23-01-2021 09:42 AM
بقلم : ربى وليد محمد البطاينه
لا تقتل النساء من الغرباء ولا من قطاع الطرق , انهن يقتلن من أكثر الناس قرباً وفي أكثر الأماكن اطمئناناً للانسان يقتلن في غرفهن ومنازلهن .
يعرف العنف ضد المرآة على انه اي سلوك عنيف يمارس ضدها ويكون خارج ارادتها , يؤدي الى الحاق الاذى بها على الجوانب النفسية والجسدية والجنسية , وهو من مظاهر تفاوت القوة بين الجنسين ومتجذر في المجتمع .
لا يقتصر العنف على الضرب والقتل بل قد يكون بالنظرة الدونية التي يكنها المجتمع لها من استهزاء بقيمتها وعدم الاعتراف بالحاجة لها , شتمها واهانتها وإحراجها امام الاخرين , السيطرة على أموالها , حرمانها من التعليم دون مبرر , حرمانها من الحاجات الاساسية في حياة اي انسان , تزويج الفتيات القاصرات اللواتي لا قرار لهن في رسم مصيرهن .
وبدءاً من جائحة كورونا والحجر المنزلي تزايد العنف ضد المرآة في الاردن 33% عن نسبته في العام السابق , ومحافظتا البلقاء والزرقاء الاعلى في انتشارهذه الظاهرة , وبلغت حالات العنف الاسري 7988 حالة تم الابلاغ عنها في 9 الاشهر السابقة , وتبين نسبة التبليغات اقل بكثير مما هي عليه في الواقع وتتفق النساء ان خدمات العنف المقدمة من قبل الجهات المختصة اكثر صعوبة من ما كانت عليه قبل الجائحة .
حسب الباروميترالعربي فإن النسبة الاعلى للعنف ضد المرآة في الدول العربية لبنان وفي دول العالم جمهورية السلفادور .
ذكرت أحدى النساء المعنفات ف.أ.ع ان المبررات التي وضعتها لزوجها بعد تعنيفها ما كانت الا من أجل ابنائها ومن جهة أخرى خوفاً من نظرة المجتمع للمرآة المطلقة , كون المطلقة ينظر اليها نظرة الاثمة الفاعلة للذنب الكبير , الى حين وصل بها الأمران تفقد بصرها بعد ما تم تخييرها من زوجها بالقتل امام اطفالها او قتلهم امامها , فقدت الآعين التي طالما ظلت تحاول الا تسقط الدموع منها تخفي الحزن وتبقى صابرة , حرمت من رؤية ابنائها بعد طول تضحية فقط لانها اكتفت بالصمت .
ومن ذاكرة احداث الحجر المنزلي أحلام وصرخاتها حين هربت للشارع بدمائها ثم لحقها والدها وهشم رأسها حتى ماتت وجلس يشرب الشاي جانب جثتها , وذلك الذي قتل شقيقاته الثلاث بدم بارد وخرج لوظيفته كأن شيء لم يكن .
النساء لا يملكن الخيارات ولا تتاح أمامهن فرص النجاة من العنف ما لم يتخلصن من ثقافة الصمت , و وفقاً للامم المتحدة يعتبر العنف ضد المرآة اكثر انتهاكات حقوق الانسان استمراراً وانتشاراً , كون معظمه غير مبلغ عنه بسبب سياسات الافلات من العقاب و وصمة العار .
كثيرون اولئك الذين يقسمون بالدفاع عن حقوقها والتصدي للعنف ضدها , الا انهم لا يقومون بأي عمل على الاطلاق وتقتصر اعمالهم على عزل المرآة وابعادها عن الحياة الاجتماعية والسياسية بحجة حمايتها .
رغم تعدد اسباب العنف الا ان الغاية لا تبرر الوسيلة , وكل الاديان السماوية والعقول البشرية السليمة لا تدعو للعنف ضد شجرة فكيف ان كانت روح ؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-01-2021 09:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |