15-02-2021 12:38 AM
سرايا - ارتفعت المطالبات امس لضبط الوضع الوبائي في العاصمة عمان، عبر (خطة علمية واضحة) نظرا لزيادة أعداد إصابات بفيروس «كورونا» المستجد، وانتشار السلالة المتحورة في عدة مناطق فيها، وكانت وزارة الصحة أعلنت تسجيل أكثر من 1000 إصابة جديدة بالفيروس المتحور «السلالة الجديدة»، وأن هناك ارتفاعا في أعداد الإصابات مقارنة مع الأسبوع الماضي، فقد بينت الفحوصات الايجابية (امس) ارتفاعا وصل لـ 9,3%، في غضون ذلك، توالت الدعوات الى وقف الرحلات الجوية من خارج الاردن اليها لمدة اسبوع على الأقل.
وطالب الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، الجهات المعنية بوضع خطة واضحة ومدروسة لضبط الوضع الوبائي في العاصمة عمان، نظرا لزيادة أعداد إصابات «كورونا» وانتشار السلالة المتحورة فيها.
وأضاف المعاني الذي شغل منصب أمين عام وزارة الصحة سابقا في تصريح له ان الوضع الوبائي حاليا يتجه للأسوأ بسبب الانفتاح المتسرع من قبل الحكومة والمواطن، وانتشار الطفرات الجديدة للفيروس، خصوصا في عمان والمنطقة (الغربية) تحديدا.
وقال إنه «رغم المناشدات المستمرة والتعليمات الصحية المستمرة من قبل الجهات المسؤولة عن ملف (كورونا) والتحذيرات بضرورة الالتزام والتقيد بالوسائل الوقائية كارتداء الكمامة والابتعاد عن التجمعات والتباعد الجسدي، إلا انه لوحظ مؤخرا ان نسبة الالتزام تدنت لا سيما في عمان».
وفيما يتعلق بالفحوصات الايجابية وبعد ارتفاع نسبتها (امس) الى 9,3%، بالإضافة لارتفاع الحالات للضعف عن (اول أمس)، اكد المعاني «يعتبر مؤشرا خطيرا للغاية، ويعكس الوضع الوبائي في المملكة»، مؤكدا ان «ذلك نتيجة عدم الالتزام بالاجراءات والسلامة العامة».
وطالب بـ«اجراءات فورية وصارمة وسريعة، وعدم الانتظار حتى يصبح الوضع اكثر سوءا، واجراء وقف العمل في القطاعات ذات الاختطار العالي، ووقف الرحلات الجوية من خارج الاردن اليها لمدة اسبوع على الأقل، لان العديد من الاصابات المتحولة تأتي من الخارج عبر المسافرين».
ولفت المعاني، الى ان «عمان هي المحافظة التي ينتشر فيها أكبر عدد من الاصابات ومن ضمنها الطفرة الجديدة سريعة الانتشار، والحالات الحرجة في المستشفيات، والنشطة في المنازل، بالإضافة لنسبة بسيطة في إربد، علاوة على انه لا يوجد فيها أدنى شروط الالتزام، وأعداد المخالفات للتعليمات ما زالت تصل للالاف».
وحسب المعاني، فإن «الوضع الوبائي في عمان تحديدا يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة، وعدم الاكتفاء بالتلويح بالحظر، ووضع سياسة طارئة لاتخاذ قرارات فعالة ومدروسة ومنضبطة تلزم المواطنين فيها دون تهاون أو تراخٍ».
وأكد أهمية «إعادة النظر في الإجراءات من حيث تشديد الرقابة وتكثيفها في الدوائر الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، وفي الشوارع والمولات، وعدم اقتصار المراقبة على السيارات فقط»، لافتا الى ان «عمان تحوي كثافة سكانية كبيرة، ومناطق حيوية من الممكن ان تكون بؤرا وبائية، اذا لم يتم السيطرة عليها وضبطها».
وبخصوص ارتفاع الفحوصات الإيجابية، أشار المعاني، الى ان «سببها متعلق بتراجع الالتزام وظهور الطفرات الجديدة للفيروس، وفتح القطاعات المغلقة دون مراعاة بعضها للحالة الوبائية وعدم التقيد بإجراءات السلامة العامة، حيث لا تزال نسبة الفحوصات الإيجابية تسجل ارتفاعا، إذ بلغت حتى اول أمس 6,34%».
بدورها، بينت «لجنة الأوبئة سابقا، أن هناك ثلاثة عوامل تم تقييمها وادت الى عودة المنحنى الوبائي الى التصاعد من جديد خلال الاسبوع الماضي وهذه العوامل هي نسبة الدخول الى المستشفى ونسبة اشغال اسرة العناية المركزة ونسبة اشغال غرف العزل المخصصة لـ(كورونا)».
وأكدت أنه «سيتم مراقبة المنحنى الوبائي خلال الاسبوعين القادمين، حيث وضعت امامها خطا واضحا للبدء باجراءات صارمة، وهي وصول نسبة الفحوصات الايجابية لنسبة 8%، ما يؤدي الى ارتفاع عدد اصابات (كورونا) بشكل كبير، ويستوجب التفكير بشكل حقيقي بقرارات صارمة».