حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23420

جرش: حرق الملابس والأحذية للتدفئة لارتفاع أثمان الحطب

جرش: حرق الملابس والأحذية للتدفئة لارتفاع أثمان الحطب

جرش: حرق الملابس والأحذية للتدفئة لارتفاع أثمان الحطب

23-01-2021 09:37 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يضطر آلاف الفقراء في جرش إلى اللجوء لحرق الملابس والأحذية القديمة في مدافئ الحطب، لحماية أطفالهم من البرد، بعد عجزهم عن توفير الحطب اللازم لتشغيل المدافئ لديهم بسبب غلاء اسعارها بالمقارنة مع دخولهم، ونفادها لدى مديرية الزراعة.

ويرى مواطنون، في حرق الملابس والأحذية القديمة، بأنه الحل الأمثل لأوضاعهم المادية الصعبة، على الرغم من خطورة حرق هذه المواد وضرر الغازات التي تنبعث منها.



وتلجأ معظم الأسر الجرشية والتي تعتمد على الحطب في التدفئة إلى الملابس والأحذية القديمة للتدفئة، لاسيما لدى الاسر التي نفدت لديها كميات الحطب التي جهدت في تجميعها طيلة فصل الصيف الماضي، بحسب مخلد المرازيق.

وقال المرازيق إن فصل الشتاء يتميز هذا العام بشدة البرودة مقارنة بالسنوات الماضية، مما ضاعف من كميات الحطب والجفت التي تحتاجها الأسر.

وبين المرازيق أنهم يشترون الملابس المستعملة من محال الألبسة الأوروبية بأثمان زهيدة، مشيرا الى ان العبوة الكبيرة من الشوال تباع بدينار واحد، خاصة وأن هذه الألبسة غير صالحة للبيع أصلا، ويلجأ أصحاب المحال الى بيعها للمواطنين لاستخدامها في التدفئة بأي سعر.

لكن المواطن محمود العياصرة يشتكي من الأدخنة والغبار الأسود الذي يخرج من مدافئ الحطب، ويتسبب في انبعاث روائح وغازات خطيرة تضر بالصحة، لاسيما وان المواد التي يتم حرقها ضارة بالصحة والبيئة، خاصة وأنها أغبرة سوداء ولا تحتاج إلى أي دراسات لإثبات سميتها، فرائحتها ولونها يدلان على ارتفاع السمية فيها.

وقال العياصرة، إن استخدام هذه المواد بشكل دائم يضر بصحة المجاورين، داعيا اصحاب هذه المدافئ بأن يعملوا على استبدال هذه المواد بالحطب والجفت الذي يعد أقل خطورة على الصحة.

وقالت الطالبة الجامعية ولاء العمور، إن إحراق البلاستيك والأقمشة يظهر في الهواء الذي يتنفسه السكان، لاسيما وانه يحول لونه إلى أسود ويتطاير منه رذاذ أسود يعلق عل ملابس المارة.


وقال المواطن أمجد الزعبي، إن الألبسة والأحذية القديمة هي الخيار الوحيد في ظل انخفاض متتالي لدرجات الحرارة في هذا الوقت من السنة، مشيرا الى ان سكان يلجأون إلى محال الألبسة المستعملة لشرائها، لاسيما وأن مديرية الزراعة لا تتوفر فيها حطب ولا توجد أي وسيلة تدفئة تناسب دخول الكثير من الاسر.

بدورها تقول مهندسة البيئة في حديث سابق مع الغد فاطمة العتوم إن استخدام الألبسة والأحذية في إشعال المدافئ خطير جدا على صحة الأسر والسكان المجاورين، خاصة وأن نواتج الاحتراق مركبات ذات سمية خطيرة جدا وتؤثر بالدرجة الأولى على الجهاز التنفسي وعلى مختلف الأعمار

واوصحت أن استخدام البلاستيك والأقمشة والأحذية والتي معظمها مصنوعة من مواد بترولية يسبب تلوثا كبيرا في الهواء، جراء تصاعد أبخرة وغازات سامة تؤثر على طبقة الأوزون، فضلا عن تأثيرها على الأسر التي تستخدم هذه المواد وخاصة على الأطفال، حيث يتسبب إحراقها بانبعاث غازات منها ثاني أكسيد الكربون، تسبب التهابات رئوية حادة وتؤثر على القصبات والشعب الهوائية وأمراض أخرى في الجهاز التنفيس

وبينت أن المادة المحروقة من الحطب والجفت تعد من المواد الخطرة، لاسيما وأنها تؤدي إلى انبعاث غازات ولكنها أقل سمية من البلاستيك والأقمشة التي توضع في المدافئ وتعمل كعمل مصانع الاحتراق في المنازل، وخاصة في المناطق التي تستخدم الحطب في التدفئة وهي منطقة جبة وقفقفا والمصطبة وساكب وريمون كونها مناطق مرتفعة وشديدة البرودة في فصل الشتاء.

إلى ذلك قال رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة، إن عدد الطلبات الموجودة في زراعة جرش لشراء الحطب لا يقل عن ألف، وهي ترتفع بشكل مطرد، مشيرا الى ان مديرية الزراعة لا يتوفر لديها الحطب حاليا.

وقال ان كل ما يتوفر هو بضعة أطنان يتم تجميعها من الأغصان الجافة والاعتداءات الفردية على الأشجار الحرجية التي يتم من خلالها تجميع الحطب وبيعه للمواطنين مباشرة، هي كميات بسيطة، فيما حجم هذه الطلبات يدل على مدى حاجة المواطنين للحطب في فصل الشتاء.


بدورها تعلن محال ألبسة أوروبية مستعملة في مدينة جرش عن عروض لبيع الملابس بالجملة للمواطنين ومقابل أسعار زهيدة، لغاية استخدامها في إشعال مدافئ الحطب.

وأوضح التجار أن هذه الخطوة جاءت مراعاة لظروف المواطنين الاقتصادية وبسبب شدة برودة الطقس التي تجبر المواطنين على استخدام أي وسيلة تدفئة.

ويقول المواطن محسن الترك (من سكان الكتة)، إن طن الحطب يزيد ثمنه على 180 دينارا وثمن طن الجفت يزيد على 130 دينارا، مشيرا الى ان هذه الكمية بالكاد تغطي حاجة الأسر لـ10 أيام فقط، أي أن كل أسرة بحاجة إلى ما يقارب 250 دينارا أثمان حطب وجفت خلال الشهر الواحد.

أما تكلفة استخدام مدافئ الكاز أو الكهرباء أو الغاز فتقدر تكلفتها اليومية 15 دينارا، وتتزايد مخاطرها بين الحين والآخر، ولا تستخدم إلا في غرفة واحدة من البيت بحسب الترك.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 23420

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم