01-02-2021 08:46 AM
سرايا - نسمع باستمرار انتقادات تستهدف في مضمونها وزارة التربية والتعليم وقراراتها ، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي او الصحف الالكترونية او بالملاسنات ، وبالذات من بعض من ليس لديهم سوى تازيم المواقف ، ومشاغلة الوزارة عن اولوياتها ، وارباك الناس وتوتيرهم ، خاصة ممن يعشقون ركوب الامواج ويستهوون اثارة الزوبعات المقلقة ، ويدعون المعرفة ولا يمتلكون سوى أجندتهم الاصطفافية الشعبوية الخاصه .
الكثير من التربويين يعلقون على ذلك الاستهداف قائلين : ان وزارة التربية والتعليم كيان سيادي ، تمثل شريحة واسعة من ابناء هذا الوطن ، ومن يستهدفها في هذه المرحلة وضمن هذه الظروف لا يخدم الوطن وأبنائه ، ذلك باختلاق مواجهات جانبية تخرجها عن دورها الاساس ، وما يقصد ايقاعها في ارباك متعمد هدفه تسويف انجازآت الوطن ، وتقزيم لدور مؤسسة وطنية عمرها من عمر الاردن ، فمن يعيش الواقع وفي قلب التجاذبات ، يعلم واقع الوزارة ويدرك ان انها ليست أداء وزير او مسؤول وحسب ، وما يصدر عنها من قرارات ما هو الا نتاج لخبرات ابناء القطاع التربوي العتيد ، فوزارة التربية والتعليم تمتلك من الموارد البشرية والطاقات المؤهلة المتشاركة والمجتمعة في ادائها ومسؤولياتها ، ما يمكنها من الوصول لاهدافها التي تسير باتجاهها بثقة ، فهي تمثل اداء كل منسوبيها من المعلم في صفه الى اعلى سلطة ، وان اتخاذها لاي من قراراتها المتعلقة بطبيعه عملها التربوي والتعليمي ضمن رؤاها وتطلعاتها لم ولن يكون قرار فردي من اي من مسؤوليها ، بيننا يعلق آخرون قائلين : مؤسستنا التربوية لمن يعرفها هي بنية يتفاعل فيها الجميع بأفكارهم وآرائهم وخبراتهم لتنعكس على أدائهم بما يصب في مصلحة العمل ، وأعتقد جازماً أن كل منسوبيها تعنيهم وبالتأكيد كل القيم والاتجاهات التربوية التي نصبوا جميعا لتحقيقها ، فالمسؤولية في العمل في وزارة التربية والتعليم بالذات تفرض على الجميع التعامل بمؤسسية وبمنهجية مسؤولة ، وتتطلب اصدار الاحكام والقرارات من متخصصين من الكوادر الخبيرة وضمن مسارات مهنية تدرس الاحتمالات والظروف والتصورات المستنده على اسس علميه لتتخذ قراراتها بكل همة وتشاركية ومسؤولية .
وفي معرض حديثنا عن انتقادات البعض لقرارات وزارة التربية والتعليم يقول احد التربويين : ان ما تتعرض له وزارة التربية والتعليم من انتقادات لقراراتها من قبل البعض بسبب او بدون سبب ، وباسلوب سلوكي موسوم بعبارات استفزازية مأزومة تمس شخص الوزير وتطال اي من مسؤوليها لا تمثل الا إرهابا فكريا يراد منه اغتيال للشخصية وخلق حالة من عدم التوازن والتحريض لإيقاع هذه المؤسسة الوطنية في احراجات مقلقة ، ولإفقادها مصداقيتها امام ابناء الوطن والمس بسمعة الأردن التربوية ، لذلك يجب ان نعي أنّ المؤسسة التربوية الأردنية مؤسسة مقدسة ومن يجرؤ على مس هيبتها او كيل الاتهامات بحقها ، يستهدف سمعة العملية التربوية برمتها ، وليذهب بجهود المخلصين في حقل التربية والتعليم أدراج الرياح ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستهتر بالكيان التربوي أو ننزل به إلى سوق المكايدات والمماحكات ، لأننا في هذه الحالة نزايد على مصير الأردن بكامله.
