحدة بإدراج الحوثيين على القائمة السوداء.
وامتنع متحدث باسم جوتيريش عن التعقيب يوم الأحد. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب التعليق.
وتمتلك وزارة الخزانة الأمريكية سلطة تحديد استثناءات من خلال إصدار تراخيص خاصة للجماعات الإنسانية لشحن المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى البلدان التي تخضع لعقوبات شديدة، كما فعلت مع إيران وفنزويلا.
لكن مسؤولي الإغاثة الدوليين قالوا إن مثل هذه الإجراءات غالبا ما فشلت في منع تدفق المساعدات لأن البنوك وشركات التأمين قلقة من التعارض مع العقوبات الأمريكية وقد يكون هذا هو الحال أيضا مع اليمن.