30-01-2021 01:17 PM
سرايا - لم يعد هناك شك - والرواية بالتواتر - بأن حيثيات الواقعة هي جناة أنذال في أقنعة ضيوف القوا السلام - كذبا - على كريم إبن كرام فرد بالتأهيل والتسهيل وبالترحاب والقيام على خدمتهم وهو من تربى على شيمة أهله :" وإني لعبد الضيف ما دام نازلا... وما شيمة لي غيرها تشبه العبد"، لكنهم لعفونة الفكر الذي حملوه وقذارة الدماء التي في عروقهم وبرودتها - قطعا ليست من دماء أهلهم - نكثوا السلام ونقضوا عهود الأنام وقد دبروا فأقدموا وغدروا من أمنهم وأمن منهم فكانت طعناتهم ليست فقط في جسد حمزة - رحمه الله - بل في قلب أمة وشعب وكان التمثيل بالقيمة وبالشيمة فكانوا وصاروا غرماء لكل الرجال ولكل من لبس عقال وكل أب وأم وكل كريم وحر...؟؟؟!!!
الصبر مطلوب ومحمود من أهل القتيل الكريم وقد فعلوا، لكن الثأر مطلب كل أردني وأردنية وكل عربي وعربية وثأرنا يؤخذ بيد دولة أسست على قيم وشيم ومباديء شعبها التي جاءت من الدين وأصبحت للشرفاء والأحرار ديدن...!
ولأن القضاء يحكم بالقانون ولأن القوانين هي ضمير المجتمع ووجدانه وحارسة لحقوقه ومنفذة لإرادته فلا نص في القانون أبلغ في التشديد والتأكيد على بشاعة الفعل من كونه طعنة بخنجر مسموم لضمير ووجدان هذا الشعب وتمثيل لقيمه وشيمه..!
لا نهتم للزمن ولا نهتم لطول إجراءات أو قصرها لكننا نهتم أن العدالة تقتضي أن يكون الثأر للفضائل والقيم وأخلاق جبل عليها هذا المجتمع، والمحاكمة التي نريد ليست فقط لأفراد بعينهم بل لكل من سولت لهم أنفسهم ومن قد تسول بأن يدوسوا ويشوهوا أغلى وكل ما نملك في هذا الوطن وليست هذه الشرذمة والقسوة في معاقبتها إلا أمثولة نريد أن نجتث بسحقهم وإعدامهم كل نبت شيطاني نما أو قد ينمو في هذه الأرض..!
وليعلم القاصي والداني أن الغضبة والصبر على المصاب من (بني صخر) لله وللوطن وأن قبيلة الكرام هم من هذا النسيج (عشائر الأردن) نسيج حراس القيم، وأن الصبر جميل إستعانة بالله ولله العلي القدير، وأن الصبر فضيلة مرة لا يقدر عليها إلا من قوي إيمانه وأطمئن أنه لابد سيمحو الله- عز وجل - مرارة صبره بحلاوة العدل وثواب كاظم الغيظ...!
أنا غاضب أيضا بقدر ما في نفس والد حمزه وأمه وإخوته لأننا جميعنا أبناء كرامة وأخوة في الجميل من القيم، وصبري برغم الغيظ أيضا لأنني إبن تلك العباءة الشريفة التي وقفت تنافح ليس فقط عن إبن أم وأب وقبيلة بل عن كل من وقف في باب بيته مرحبا بالضيف وكل من (راعية بيت) نبذت كل مشاغل نهارها لتنشغل بإعداد قرى ضيوف أبيها أو أخيها أو زوجها او إبنها...!!!!
في هذه فقط أستطع أن أقول بكل إيمان وقناعة : " كلنا حمزة، كلنا والد حمزة ووالدته وإخوته وأبناء عمه وكلنا قبيلته لأننا كلنا طعنا...!!!
رحم الله (شهيد القيم الأردنية) ولعل هذه الضارة الجارحة عميقا أن تكون نافعة بإنتفاضتنا جميعا لننفض الغبار ونمسح كل ما قد لطخ وجه الوطن الجميل من سلوكيات منحرفة وأن نجتث كل ما ومن أصبحوا في غفلة منا ومن أيامنا المثقلة بما حجبنا وحجب عنا أن الأوطان يغتالها من يغتال الفضائل والقيم كائنا من كان...!
رايق المجالي /أبو عناد