سرايا - سرايا - محمد أبو رحمة - ما تزال العملية التي نفذتها وحدة كوماندوز خاصة في الجيش الأمريكي واستهدفت المطلوب الأول لكل أجهزة أمن العالم تثير المزيد من الأسئلة ساعة بساعة حول شخصية كانت حياتها لائحة طويلة من الألغاز والتحولات غطت العالم بقاراته الخمس وشعوبه ودوله وأجهزة أمنه.

 السؤال الأول -  لماذا اختارت أمريكا أن تغتاله مع أن التفاصيل التي تسربت حتى الآن تقطع بأن القوة المهاجمة كانت قادرة على أسره؟ سيما وأن علامات استفهام كبرى ما  زالت تحوم حول أحداث 11 سبتمبر ذاتها وكذلك عشرات العمليات حول العالم التي نسبت الى القاعدة .

السؤال الثاني -  من الذي سيقبض الـ 25 مليون دولار وهي قيمة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تفضي للقبض على أسامة بن لادن؟ وهو سؤال يكتسب أهميته لا في ذاته بل من كونه يفضي إلى السؤال الثالث في منظومة الأسئلة المعقدة والتي تبدو أغلبها من المستوى الذي سيتحول مع الوقت إلى قضايا غامضة تثير فضول الباحثين ومخيلة الكتاب وربما صناع الأفلام والروائيين.

السؤال الثالث -  من الذي قدم المعلومة الصفر التي بدأت انطلاقا منها عملية الرصد والتحقق وصولا الى التنفيذ؟ وهل كانت معلومة لها مصدر أم خطأ قاتل ارتكب من أحد المقربين؟ سيما وأن المعلومات التي تتكشف تباعا عن المقر الذي اغتيل فيه بن لادن تكشف أن المقر بذاته كان الخطأ الأكبر فهو  مجمع سكني محصن في بلدة أبوت آباد الواقعة شمال غرب باكستان. ويقع المجمع على بعد 800 متر من أكاديمية عسكرية تعد الأرقي في البلاد وكما يصفها المراسلون بأنها تشبه أكاديمية ساندهرست العسكرية في بريطانيا.

 كما يقع المجمع بالقرب من مقرات عسكرية للجيش الباكستاني ودائما ما تشهد المنطقة تواجدا أمنيا مكثفا ونقاط تفتيش. استهدفت عملية الهجوم المجمع الذي تبلغ مساحته 3 آلاف متر مربع ويحيط به جدران عالية يبلغ ارتفاعها 14 قدما وتحيطها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة ويقع في منتصف المجمع بناية تتكون من ثلاثة طوابق.  وذكرت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء أن هناك بوابتين للمجمع الذي لم يكن مجهزا بخطوط هواتف أو خدمة الانترنت.  

ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم أنه كانت هناك نساء وأطفال داخل المجمع.  وصرح أحد السكان المحليين لبي بي سي بأن المجمع بني منذ 10 أو 12 عاما وبناه رجل من البشتون ولم يكن سكان المنطقة على علم بهوية ساكني المجمع.   ونقلت اسوشتيدبرس عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم إن البناية صممت بطريقة خاصة لإيواء "إرهابي".  وأضافت أن الخبراء الأمريكيين بحثوا عمن يمكن أن يكون داخل مثل هذه البناية وقرروا أنه لا يمكن أن يكون شخص سوى بن لادن؟

السؤال الرابع - كيف يمكن لرجل عاش السنوات الأكثر من عمره مطاردا في الكهوف والجبال أن يركن إلى مكان مثير للشبهات الى هذا الحد؟ ومن كان وراء المشورة عليه بذلك؟

السؤال الخامس -  من المرشح لخلافته وهل سيكون ابنه سعد أسامة بن لادن هو الأثير لدى القاعدة ولو بدلالاته الرمزية؟ 

وهو سؤال يخيم بظلاله على الحفل الذي يقيمه الرئيس أوباما لتكريم فريق الكوماندوز الذي نفذ العملية التي حققت شبه انتصار من فرط ما تأخر، ومن الرعب الكوني الذي يصيب العالم الآن تحسبا للرد.