حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2452

رواية مئوية الدولة الأردنية

رواية مئوية الدولة الأردنية

رواية مئوية الدولة الأردنية

31-01-2021 01:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه
كان يا  ما كان.. يا سادة يا كرام .. في قديم الزمان حيث كان و لا زال .. لنا وطنُ  خلعنا أمامه جدائل الشمس الطويلة ونهضنا عن صمت الدروب الكالحةْ فكنا  من شقوق الأرض في بطن الصحارى المالحة نُنبت الزهر و الدحنون ..
و كنا يا  سادتي من هذه الأرض ننثر ضوئنا 

وفي وديانهُ  كتبنا عمق التاريخ  و مشينا كحصانٍ لم يلامس ظهره  السرج ..
ولم يتفيأ  إلا على سواري الجبال ..
 فجاء الوطن الطالع من وهج التاريخ القديم حيث " ميثاق أم قيس " الندية إذ كان التاريخ يومها يمر في عامه  العشرين من قرنه العشرين .
 لتقول ام قيس  .. نحن إن شح على قناديلك الزيت يا وطني  سنسكب دمنا علية ليجلو الظلماتِ

ويقف التاريخ من بعيد مترقبا في الحادي والعشرين من نوفمبر من العام ذاته ذاك الفارس الذي يُطل علينا  .....
" قرشياً  يمتد نسله الى الحسين بن علي ومعه صحبة كرام إلى صوب معان .. معان الوادعة في ظلال الوادي حيث رائحة الحجاز و صوت الطلقة الأولى ...

فتجيب معان أني أنا السيف الذي كان يحرس أحلام الأطفال و النار التي تحرق إن مرت بي خيل الغزاة... 

فيرد من كان من نسل الشريف  أني أقف اليوم بينكم معلناً  إمارة شرقية سعيدة بحكومة وليدة رشيدة في الحادي والعشرين من نيسان ابريل للعام 1921...و معها بدأت التحولات التاريخية تقاوم  الانتداب ... وترفض وعد بلفور ..
و امام عزيمة الشرفاء  يا سادة يا كرام جاء الاعتراف....

لا ليس اعترفا بل انتزع الارنيون اعترافا بإمارتهم الفتية و شكلوا أول قانون أساسي لدولتهم الفتية في العام الثامن و العشرين و تسعمائة و ألف

و حينها يا سادة يا كرام نستلهم الأفعال لا الكلام ....

فقد فك الأردنيون القيود واللجام ... و حملوا أقمارهم و طافوا مرددين بين المضارب أن دقوا على أطراف الهوية فنحن الذين نمزق ثوب السكوت .... إذا مد الغزاة بنادقهم الينا ...

فتبعثرت مفردات الحياة بين حبات رمال  على ثراها الطاهر و على غصون الأشجار .. و ما بقي أمامهم على هودج الروح سوى أن نطوي الصحارى ونطلب من رملها أن يبل العروق ....

فردت أرضنا بأنها لن تعاتبنا فقد أوصدت سراديب قلبها ليبللها غيم الروح
ويطل من جديد فتى هاشمي الملامح ....

فتي السواعد النديه

يحمل للأرض و الإنسان سراجا من عزيمةٍ و نور يضيء دروب الأردنيين من جديد...

