حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2768

عبدالهادي المجالي .. يذهب الجميع ويبقى الأردن

عبدالهادي المجالي .. يذهب الجميع ويبقى الأردن

عبدالهادي المجالي  ..  يذهب الجميع ويبقى الأردن

10-02-2021 10:44 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. محمد عبدالكريم الزيود
يرحل الباشا عبدالهادي المجالي عن الدنيا ، يرحل وقد طاف البلدان والدول سفيرا ووزيرا ونائبا وعينا وقبلها عسكريا عاليا ورجل أمن .. طاف الدنيا ولم يجد إلا تراب "الياروت" اليوم مسكنا له .. هكذا هي بلادنا حنونة علينا تضمّنا أرضها ، ويسقينا مطر سعد الذابح فننبت دحنونا مع أول الربيع ...
ربما مرّ بمناصب كثيرة وبألقاب كثيرة عمل من خلالها لخدمة الأردن .. لكن عندما ترك تلك المقاعد ، لم يبقَ مع اسمه إلا لقب " الباشا" ، وهو سرّ أبناء الجيش الذين يبدأون معه وينتهون معه ، وهي نفس العبارة التي يقولوها مركز تجنيد "خو" للعسكر في أول يوم في العسكرية : "إنت بعت نفسك للجيش " .. ولا تستغرب أيضا أن اليوم من شيّعه لمثواه الأخير كان الجيش العربي ، لبسوا الشمغ الحمراء وصدحوا بسلام الجنازة .. لم تكن مراسم لوزارة الأشغال ولا لمجلس النواب وإنمّا حملوه العسكر على أكتافهم، فلم ينسوه حتى عندما لبس الربطة والبدلة فالجندية لا تنسى ابنائها ..
رحل الباشا عبدالهادي المجالي الذي كان منفردا بعسكريته عندما كان مهندسا في سلاح الهندسة ، مرورا بإدارته الحازمة للأمن العام ثم دبلوماسيا سفيرا ووزيرا وعينا ونائبا ورئيس مجلس النواب وحزبيا سياسيا صلبا وقبلها كان أردنيا منتميا ومحبّا للأردن وللعرش الهاشمي .. كل هذه المناصب والمواقع خلقت منافسين وأعداء وأصحاب رأي مختلف ، لكن في الحالة الأردنية عندما يأتي الموت لأردني ، تفيض الشهامة والمروءة فيجمع الكل الصديق والعدو والمنافس على مناقب الفقيد ، فقد أفضى إلا ربه ولم تبقَ إلا مواقف الرجال يسجلها التاريخ وتحفظها صدور الناس .. والناس لا تجمع على خطأ .
الكرك اليوم يغشاها الحزن ، ويحق لها أن تبكي فقيدها وفقيد الوطن فالجرح كبير وأخضر، ولكن كما قالوا يوما : كلما مات سيّد قام سيّد .. رحل الكبار ويرحل غيرهم فهذه سنّة الحياة ، والأهم يبقى الأردن كبيرا ..








طباعة
  • المشاهدات: 2768
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم