21-02-2021 08:15 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
لابد أن يكون للفعل السليم مكانة في التقدير والإشادة من قبل المواطن ومن يلامس هذا الفعل, شاهدنا تميزاً واضحاً في الأداء من قبل جميع أجهزة الدولة في تعاملها مع المنخفض الجوي الأخير, كثيرون تناولوا هذا المنخفض من قبل المختصين وغير المختـصين بشكل علمي وغير علمي، وإن كانت توقعات دوائر الأرصاد الجوية هذه المرة قريبة من الدقة، وكان المنخفض عاصفا ومحملا بالثلوج ونبارك لهم هذا التميز في المتابعة ورصد التطورات, ما وضعنا أمام حالة جديدة من المهنية في عمل الأرصاد الجوية.
بعدما تأكد لنا بأن هذا المنخفض سيكون قويا ويحمل ثلوجا على مرتفعات تقارب سبعمئة متر، مما وضع أجهزة الدولة في حالة تأهب لا مثيل لها من أجل مواجهته بأقصى الطاقات للتخفيف من آثاره على المواطنين, كل الجهات الرسمية فرغت كوادرها للتعامل مع الظروف الجوية, وبدأت وسائل الإعلام تنشط في دورها الوطني وتكثــيف حملاتها الداعمة للجهد الرسمي في بث رسائل إعلامية توعوية، وتقارير من الميدان بهدف التقيد التام بما يتطلبه هذا الظرف الجوي، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وعدم إرباك وإعاقة عمل الطواقم في الميدان، وخير دليل على الدور الوطني للإعلام، الصورة التي تم تداولها لمراسل التلفزيون الأردني محمد القضاة من محافظة عجلون وهو يقوم بدوره في طقس بالغ الصـعوبة، وعاصف جدا مع تقديرنا لجميع محطات التلفزة المحلية وكوادرها في الميدان.
نجح الأداء الرسمي وكان بعض المواطنين سبب رئيسي في إعاقة العمل العام في تيسير الحـياة العامة, شاهدنا في كثير من المواقع مركبات المواطنين وهي تعيق فتح الطرقات وانقاذ من يحتاج للإنقاذ وخاصـة سيارات الأسعاف التي تحمل مرضى غسيل الكلى والحالات الطارئة، تابعنا حديث المحافظين وطلبهم الملحّ من الجميع عدم زيادة الضغط على العاملين في الميدان بخروجهم لرؤية الثلج, لكن غيب البعض تقديره للحالة العامة.
هذه الإدارة العامة للدولة التي نبحث عنها, نجحنا في عملنا وقدمنا صورة مشرقة للدور الرسمي في مواجهة أي ظرف يمر به بلدنا, ومن هنا لابد أن نستثمر هذا النجاح الرسمي ونعيد للإدارة الحكومية عزها المعهود, كان الجميع في سباق لوضع الحلول وتقديم الممكن لنتجاوز هذا المنخفض بأقل الخسائر على الوطن والمواطن, المحافظون في الميدان رجال القوات المسلحة والدفاع المدني والأمن العام, وزارة الأشغال العامة وكوادر أمانة العاصمة وهي تقدم صورة بهية للعطاء والبلديات في المحافظات ترفع لهم القبعات ولا ننسى القطاع الخاص وحضوره في مثل هذه الظروف, كثير من مؤسسات الدولة قدمت جهدا استثنائيا وكانوا جنودا مجهولين هدفهم تقديم خدمة لمن يطلبها, ولن ننسى الدور الاجتماعي للمؤسسات الوطنية وهي تقدم الدعم للأسر التي تضررت من هذا المنخفض كصندوق المعونة الوطنية ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الأوقاف وغيرها من الجمعيات الأهلية.