ليروي لنا مجدداً مع أولئك النخبة الذين زرعوا البارود فداءً للوطن قصة التعريب التي همست في قلوبنا "
أن يا حادي الركب" ذاك شعبي و هذا وطني ما ذاقت العين من دمعة وجعا.
حتى و إن تلا الناس أشعارا... فنحن قد تلونا على أوطاننا دما...
دما خضب أولى القبلتين و امتد إلى مغارب الأرض واصلا للقدس ..
القدس حاضنة الدم و الخيل و البارود...
فجاءت فلسطين ندية تسأل أهلها  الطيب هل ما زال الريح فينا يطارد الريح ....
فكنا لفلسطين روحا تشعل روحها...
و دما روى العطاش من أرضها ...
دما سال من الجليل الى الخليل...
و يدا مسحت عن جفن غزة هاشم دمعة أحرقت رمالها ...
فأحرقنا لها غزاة التاريخ  ليبقى زيتونها الشاهد و الشهيد...
و بعيدا عن طول المقام و الكلام ....
بقي صهيل خيل الأردنيين يا سادة يا كرام  و دمهم الأرجواني لدرة المدائن يُنبت كما يُنبت القمح في أراضينا ...
و كما انبت نصرا في غورها...
 كلل جبين التاريخ بالغار في الكرامة الغراء كرامة الرجال..
 كرامة سطرت العزم و حققت الصعب و المحال
و بعدها يغيب نجم كي تشع كواكب فيعود معها للحياة سراجها

سراجا يضيئ أرواحنا و دروبنا الخجلى ...
فتشع نجوم الملك المعزز وهجاً " وروحاً على روح "
ويداً  تضمد قلوب الاردنيين في رحيل الحسين
واخرى تقرأ القسم .
فيعلوا السلام و النشيد في صباحات السارية و العلم الرفيع .
و يبقي الاردنيين الاحرار يمشون على جمر الغضا و يسقون مع مليكهم المعزز أرض عمان و حوران
و الجنوب
كلما عطشت  دما و حبا و عرقا... فهذه الأرض من عهد آدم وهي تعطي شعبها كتاباً عظيم وآخر مقدس ...
 
فسلاماً عليك يا وطني فما زالت قلوبنا على عهدك هاشمية الهوى ....
وما زالت فرحتنا بالمئوية الأولى تجعلنا نجعل  جمر النار ولظاها لأجسادنا دون أن يمسك من وهجها لوجهك جرحا .
وما زالت سهامنا الوطنية تؤكد بأننا الدولة الوحيدة إلى هذه اللحظة من التاريخ الحديث من يبلغ عمرها " مئة عام " بما أنجزت
علما و عملا ، سياسةً و أمنا ...
و بأننا قصة التأسيس للمشرق العربي كله...
 و بأننا نضيء دروبنا من الضحى حتى المغيب
فتبسم الوطن لمئويته الأولى وكتب الأردن في دفاتر العيون حكايات الأزمنة الغابرة و قصص الحاضر الجميل الذي يمتد في ثنايا الروح و الدروب .
و تستمر المسيرة ...
فلم  تنتهي يا سادة يا كرام قصة الأردن الضاربة في عمق التاريخ فنحن هنا من  مئة سنة و أكثر..
لا بل قبلها من زمن الانباط و الغساسنة و مؤتة الخالدة الى زمن الكرامة ..
فيجئ المعزز وهجاً " وروحاً على روح "  ويداً  تضمد  الرحيل للحسين والأخرى تقرأ القسم , فيعلوا السلام والنشيد في صباحات الساريه والعلم الرفيع , فقد أصبح مثل أرواحنا شرفاً يضيء دروبنا الخجلى , ويسقى أرض عمان وحوران والجنوب كلما عطشت فهذه الأرض من عهد آدم وهي تعطي شعبها كتاباً عظيم وآخر مقدس ...
فسلاماً عليك يا وطني فما زالت قلوبنا على عهدك هاشمية الهوى
وما زالت فرحتنا بالمئوية الأولى تجعلنا نجعل
 جمر النار ولظاها لأجسانا دون أن يمسك من وهجها لوجهك جرحا .
فتبسم الوطن بمئويتة الأولى  وكتب الأردن بدفاتر العيون وحكايات الأزمنه والمساء الجميل ,  فأوّاه لوتدري كم أحبكُ أو كم تمتدُ في لحمي وعظمي فأنت ليس لك حدود في ثنايا روحي والدروب .
أوّاه لو تدري .








طباعة
  • المشاهدات: 2452
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-01-2021 01:39 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم