22-01-2021 01:10 AM
سرايا - سارعت السفارة الأميركية في القدس المحتلة إلى إزالة تعديل مفاجئ جرى إدخاله على تعريف حساب السفير الأميركي لدى الكيان الإسرائيلي، بموقع “توتير”، بعد وقت قصير من تغييره إلى “سفير الولايات المتحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة”، وذلك بإعادته إلى وضعه السابق.
وعقبت السفارة الأميركية في القدس المحتلة على ذلك بالقول “تم تعديل لقب السفير على موقع “تويتر” ليصبح سفير أميركا لدى إسرائيل، أما التعديل السابق فغير مقصود ولا يعكس تغيّراً في السياسة”. ولم تفصح السفارة عن ملابسات ما حدث ودوافع تغيير مسمى السفير والتراجع عن ذلك لاحقاً.
وفسّر خبير القانون الدولي، الدكتور أنيس القاسم، هذا الأمر، قائلاً إن “السفير الأميركي السابق لدى الكيان ألإسرائيلي، ديفيد فريدمان، كما تشير الدلائل على ذلك، يقف وراء ذلك التغيير، والذي أجراه قبل ترك منصبّه”.
وأفاد القاسم، بأنه “من الناحية القانونية؛ فإن التغيير يعطي انطباعاً بأن “إسرائيل” والضفة الغربية وقطاع غزة منطقة واحدة، وأن الضفة وغزة باتتا جزءاً من الكيان الإسرائيلي، بما يجسّد مخطط الضّم الإسرائيلي”، الذي يستهدف السيطرة على أكثر من 31 % من المساحة الإجمالية للضفة الغربية المحتلة.
وأوضح بأن “عملية التصويب الفورية لاحقاً تشي بأن عهد الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، لن يكون على نفس طريقة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب”.
واعتبر أن “التصويب جاء في مكانه الصحيح، ولكن لا يجب تحميله أكثر مما يجب، إزاء مواقف بايدن الأساسية من القضية الفلسطينية التي لم تتغير حتى الآن”، في إشارة منه إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي المقبل، انتوني بلينكن، الذي أفاد بدعم بايدن “لحل الدولتين”، ومواصلة الاعتراف “بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، وإبقاء سفارة بلاده في المدينة المحتلة.
وكان حساب السفير الأميركي لدى الكيان الإسرائيلي قد شهد، بعد نحو ساعتين من تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، تغيراً مفاجئاً ليصبح “سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل والضفة الغربية وغزة”، ولكن بعد دقائق معدودة تم إعادة اسم الحساب إلى ما كان عليه قبل التغيير “سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل”.
ويبدو أن فريدمان، الذي انتهت ولايته أول أمس، أقدم على تلك الخطوة في محاولة منه لعرقلة إمكانية إقدام الإدارة الأميركية الجديدة على إعادة افتتاح قنصلية أميركية خاصة بالفلسطينيين بالقدس المحتلة، والتي كان الرئيس ترامب قد أغلقها ودمجها مع السفارة الأميركية.
غير أن قيام بايدن بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، والمعنية بالتواصل مع الفلسطينيين، سينفي أيّ بعد مغاير في المسمى الذي تم تغييره، حيث ستعود المسؤولية عن الضفة الغربية وغزة إليها، وليس للسفير الأميركي في الكيان الإسرائيلي، وذلك في حال اعتماد تلك الخطوة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة.
انتهاكات الاحتلال ضد المقدسات
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، المسجد الأقصى المبارك ونفذت جولات استفزازية داخل باحاته، وسط انتشار كثيف لعناصرها بمحيطه، بينما حذر مجلس الإفتاء الأعلى الفلسطيني من عواقب التغاضي عن جرائم الاحتلال ومخططه ضدّ المقدسات الدينية.
وانتشرت شرطة الاحتلال عند بوابات المسجد الأقصى، تزامناً مع اقتحام عناصرها لباحاته والتجول في مرافقه، مقابل فرض القيود المشددة على دخول المصلين للأقصى، والتدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها عند بواباته الخارجية.
وقال مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، خلال جلسته أمس برئاسة مفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى محمد حسين، إن “سلطات الاحتلال تصعد من جرائمها والمخططات التي تدّبرها ضد المقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك”.
واعتبر أن إقدام مساحين إسرائيليين، على إجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات الأقصى، وصحن قبة الصخرة، جاء بعد أيام من الكشف عن مواصلة أعمال الحفر أسفل المسجد.
وأوضح أن المقدسات الأخرى تتعرض لاعتداءات متكررة، خاصة الحرام الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، الذي فرض عليه الاحتلال إغلاقاً محكماً أمام المصلين المسلمين، في الوقت الذي سمح فيه للمستوطنين المتطرفين من استباحته، والتهديد بهدم مسجد قيد الإنشاء، في منطقة “مسافر يطا” جنوب مدينة الخليل.
واستنكر الصمت الدولي إزاء الجرائم العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تسعى إلى فرض الأمر الواقع، وتهويد الأراضي الفلسطينية، وإفراغها من المواطنين الأصليين، ضمن مشروع إحلالي يستهدفها.
وأدان انتهاكات المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والاعتداء على منازلهم بالحجارة، وتنفيذ الهجمات على البلدات والقرى الفلسطينية، والتي تصب في معين الإرهاب بهدف تهجير المواطنين من بيوتهم، لفرض واقع جديد على الأرض، وتطبيق ما يسمى “صفقة القرن”.
ودعا المجلس إلى “إنجاح الجهود المبذولة لعقد الانتخابات في فلسطين، لتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني صاحب الحق المطلق في اختيار قيادته وممثليه، مطالباً الجميع بالالتزام بالوحدة ورص الصفوف ونبذ الخلافات”.
وفي الأثناء، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واقتحامات واسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أسفّر عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
واندلعت اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء اقتحامها لعدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، حيث اعتقلت عدداً من المواطنين من رام الله وبلدتيّ يعبد وقباطية بمحافظة جنين والخليل وأريحا، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
وتشكل تلك القضايا أحد أبرز الملفات المطروحة أمام اجتماع اللجنة المركزية لحركة “فتح”، والمقرر عقده، وفق أمين سر اللجنة اللواء جبريل الرجوب، يوم الأحد المقبل برئاسة الرئيس محمود عباس.
وأفاد الرجوب بأن الاجتماع سيناقش آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لاسيما موضوع الانتخابات العامة.
الغد