04-02-2021 08:48 AM
سرايا - أقامت جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع مكتبة الأرشيف التابعة للمركز العربي للأبحاث
ودراسات التنمية ندوة نقدية ناقشت فيها كتاب د.عباس عبدالحليم عباس «خطاب
المثاقفة وحوار الحضارات: قرن من الدراسات الأدبية والنقدية العربية المقارنة النوافذ
المشرعة» بوصف الموضوع إحدى مقولات الأدب المقارن والدراسات الثقافية المعاصرة.
قدم د.زهير توفيق رئيس الجمعية وأستاذ الفلسفة في جامعة فيلادلفيا قراءته في
الكتاب مشيراً إلى أكاديمية الكتاب وتوافقه مع الدرس الجامعي.
واستعرض توفيق موضوعات الكتاب الرئيسة الموزعة على فصوله الستة، إذ اعتمد فيه
عباس المنهج التاريخي الوصفي، وانطلق بداية من التنويه والتساؤل عن أهمية المثاقفة،
كونها جوهر الأدب المقارن، ومنه تفرعت مجموعة الأسئلة والتساؤلات المعرفية المفتاحية
المقارنة.
وبحسب توفيق، سلط الباحث الضوء على اسهامات الرواد في الأدب المقارن وخاصة محمد
روحي الخالدي، الذي هضمت الدراسات المؤرخة للأدب المقارن حقه في الريادة، ثم انطلق
الباحث إلى التراث، واستعرض التفاعل الحضاري والمثاقفة بين الحضارة العربية وأقرانها
في ذلك الوقت: اليونانية والفارسية والهندية، دون مخاوف الهوية والاستلاب، تطبيقاً
لمبدأ التعارف القرآني.
وأوضح توفيق أن الباحث أشار إلى دور المثاقفة والتفاعل كعامل مغيّر لثقافة الفرد
والمجتمع، والمؤسسات، وأنه رأى أن المثقفين العرب المعنيين بالمثاقفة والمقارنة، لم
يستطيعوا اختراق العقل الغربي وترويج ونشر المنتج الأدبي والفكري العربيين، أو إشعار
الغرب بأهمية الثقافة العربية الكلاسيكية والمعاصرة.
وفي السياق نفسه، لفت توفيق إلى أن الكاتب أشار إلى قدرة العدو الإسرائيلي على
معرفة دقائق الأمور السياسية والفكرية والثقافية العربية، على خلاف العرب الذين لا
يعرفون إلا الحد الأدنى من الشأن الإسرائيلي.
وأكد توفيق أن الكتاب يُبرز أن شرط المثاقفة الحقيقية بين طرفين هو التكافؤ والتفاعل
من دون عُقد التفوق والمركزية هنا أو هناك، خاصة بين العرب والغرب، كما يكشف التأثير
السلبي للمركزية الغربية والتمركز القومي العربي في عملية التبادل والمقارنة والمثاقفة.