04-02-2021 06:00 PM
سرايا - تلقت شركات التكنولوجيا عندما أنشأت أنظمة التعرف على الوجوه والتي استخدمت بشكل كبير في المراقبة الحكومية وانتهاك الخصوصية الشخصية، مساعدة من مصدر غير متوقع وهو وجهك.
فقد استخدمت الشركات والجامعات والمختبرات الحكومية ملايين الصور التي تم جمعها من خليط من المصادر عبر الإنترنت لتطوير التكنولوجيا.
والآن، أنشأ الباحثون أداة على الإنترنت تسمى "إكسبوزنغ. إيه آي" (Exposing.AI)، تتيح للأشخاص البحث عن صورهم القديمة في العديد من مجموعات الصور الموجودة.
توفر الأداة، التي تطابق الصور من خدمة مشاركة الصور عبر الإنترنت "فليكر" (Flickr)، نافذة على كميات هائلة من البيانات اللازمة لبناء مجموعة متنوعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، من التعرف على الوجوه إلى "برامج الدردشة" عبر الإنترنت.
وقالت ليز أوسوليفان، مديرة التكنولوجيا في مشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة، وهي مجموعة مدافعة عن الخصوصية والحقوق المدنية، "يحتاج الناس إلى إدراك أن بعض أكثر لحظاتهم حميمية قد تم استخدامها كسلاح". وتعاونت "إكسبوزنغ. إيه آي" مع آدم هارفي، الباحث والفنان في برلين.
الأنظمة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لا تصبح ذكية بطريقة سحرية، فهي تتعلم من خلال تحديد الأنماط في البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة البشر، كالصور والتسجيلات الصوتية والكتب ومقالات ويكيبيديا وجميع أنواع المواد الأخرى.
تتحسن التكنولوجيا طوال الوقت، لكنها أيضا يمكنها أن تتعلم التحيزات البشرية ضد النساء والأقليات.
قد لا يعرف الناس أنهم يساهمون في تعليم الذكاء الاصطناعي. فبالنسبة للبعض قد يثير هذا الفضول وبالنسبة للآخرين، فهو مخيف للغاية، ويمكن أن يكون ضد القانون.
ويفرض قانون صدر عام 2008 في إيلينوي، وهو قانون خصوصية المعلومات البيومترية -مثل بصمة الوجه والعين والأصابع- عقوبات مالية إذا تم استخدام مسح الوجه للسكان دون موافقتهم.
وقام بريت غايلور وهو صانع أفلام وثائقية في عام 2006 بتحميل صور شهر العسل على موقع فليكر، وهي خدمة شهيرة في ذلك الوقت.
بعد ما يقرب من 15 عامًا، وباستخدام نسخة مبكرة من "إكسبوزنغ. إيه آي"، اكتشف غايلور أن مئات من تلك الصور قد شقت طريقها إلى مجموعات بيانات متعددة ربما تم استخدامها لتدريب أنظمة التعرف على الوجوه في جميع أنحاء العالم.
ولكن المرعب هو كيف ساعدت صور شهر العسل في بناء أنظمة المراقبة في الصين، من بعض النواحي، ربما تكون قصة غايلور غير مقصودة أو غير متوقعة.
تغذية الوحش لم تكن ممنوعة
بدأ باحثون في جامعات وشركات تكنولوجية رائدة في جمع الصور الرقمية من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك خدمات مشاركة الصور والشبكات الاجتماعية ومواقع مثل "أوكي كيوبيد" (OkCupid) وحتى الكاميرات المثبتة على الكليات، وشاركوا تلك الصور مع منظمات أخرى.
لقد احتاجوا جميعًا إلى بيانات لإدخالها في أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديد، لذلك شاركوا ما لديهم، وكان حينها قانونيا.
أحد الأمثلة على ذلك هو "ميغا فايس" (MegaFace)، وهي مجموعة بيانات أنشأها أساتذة في جامعة واشنطن في عام 2015، حيث قاموا ببنائها دون معرفة أو موافقة الأشخاص الذين تم دمج صورهم في مجموعة الصور الهائلة، ونشرها الأساتذة على الإنترنت حتى يتمكن الآخرون من تنزيله.
تم تنزيل "ميغا فايس" أكثر من 6 آلاف مرة من قبل الشركات والوكالات الحكومية في جميع أنحاء العالم، وكان من بينها شركة المقاولات لوزارة الدفاع الأميركية "نورثروب غرومان" (Northrop Grumman)، و"إن كي تل" (In-Q-Tel) الذراع الاستثمارية لوكالة المخابرات المركزية، و"بايت دانس" (ByteDance)، الشركة الأم لتطبيق "تيك توك" (TikTok) الصيني لوسائل التواصل الاجتماعي" وشركة المراقبة الصينية "ميغفي" (Megvii).
قام الباحثون ببناء "ميغا فايس" لاستخدامها في مسابقة أكاديمية تهدف إلى تحفيز تطوير أنظمة التعرف على الوجوه. ولم يكن مخصصًا للاستخدام التجاري، لكن نسبة صغيرة فقط ممن قاموا بتنزيل "ميغا فايس" شاركوا في المسابقة بشكل عام.
وقال فيكتور بالتا، المتحدث باسم جامعة واشنطن، "لسنا في وضع يسمح لنا بمناقشة مشاريع الأطراف الثالثة"، مضيفا "تم إيقاف تشغيل ميغا فايس، ولم يعد يتم توزيع بيانات ميغا فايس على أحد".
وقامت جامعة واشنطن بإيقاف تشغيل "ميغا فايس" في مايو/أيار، كما قامت منظمات أخرى بإزالة مجموعات البيانات الأخرى، ولكن يمكن أن تكون نسخ هذه الملفات في أي مكان، ومن المحتمل أن تغذي بحثا جديدا.