02-02-2021 01:00 AM
سرايا - أكد خبير في الأمراض المعدية أن الأطفال ليسوا بمأمن عن الإصابة بفيروس كورونا خصوصا في ظل الفيروسات المتحورة، حيث أثبتت الدراسات بطلان الرسائل الخاطئة والتطمينات بعدم إصابتهم.
وقال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، في تصريح له إنه في ظل انتشار الفيروسات المتحورة لكورونا كالنسخة البريطانية وجنوب الأفريقية والنيجيرية والأمازونية البرازيلية، فإن دلائل أكيدة بينت انها أسرع انتشارا بين الأطفال وقد تشملهم بنسبة كبيرة، ونظرية عدم إصابتهم بدأت تتغير، نظرا لانتشارها بين الأطفال بصورة كبيرة ببريطانيا ودول أخرى.
وقال إن خبراء بريطانيين عزوا سبب انتشار الفيروسات المتحورة بشكل أكبر بين الاطفال الى الفترة الماضية وبداية السلالة الجديدة في أيلول الماضي حيث كانت المدارس مفتوحة آنذاك، وبالتالي زاد انتشاره بينهم وبين أهاليهم، كما أن دراسة حديثة من كندا نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية وجدت ان بين الأطفال الذين كانت نتيجة اختباراتهم ايجابية لكورونا يوجد 35,9% بينهم دون أعراض.
كما ان ثلثي الأطفال المصابين بكورونا أبلغوا عن وجود أعراض وهي فقدان حاسة الشم او التذوق، الغثيان، القيء، الصداع، ارتفاع درجة الحرارة، مؤكدا ان الرسائل الخاطئة والتطمينات بعدم اصابة الأطفال بالفيروس هي باطلة، إذ انهم يصابون لكن بدرجة أقل من الكبار ومن الممكن ان يكون لديهم أعراض خفيفة او بدون أعراض.
وشدد على ان فيروس كورونا لا يعرف كبيرا او صغيرا، ويجب ان نكون متواضعين برسائلنا وتطميناتنا للمواطنين، فهو يفاجئنا كل يوم بتحورات جديدة لا نعلم عنها شيئا، حيث ان اكبر الدراسات بينت ان معاناة الأطفال أمر اكثر شيوعا مما كنا نعتقد، لأن عددا من الدول كبريطانيا والولايات المتحدة والامارات وغيرها، تشهد حاليا ارتفاعا في متلازمة الالتهاب متعدد الوظائف بالأطفال، والتي قد تحدث بعد التعافي من كورونا وتسبب مضاعفات في بعض الوظائف كالقلب والرئتين والدماغ.
وبين بلعاوي أن إسقاط الدراسات الغربية على الأردن أمر غير صحيح، لأن سلوك الطلاب لدينا مختلف تماما عن الدول الغربية، كما ان الاجراءات الوقائية الموجودة بمدارسهم أيضا مختلفة، إذ يوجد عندنا أعداد كبيرة من الطلاب في الفصل الواحد.
وتساءل بلعاوي انه في ظل نقص عدد المدارس في المملكة حيث هناك كما صرحت وزارة التربية والتعليم نقص بوجود 700 مدرسة بالمملكة وعدم إعطاء اللقاح للمعلمين، كيف ستعمل الجهات المعنية على تخفيض اعداد الطلاب بنسبة 50% بالفصل الواحد وضمان التباعد الجسدي بينهم، وكيف سيضبط المعلمون الاعمار الصغيرة، وهل سيكون تطبيق الخطة صحيحا وبشكل دقيق؟، مشددا على ان تكون الخطط المكتوبة قابلة للتطبيق على ارض الواقع، وليست مجرد نظريات غير قابلة للتطبيق. وأشار الى انه يجب ان لا نحكم على تجربتنا الأردنية فيما يخص إصابة الأطفال بالفيروس، لأن المملكة لم تخض تجربة فتح المدارس مدة طويلة، حيث ان طبيعة الأشخاص عندنا لا تعرض أطفالها للخطر، ناهيك عن عدم ظهور الأعراض عليهم او ظهورها خفيفة.
واعتبر بلعاوي أن التعليم حق دستوري كما الصحة، إلا انه لا داعي للمخاطرة بفتح القطاعات الأكثر خطورة كالمدارس والجامعات، وبخاصة في هذا الظرف بالذات وخصوصا بالشهرين القادمين، ودخولنا لفصل الشتاء الذي تنشط فيه الفيروسات التنفسية، وانتشار سلالات متحورة من فيروس كورونا، مبينا اننا حاليا نتعافى من الموجة الأولى بحذر، وهناك توقع لموجة ثانية لأننا جزء من العالم الذي تزداد فيه الاصابات بالفترة الحالية.
وفيما يتعلق بتحسن المنحنى الوبائي في المملكة خلال الفترة السابقة، اكد انه لا يوجد ضمان لبقاء الوضع كما هو نظرا لانتشار السلالات المتحورة من الفيروس، وعدم وجود لقاحات كافية في العالم، وبالتالي فإن الصحة لا تتم الا بالإجراءات الوقائية او تلقي المطعوم.
ودعا بلعاوي الجهات المسؤولة والقطاع الخاص لدعم المدارس المتضررة من خلال الإعفاءات وتخفيض الضريبة وغيرها، ودعم الأمهات العاملات وإصدار قوانين تنصفهن، إذ من المتوقع ان ترتفع الحالات مع فتح المدارس، وعليه فإن اتخاذ اجراءات تضمن سلامة الطلاب وعدم انتشار الفيروس والاصابات بشكل اكبر يعتبر أولوية.