بقلم : د. عبدالله عامر البركات
وهكذا تدفع امريكا ثمن افتراءاتها على المسلمين واتهامها لهم بالارهاب وشنها الحروب عليهم لأسباب واهية او اكاذيب مفضوحة مما أعماها عن الارهاب الحقيقي والتطرّف الحقيقي والعنصرية الحقيقية الموجودة في صميم بنيتها. بل ان ذلك التجاهل أفسح المجال للنمو السرطاني للتطرف الديني المسيحي المتصهين والعنصرية العرقية ضد السود الذين اتت بهم امريكا وصنعت من دمهم وعرقهم ودموعهم نصف مجدها كما صنعت النصف الاخر من عصارة عقول الاقليات الاخرى من جميع اطراف المعمورة.
لا يمكن ان تستمر اية كذبة مهما كبرت وروج لها الاعلام المتآمر هناك ساعة للحقيقة لا بد من مواجهتها. وعلى امريكا اليوم ان تتعامل ليس مع مسلم متطرف او جاهل او مغرر به هنا وهناك بل مع ملايين العنصريين الذين يرفضون الاخر ولو كان امريكيا ابيض، فكما قالت الخنازير في رائعة جورج اورويل (مزرعة الحيوانات) "كل الحيوانات متساوية الا انه هناك حيوانات اكثر مساواة من الاخرين" مخالفة بهذه العبارة المرتبكة لمنطق كل اللغات وهو ان صفة التساوي كصفة الموت لا تقبل التفاضل.نقول للكاتب البارع مازالت روايتك ذات دلالة لم يختلف شيء الا ان المزرعة انتقلت من شرق الارض الى غربهاومع. فهناك مجتمع في اعظم ديمقراطية في العالم يرى نصفه ان كل البيض متساوون ولكن بعض البيض اكثر تساوٍ من غيرهم من البيض فما بالك بغيرهم.