21-02-2021 03:06 PM
سرايا - قال النائب سالم العمري أن الاردن مرّ بعام صعب و استثنائي بامتياز يترافق مع وجود موازنة تقليدية نمطية مهترئة و مستهلكة، عواقبها سلبية وخطرة لكونها مشابهة لموازنات سابقة منذ الطفولة بثوابتها الثلاثة وهي العجز و زيادة المديونية وارتفاع الدين العام.
و أضاف العمري في مداخلة له خلال مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة الذي يناقشه مجلس النواب والذي من المتوقع ان يتم التصويت عليه اليوم، ان المبلغ المطلوب لخدمة الدين العام أصبح أعلى مما هو مطلوب من النفقات الرأسمالية رغم ان الحكومة شطبت دين الضمان الاجتماعي ولم يظهر في موازنة 2021.
و أشار العمري "مُتيقناً" أن هذه الموازنة لن تخرجنا من الحالة الصعبة، بل ستخلف وراءها سنوات عجاف من موجعة و مؤلمة، مؤكداً انه لن يتم الخروج منها إلا بتغيير العقل النمطي والتفكير للدولة يترافق مع ارادة سياسية حقيقية وتغيير بالنهج الى جانب الولاية العامة للحكومة التي يرأسها الدكتور بشر الخصاونة و إصلاح سياسي و اقتصادي واجتماعي.
و أوضح في مداخلته أنه لا يريد الخوض بأرقام الموازنة بل سيتطرق لمواضيع هامة، أولها "الفقر و المجاعة" مؤكداً أن شعار الفقر و البطالة أصبح مملاً و مستهلكاً لدى الجميع، فنحن نعاني من الفقر والجوع، فالفقير إن لم يمت جوعاً مات ظلماً و قهراً، فالشعب الأردني لا يريد من الحكومة استعطافاً ولا منّة ولا معونة، بل يريد حقه بعيش كريم و تنمية ومستدامة، متمنياً ان تعطي الحكومة الأرقام الحقيقية للفقر، ولا تبقيه "سراً" في أحضانها.
و استطرد حول "المديونية" قائلاً: "إن هذا المصطلح إرث متلازم بتاريخ الأردنيين أبّاً عن جد، وان هذه المديونية هي الأشد خطراً على مستقبل الأردن و أبناءه، فالحكومات توالت ولم تأتي أياً منها بأي خطة لكيفية السداد ووقف سيل هذه المديونية، فالدولة و مواطنيها مثقلة بالديون، بسبب سياسات حكومية متخبطة أفقرت جيوب الأردنيين والموازنة.
ووجه العمري سؤالاً للخصاونة عن قضية المتعثرين التي وعد الرئيس بحلها في أقرب وقت، مشيراً إلى أنه كلما تأخر حل القضية زادت الأمور سوءً، ليتحدث بعدها عن ملف التشغيل و التوظيف، قائلاً: "مهما تكلمت فلن أفي هذا الموضوع حقه، فالنواب يطرقون جميع الأبواب ولا يجدون مجيباً، بسبب عجز الموازنة وصعوبة الأوضاع المالية في الدولة، إلا أنه في اليوم التالي يُفاجئون بتعيينات بآلاف الدنانير، داعياً الحكومة الى وقف زرع الكراهية والسخط والشعور بعدم وجود عدالة في نفوس الأردنيين، لدرجة أن الناس أصبحوا يعتقدون بالواسطة والمحسوبية أكثر من الكفاءة والجهوزية والعدالة.
وقال أن الحكومة تريد شراكة مع القطاع الخاص وهي تعلم أنه يستغيث ويستنجد، فكيف لحكومة لديها فريق اقتصادي وهي ما زالت تؤمن بهذا الكم من الضرائب والرسوم، مشيراً ان النواب يتلقون اتصالات يومية لطلب تعيين لأبناء المواطنين ونساء تبكي تريد أن تفرح بأبناءها، داعياً الحكومة إلى أن تكون جريئة وتصرح علناً انه لا يوجد توظيف هذا العام، فكلمات الصبر والفرج و "طوّل بالك" و "عنق الزجاجة" فهذه مصطلحات ملّ منها المواطن و لم يعُد يصدقها.
وفتح العمري النار على ملف الاستثمار قائلاً: "هذا اللي مبدعين فيه"، قائلاً إن عدم استقرار التشريعات و القوانين وتغيير الوجوه و ادارة ملفات الاستثمار من غير العارفين وعديمي القدرة على أخذ القرارات الفاعلة، نفرت المستثمر الأجنبي، وعثّرت وكسرت المستثمر الأردني، فلا داعي للتشريع اذا لم يتبعه حسن للتنفيذ، مؤكداً أن وزير الدولة لشؤون الاستثمار اختلف كلامه مع اختلاف المقعد الوزاري الذي تبوؤه.
ودعا الى الرأفة بالمتقاعدين العسكريين والمدنيين و إعادة النظر برواتبهم و مساواة القديم منهم بالحديث، لضمان كرامة العيش بعد العطاء الذي قدّموه، شاكراً الملك على إلتفاته لتلك الفئة، كما دعا الى شمول التأمين الصحي و إقراره لجميع المواطنين، وهو ما يخفف طلبات التوظيف لدى القطاع العام لأن الغالية تسعى للحصول على وظيفة حكومية للحصول على تأمين صحي.
كما دعا العمري الى توزيع الخدمات بين المحافظات وحتى بين المحافظة نفسها، مشيراً ان لواء المزار الشمالي على سبيل المثال يضم عدداً من القرى ولم يصله الصرف الصحي بعد وهو ما تسبب بتكاثر الحشرات والبعوض والقوارض، حتى أن البعوض أصبح بحجم الفراشة ولم يمكنك التمييز بينها، والمراكز الصحية فيه لا ترتقي الى مستوى عيادة صغيرة، فهي تفتقر لأطباء الاختصاص، داعياً الفريق الوزاري الى زيارة لواء المزار الشمالي والوقوف على احتياجاته وعلى رأسهم رئيس الوزراء، مؤكداً ان الملك دعا الى ترك المكاتب والنزول الى الميدان.
وكشف عن وجود مدارسة ثانوية في بلدة حبكا استملكت أرضها من 25 عاماً ومازال المواطنون ينتظرون عطاءات أمريكية او سعودية او غيرها لبناء المدرسة منذ 25 عاماً، وحتى أن هناك مدرسة ثقافة عسكرية كان من المفترض ان تبدأ التدريس فيها منذ 2017 إلا أنها لم ترى النور الى الآن.
ووجه العمري رسالة الى كل مسؤول: افعل ما شئت فإنك على موعد مع الله، فوقفتنا هذه سنسأل عنها يوم القيامة.