بقلم : محمد أمين محمد المعايطة
أنه مثلاُ شهير ومشهور ويتداوله ويطبقه البعض يومياً دون القصد لكنني أجزم بأن كثيراً منهم لا يعرفون أصله، وبحسب الروايات المتناقلة فإن قصة المثل هي كما يلي :
( كان هناك فلاح عنده مجموعة من الخيول الأصيلة ، وكان الفلاح يدرب خيوله يومياً، فيفتح لها الإسطبلات، ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة. وكان لهذا الفلاح بقرة جميلة سمينه يسميها (شقراء) عزيزة على قلبه و يدللها كأنها أحد أفرادالأسرة ، وكلما أطلق الخيل إنطلقت البقرة رافعة ذيلها راكضة بأقصى سرعتها كأنها من المُهر الأصايل والفلاح مندهش من فعلها. وكان كلما انطلقت الخيول، انطلقت البقرة، ليصرخ الفلاح: مع الخيل يا شقراء ) .
للأسف البعض لا تعرف راسه من قدمه وبفضل السوشالميديا يقع بالفخ دون العلم فهنا رأي وهنالك بنفس الموضوع رأي أخر مناقض لرأيه ولكن المختلف هو كاتب الموضوع .
لا تكن مثل (البقرة الشقراء) التي ركضت مع الأصايل دون أن تعرف لماذا تركض، أو دون أن تستوعب أنها ليست بخيل فتخوض في أمور لا تعرف أبعادها، ولا تدرك تفاصيلها، ولا تنتبه لأهدأفها أو كما نقول بالعامية ( معاهم معاهم، عليهم عليهم ) .
لا تكن مثل ( الإمعة ) جسد دون روح كالذي يغيب عقله، ويقتل المنطق والفكر لديه، فيأخذ بما يمضي ويخوض بما يخوض الناس ، حتى لو كانت أموراً سيئة متدنية في أخلاقها وأهدافها ، فتكن محشوراً معهم مثل ( شقراء) الراكضة مع الأصايل .
كن صاحب مبدأ كن صاحب هدف كن صاحب قناعة ، شخص يزن الأمور، حينما يقف عندها ويبحث عن معانيها وعن أدق التفاصيل فيها ، فيتأكد من كونها أموراً تستحق أو مجرد كلام ، والأهم أن يدرك مدى أهميتها للمجتمع .
لا تكن شخصاً ساذجاً يمكن أن يُستغل بسهولة ،والأمور تمر مرور الكرام عليك بسهولة وسرعة، فتقع ضحية نفسك .
كانت بقرة تظن في نفسها خيلاً فذهبت تسابق الخيول، لا رأي لها ولا قرار .
كن صاحب رأي وموقف وحكمة، ولا تخض في المستنقعات الموحلة حتى لو رأيت جماعات من البشر تغطس فيها وتشرب من مائها الملوث .
للأسف معاناة المجتمع تقع في التشكيك والرياء والنفاق والكذب والخداع من أجل إقناع نفسك بأنك تحاول مجرد محاولة لإشباع ذاتك بوجودك .
مهما حاولت أن تكون مسيطر على قلمك أو رأيك لا بد أن تتوه وتنكشف بزلة لسان .
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه فوقف عندها .