31-01-2021 12:23 PM
بقلم : فدوى خصاونة
عندما تنوي أن تقابل شخصا أو مسؤولا فإن الأمر يحتاج إلى تحضير وتنسيق مسبق ؛ فعليك أن تحصل على موعد مسبق فقد تحظى بموعد قريب بعد أسبوع أو شهر ولربما لن تتمكن من الحصول على موعد.
وعندما يحالفك الحظ و يحين موعدك للمقابلة تبدأ بتحضير نفسك ومظهرك أولا ، وتختار ثيابا تليق بحضرته أو حتى تشتري ثيابا جديدة ، وتحضر كلماتك وحركاتك و تنتقي ألفاظك جيدا إياك أن تنسى أن تخاطب المسؤول بعشرة أو عشرين لقب .
و في بعض الأحيان قد تلجأ لصلاة إستخارة ؛ لتزداد اطمئنانا ، وبعد كل ذلك تتوجه لمكتب المسؤول ، فتلتقي مدير مكتبه ويقوم بتفتيشك واستجوابك والتدقيق في سيرتك وسلوكك ويسألك باشمئزاز ماذا تريد ؟
وربما يتحايل للتخلص منك ويدعي أن المسؤول مشغول أو مسافر ، أو يطلب منك الإنتظار ريثما ينهي أعماله فتجلس طويلا بانتظار اللقاء .
و بعد كل هذه الطقوس تدخل على المسؤول وتبدأ بشرح ظروفك وتتقدم بطلبك ودونما اهتمام ينظر إليك و كأنك أخذت الكثير من وقته فقد حظيت بشرف هذا اللقاء العظيم ، ومع كل هذه الطقوس سيشعرك بالخجل من نفسك ، وبشعور الاشمئزاز والقرف سيعطيك وعدا بتلبية حاجتك و تخرج بانتظار تلبية طلبك ، تغيب وتنتظر طويلا و ينسى المسؤول وعده .
ولله المثل الأعلى ؛ فإذا أردت أن تتواصل مع ملك الملوك ، فما عليك إلا أن تتوجه إليه مباشرة دون وساطات ولا موعد ودون إذن مسبق ولا حتى استجواب أو تفتيش .
أنظر إلى السماء أو إلى الأرض أو إلى الشمال أو الجنوب ، قابله بثياب العمل أو ثياب البيت ، و أنت واقف أو جالس أو ساجد أو مستلقي .
خاطبه بقلبك أو لسانك أو دموعك ؛ فهو يعلم كل ما في قلبك ، و حالك لا تخفى عليه ؛ فقط قل : يا رب .
و اطلب كل ما تريد لا تخجل من كثرة الطلب والإلحاح ، أطلب المستحيل ؛ فإن سلاح المؤمن الدعاء فالمسافة ما بين الدعاء والإجابة وكما يقول الداعية عائض القرني : هي نفس المسافة بين المفردتين ( ادعوني أستجب لكم )؛ فإن الله يحب أن يسمع صوتك العذب لا يعجزه شيء ، يحب أن يسمعك وأنت تدعوه فهو السميع المجيب .
فدوى بهجت خصاونه