بينما يعتقد الكثير من التربويين ان من يستهدف وزارة التربية والتعليم هدفه بالاساس هدف كيدي ، مستغلاً الظروف الوبائية والاستثنائية التي نتعرض لها والتي هي وبال على الجميع ، فهو يعلم انها أجبرت على اتخاذ قرارها بالتحول الى التعليم عن بعد حرصاً وحفاظا على سلامة ابنائنا ، فوجدت نفسها امام قرار حكومي كما هي اغلب دول العالم ، والذي دعى الى توقف الدراسة فورا والتحول في ذلك عن بعد ، فلم يكن امامها الا الحفاظ على سنه دراسية متكامله باي طريقة كانت بالاعتماد على مخزونها الرقمي وشركائها ، والا سيتم اسقاط عام دراسي من عمر الطلبة دون تعلم ، فالمسؤولية جسيمة والتي هي ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها ، بل ان المسؤولية في ذلك تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع والحكومة بدءاً بأعلى سلطة تنفيذية الى مؤسسات المجتمع المدني كافة وصولا الى الوزارة نفسها التي استنفرت كل قواها وكوادرها من أجل إنجاح مهمتها الوطنية في ظروف صحية وبائية صعبة وبالغة التعقيد ، وبذلك فان الدولة والمجتمع بكل مؤسساته يتحملون المسؤولية في الحفاظ على صحة ابنائنا الطلبة وانجاح عمل وزارة التربية والتعليم ، لان المجتمع بالاساس هو شريك أساسي في مواجهة كل التحديات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم ، كذلك فان المسؤولية مشتركة بين كافة السلطات والتي يجب ان تمثل بكل صدق مصلحة الوطن العليا ومصالح ابنائه ، وما هو مطلوب بالفعل وبصراحة يحتاج الى الجدية والارتقاء إلى مستوى المسؤولية خاصة عند من يستشعرون مستقبل الوطن ومستقبل ابنائه ، فالمواطنون الذين يقدرون حجم العمل ومقدار التحديات يتناقلون بكل سرور الجهود الاستثنائية لهذه الوزارة في ظل الظروف الحالية مقدرين لها ذلك ، بعيدا عن أي قصور وخلل ، لكن وفي إطار كل ذلك أشير الى الجهود الاستثنائية التي يقودها فرسان الميدان من المعلمات والمعلمين الاشاوس الذين يصلون الليل بالنهار من أجل ايصال رسالتهم الانسانية النبيلة الى طلبتهم عبر التعلم عن بعد ، ومن خلال قصص النجاح والتميز التي يسطرونها على مدى الوطن الواسع ، فهم يستحقون تثمين جهودهم المخلصة ويستحقون اجمل عبارات الثناء ، لا الانتقاد الذي لا طعم له ولا لون ، فهم لا يطلبون في عملهم سوى إرضاء وجه الكريم عز وجل .
ودعا احد المسؤولين للوقوف الى جانب الوزارة في تحدياتها قائلا : إن من لديه الاقتراحات والحلول والتصورات التي تسهم في تجويد العمل وتطويرة "فليشمر"عن ساعديه فابواب الوزارة مشرعة للجميع ، لكن من يستهدف وزارة التربية والتعليم إنما يستهدف كل كوادرها من كافة تشكيلاتهم الوظيفية لانهم هم أصحاب قراراتها ، وهم الادرى بواقع عملهم ، فالوطن بحاجة لكل أبنائه المخلصين ، ونحن في هذه الظروف بمنأى عن اية خلافات أو ارهاصات يصعب استئصالها ما دمنا لا نحرك ساكناً ونسمح بنموها وانتشارها ، لذلك لابد من التعامل باحترام مع كل مكونات المجتمع التربوي العتيد مجتمع التربية والتعليم .
الله يحفظكم ويرعاكم
ودمتم ودام الوطن
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا