18-01-2021 04:10 PM
سرايا - تساءلت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها، إن كانت إسرائيل دولة تمييز عنصري “أبارتهايد” وإن كان ذلك وصفا أم نبوءة؟
وقالت في إنه في غياب خريطة طريق نحو السلام، فهناك خطر لمقارنة إسرائيل بجنوب أفريقيا العنصرية سابقا.
وجاء تعليق الصحيفة على ما ورد في تقرير للمنظمة الحقوقية الإسرائيلية “بتسيلم” التي وصفت الفلسطينيين الذي يعيشون في الأرض المقدسة، بأنهم يعيشون ضمن نظام تمييز عنصري.
وقالت “الغارديان” إن الكثير من الإسرائيليين يمقتون فكرة تشبيه بلدهم الذي يعتبرونه دولة ديمقراطية ونشأ من محرقة الإبادة الجماعية، بنظام “الأفريكان” العنصري في جنوب أفريقيا. لكن شخصيات هامة مثل ديزموند توتو وجيمي كارتر فعلت ذلك.
منظمة “بتسيلم” وصفت الفلسطينيين الذي يعيشون في الأرض المقدسة، بأنهم يعيشون ضمن نظام تمييز عنصري.
وتعلق الصحيفة بالقول إن هناك جدلا حول الظلم الممارس على الفلسطينيين، فهم يعيشون في ظل قوانين مفككة تمييزية في معظم الأحيان، وسلطات عامة لا تهتم بمأساتهم. وتقول: “التمييز العنصري هو جريمة ضد الإنسانية، وهي تهمة علينا ألا نتعامل معها بخفة، ولا يمكن تجاهلها، وربما اتفق البعض مع استخدام هذه اللغة النارية، ولكن الكثيرين ينفرون منها”.
وأضافت أن جريمة التمييز العنصري يجب تعريفها بأنها “أعمال لا إنسانية ترتكب في سياق نظام الاضطهاد المنظم وسيادة جماعة عنصرية فوق جماعة أو جماعات أخرى بهدف الحفاظ على هذا النظام”. وقالت إن خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكلهم بدون مواطنة إسرائيلية. وفي الضفة الغربية يُجرّد الفلسطينيون من حقوقهم المدنية، فيما تمنح إسرائيل الدعم الكامل للمستوطنين.
وفازت حركة حماس في انتخابات عام 2006، ولكن الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة يعني أنها هي التي تسيطر. وأغلقت مصر حدودها، لكن لا شيء يدخل أو يخرج إلى القطاع بدون إذن إسرائيلي.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية، إن محاولة توفير وتلبية احتياجات الفلسطينيين أمر يخضع لنزوات إسرائيل. وهناك حوالي 300 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق التي ضمتها إسرائيل في القدس الشرقية وحولها، ولا يتمتعون بمواطنة كاملة ومتساوية.
وفي العام الماضي، وجدت المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية “يش دين” أن المسؤولين الإسرائيليين مذنبون بجريمة التمييز العنصري في الضفة الغربية.
ولكن هذه النتائج ستكون مأساة للجميع بمن فيهم “الغارديان” نفسها التي تتمنى الخير لإسرائيل.
يتم رفض الفلسطينيين في المناطق اليهودية على أساس “عدم التوافق الثقافي”.
وتناقش منظمة “بتسيلم” أن الفلسطينيين يحصلون على عدد متفاوت من الحقوق بناء على المناطق التي يعيشون فيها، مع أن حقوقهم تظل في مستوى أدنى من اليهود. وتقول المنظمة الحقوقية إنه لم تعد هناك إمكانية لفصل إسرائيل عن مشروع الاحتلال الطويل مما سيقود إلى نظام تمييز عنصري ليس في المناطق المحتلة بل تلك الواقعة تحت سيطرتها أو سيادتها.
وهناك حوالي مليوني فلسطيني يعيشون داخل إسرائيل ويتعرضون لضغوط بعدم معاداة اليهود. وليس من الصعب ملاحظة سياسات التمييز العنصري الإسرائيلية. فعادة ما يتم استخدام قانون الأمن القومي لتبرير قوانين المواطنة العنصرية. ويتم رفض الفلسطينيين في المناطق اليهودية على أساس “عدم التوافق الثقافي”.
وتخنق شبكة من قوانين الأراضي ما تبقى من مساحات للفلسطينيين. وهناك عرب في إسرائيل يتناقض ظهورهم وثراؤهم في المجتمع مع فقر الغالبية من فلسطينيي الداخل. وتعلق الصحيفة أن إسرائيل تعاني تاريخيا من تمييز عنصري، لكن المشكلة ازدادت في ظل بنيامين نتنياهو من خلال تمرير قانون الدولة القومية، والذي يؤكد التفوق اليهودي، مع خطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية. وهو ما يقود لسؤال طرحته “بتسيلم” والذي يُعتبر بمثابة هرطقة: “ماذا لو كانت هناك دولة واحدة من النهر إلى البحر وليس سلطة سياسية واحدة تسيطر على المناطق ضمن عدد من الأنظمة المختلفة؟”.
وتم تبرير التمييز العنصري الممنهج ضد الفلسطينيين باعتباره إجراء مؤقتا، ولكن عقودا مضت على هذا النظام، وازداد الوضع سوءا، ولو كان هناك ضوء للديمقراطية والمساواة في الأرض المقدسة، فيأمل الواحد منا أن يكون هذا الليل قصيرا.