سرايا - في الوقت الذي ما يزال “كراج اصطفاف الشاحنات الجديد” في مدينة معان مكانا خاويا وغير مستغل منذ إنجازه في العام 2006 بكلفة بلغت نحو 300 ألف دينار، وضيق مساحة “الكراج القديم” وسط المدينة والذي أصبح لا يتسع لعدد الشاحنات المتزايد، تحولت غالبية شوارع الأحياء السكنية الرئيسية لمواقف لمبيت آلاف الشاحنات.

ويرى سكان بالمدينة، أن الوضع الحالي لـ”كراج” الشاحنات الجديد والقديم، يعكس مدى حالة عجز وعدم قدرة الجهات المعنية على إلزام السائقين وأصحاب الشاحنات بالانتقال إليهما، للحد من ظاهرة دخول الشاحنات وإزعاجاتها وسط المدينة.

وجدد هؤلاء السكان، مطالباتهم بإرع وأحياء سكنية مقرا ومكانا لمبيتها، لما تشكله من خطر على حياتهم والممتلكات العامة وتدمير البنية التحتية للشوارع، معتبرين أن شوارع وسط المدينة ضيقة، وغير مهيأة لدخول الشاحنات الكبيرة.

وقالوا إن غالبية أصحاب ومالكي الشاحنات رفضوا اصطفافها في “الكراج” الجديد، الذي يبعد عن المدينة نحو 10 كلم، واستمر البعض القليل منهم بالاصطفاف في الكراج القديم وسط المدينة، والذي يعاني من ضيق مساحته وأصبح لا يتسع لعدد الشاحنات المتزايد، ما دفع بالمجالس البلدية السابقة إلى تأجير “الكراج الجديد” إلى شركة لوجستية متخصصة بالنقل وخدمات الشحن.

وبرر سائقو وأصحاب شاحنات طلبوا عدم نشر أسمائهم، رفضهم ركن شاحناتهم في “الكراج” الجديد بأنه يبعد عن التجمعات السكنية مسافة 10 كلم، في ظل عدم توفر واسطة نقل لبعض السواقين، خاصة أثناء قدوم البعض منهم من مدينة العقبة في ساعات متأخرة من الليل، وضيق المساحة المخصصة للكراج القديم وعدم اتساعه لأعداد الشاحنات، ما دفع بهم الى اصطفاف شاحناتهم أمام منازلهم.

ويقدر عدد الشاحنات التي تبيت داخل الأحياء السكنية في معان بأكثر من 1500 شاحنة، رغم التحذيرات المتكررة من خطورة ذلك على البيئة والسلامة العامة وحياة المواطنين، ما دفع إلى مطالبة المواطنين بضرورة تشديد الرقابة الرسمية من الجهات المعنية على دخول السيارات الشاحنة، وفرض عقوبات صارمة على أصحابها للحد مما أسموه بـ”الممارسات المزعجة”.

وأشار أحد سكان المدينة أبومحمد العقايلة الى معاناة السكان جراء مبيت الشاحنات والقلابات الكبيرة بين أحيائهم السكنية، إذ يقدم أصحاب لها على صيانتها والقيام بأعمال الميكانيك، ما يخلف آثارا ومكاره بيئية بين الأحياء السكنية، إضافة لأصواتها المزعجة، فضلا عن خطورتها على حياتهم وعلى الممتلكات العامة.

وطالب عبدالله قباعة، من الجهات الحكومية المعنية في المحافظة، بإيجاد حلول ناجعة وسريعة وكفيلة بوقف دخول الشاحنات لوسط المدينة، خاصة وأن البعض من أصحاب الشاحنات والسائقين، ما يزالون يصرون على تجاوز القوانين والأنظمة في ظل غياب الرقابة والمتابعة لهذه الشاحنات، رغم وجود “كراج” مخصص لهذه الغاية ما يزال خاويا وغير مستغل منذ انتهاء إنجازه ويبعد عن التجمعات والأحياء السكنية.

إلى ذلك، أكد رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور أكرم كريشان، أن البلدية بصدد إعادة تفعيل وتشغيل “الكراج” الجديد المخصص من قبل البلدية لمبيت الشاحنات، بعد أن تم استلامه من الشركة اللوجستية مؤخرا من خلال طرحه وتأجيره على مستثمر محلي ليقوم بتشغيله وإلزامه بتأمين حافلة نقل لأصحاب الشاحنات على مدار 24 ساعة.

وأشار كريشان إلى أن سبب تأخير تشغيل “الكراج” الجديد الذي أنشئ العام 2006، على مدخل معان باتجاه العقبة، ويبعد حوالي 10 كلم عن المدينة بكلفة 300 ألف دينار، يعود الى أن البلدية قامت مؤخرا برفع قضية إخلاء لدى الجهات المتخصصة على عدد من الأشخاص الذین قاموا باستئجار كراج الشاحنات الجدید في فترة سابقة.

وقال إن البلدية ستقوم بالعمل على استغلاله وتأجيره من قبل المستثمر المحلي، لیكون كراجا مخصصا لمبیت الشاحنات، تتوافر فیه المتطلبات الضروریة والأمنیة كافة، بعد أن تم تأمين مبنى الكراج بالحراسة وكاميرات المراقبة والإنارة، لإنهاء حالة مبیت الشاحنات من خلال التنسيق والتعاون مع الحاكمية الإدارية وجميع الأجهزة المتخصصة، للعمل على منع دخول الشاحنات نهائيا وسط المدينة وبين الأحياء السكنية من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم والحد من الحوادث.

وأوضح كريشان وجود “كراج” آخر قديم مخصص لاصطفاف الشاحنات وقريب من المدينة وبأجرة رمزية للغاية ومجهز بالمستلزمات الضرورية كافة من حراسة وإنارة، إلا أن عزوف بعض السائقين عن الالتزام بالاصطفاف فيه، جعلهم يفضلون مبيت الشاحنات أمام منازلهم، بعد أن أصبح الكراج القديم ضيقا ولا يتسع للعدد الكبير من الشاحنات.

الغد

• إقرأ أيضاً : وفاة طفل غرقا داخل بركة تجميع مياه الامطار في معان
  • إقرأ أيضاً : إغلاق الطريق بين رأس النقب ومدينة معان بسبب انزلاق شاحنتين