25-01-2021 11:31 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
تفادياً لتعرض ايران لضريبة عسكرية خارجة عن نطاق خارطة طريق التحالف برعاية الدولة العالمية العميقه الذي عاثَ في المنطقة فساداً وافساداً ، كان ثمن هذا التهديد الغير مدروس لإيران هو ما حصل في العاصمة الامريكية من احداث ، ورغم فداحتها وما سيترتب عليها من نتائج ، إلا انها بالنسبة للدولة العالمية العميقة اهون واقلُّ ضرراً من ضرب ايران عسكرياً .
اهتزاز ايران او مجرد سحب الهالة الاعلامية التي تم تجنيد كل الاعلام العالمي المنضوي تحت مظلة الدولة العالمية العميقه للتغطية على الوهم الاعظم وهو ايران وقوتها النووية والصاروخية وغيرها من تلفيقات تم الصاقها بايران زوراً وبهتانا ، سيؤدي حتماً الى بداية الانهيار الفعلي لهذا التحالف .
بالتاكيد هم يعلمون ان ازاحة الستار عن هذا الوهم او مجرد توجيه ضربة عسكرية حتى ولو كانت كما حصل في السنوات الماضيه من اتفاق على تنفيذ ضربات متفق عليها ومبرمجه مسبقا ، لو حصل هذا فإن الرد الايراني في هذا الوقت بالذات سيكشف عن هذا الوهم وسيرى عندها العالم اجمع ان ايران هي صورة طبق الاصل عن العراق ،
وعندها سينفرط عقد هذا التحالف لا محالة حتى لو عُمِلَ المستحيل من اجل الابقاء على هذه الفزَّاعة التي بها ومن خلالها وباسمها تم العبث بكل ما احتوته خرائط المنطقة من جغرافيا وديمغرافيا وثروات وبكل ما اصاب شعوبها من تقتيل وتشريد وتجويع .
ايران هي عمود الخيمة في هذا التحالف وبمجرد سقوط هذا العمود سيهوي التحالف مخلفاً ورائه تداعيات وتغيرات ربما لا يمكن احتوائها على الاطلاق ، وسيكون من الاحداث ما يوازي ما احدثه هذا التحالف من متغيرات كانت كارثية وغير متوقعة على الاطلاق ، والفارق ان ما بعد انفراط عقد هذا التحالف لن يكون على هوى او على قياس ما ارادوه وما حققوه طوال هذا الوقت العصيب الذي لم ينجُ من فظاعته احد .
الاحداث التي تجري الان بصورة دراماتيكيه لم يكن يتوقعها احد ، وحيث ان ما بُني على باطل فإن نتائجه لا محالة ستكون باطلة ، وحيث ان المنطقة تتعرض منذ عقود الى فرض الامر الواقع بطريقة البلطجة والعربدة واستغلال العجز والضعف العربي المخجل بأبشع استغلال ، وحيث انه بالباطل تم تمرير مخططات لجعل الوضع في المنطقة معقد بدرجة لا يمكن او ربما ليس هناك مجال لاصلاحه ، ربما بسبب كل هذا الباطل جاءت هذه الاحداث التي تُنذر بهزات ارتدادية لا يمكن التنبؤ بنتائجها ، وان الارهاصات الحاليه تشير الى تغيرات تَلِدُ تباعاً ودون إعداد او تخطيط مسبق ، ودون انتظار ،
لان المنطقة كانت منذ زمن
حُبلى بالمفاجآت .
يوسف رجا الرفاعي