04-03-2021 11:00 AM
سرايا - أنثى من أجداد البشر، كانت تتقاسم عيشها اليومي مع حيوانات متنوعة في برية كثيفة الغابات والعشب المختلف، اعتادت في زمن بعيد على تسلق الأشجار لتنافس القرود على الطعام، وهي من أطلق عليها الذين عثروا على جمجمتها في كهف قرب مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، اسم Little Foot أو القدم الصغيرة، ربما لأن قدمها كانت صغيرة الحجم.
بعده، تابعوا البحث طوال عامين في كل مكان قرب الكهف، إلى أن اكتشفوا في 1997 كامل هيكلها العظمي فوق عظام قرد كبير، يعتقدون أنها دخلت معه في شجار عنيف على أغصان شجرة، ربما كانت شجرة تين عند مدخل الكهف، فسقط الاثنان من الأغصان على صخور ما يشبه المنحدر، ولفظ كل منهما أنفاسه الأخيرة منذ 3 ملايين و670 ألفا من السنين.
قبل مدة، وبفضل حزمة من الضوء، يصفها العلماء بأنها "أشد سطوعا من الشمس 10 مليارات مرة" بحسب ما ألمت به "العربية.نت" من الفيديو الذي تعرضه أدناه، كما من الوارد اليوم بصحيفة "التايمز" البريطانية، نقلا عن بعض من قاموا بدراسة العظام منذ وصلت قبل عامين من جنوب إفريقيا إلى مختبر ببلدة وأبرشية Harwell في مقاطعة "أوكسفوردشير" البعيدة 60 كيلومترا عن لندن، وذكروا كيف ساعدتهم الحزمة، إضافة لما في مختبر Diamond Light Source من أجهزة متقدمة، في التوصل إلى تفاصيل مهمة عن طفولة "القدم الصغيرة" وكيف كانت تعيش.
حزمة الضوء التي يستخدمها المختبر، هي تيار من الألكترونات التي يقوم العلماء بتسريعها إلى ما يقارب سرعة الضوء البالغة 300 ألف كيلومتر بالثانية، لإنتاج "أشعة إكس سينية" هي الأشد سطوعا في المجموعة الشمسية، وبها تم مسح الجمجمة، خصوصا قسمها العلوي، إضافة إلى فكها السفلي، ووجدوا أن في المتحدرة من إنسان Australopithecus المنتصب القامة، عيوب صغيرة، ظهرت بطبقات أسنانها في مرحلة نموها، وسببت عيشا شاقا لها في مرحلتين من شبابها.
مرت "القدم الصغيرة" بمواقف عصيبة
ظهرت أيضا أوعية دموية صغيرة لا تزال محفوظة وتمر بشكل مذهل عبر جمجمتها، وهو ما يمكن اعتباره أدلة محتملة على كيفية تطور أدمغة البشر المعاصرين، إضافة أن سطح أسنانها كان مقعّرا، إشارة إلى أنها كانت رهينة نظام غذائي من أطعمة قاسية. كما اتضح أن "القدم الصغيرة" توفيت في سن الشيخوخة، وأصيبت في ذراعها عندما كانت صغيرة" وهو ما ذكره البروفسور Ron Clarke المتخصص بعلم يسمونه "مستحاثات البشر" المتفرع من علم الآثار، مع التركيز على أحفوريات البشر.
كلارك، العالم الأستاذ في جامعة Witwatersrand University بجنوب إفريقيا، هو من اشتهر بقيادته للفريق الذي عثر في 1995 على أحفورة "القدم الصغيرة" العظمية، وأمضى 20 سنة مع فريقه ليزيل طبقة أشبه بالخرسانة كانت عالقة بجمجمتها وهيكلها العظمي، إلى أن كشف عنها قبل عامين فقط، ثم تعب الفريق طوال 23 عاما بدراسة الأحفورة الوحيدة المتحدرة من إنسان "أوسترالوبيثكس" المنتصب.
ملخص الدراسة، منشور حاليا بالعدد الأخير من دورية eLife المتخصصة في بريطانيا بالطب الحيوي، وهي دراسة اطلعت عليها "العربية.نت" في موقع الدورية أيضا، وقادتها أستاذة بجامعة "كامبريدج" البريطانية، اسمها Amélie Beaudet وقالت عن الجدة القديمة للبشر، إنها "اضطرت لمواجهة مواقف عصيبة عليها، نرى علامات عنها في الأسنان، وتشير ربما إلى عدم وجود ما يكفي من طعام لها أحيانا، أو ربما كانت مريضة خلال طفولتها" وأنهت الدكتورة ما ذكرت بقولها: "لا نعرف شيئا عن ذلك، لكن هذا يحكي قصة الكيفية التي تطور بها دماغ البشر" في إشارة إلى أن البحث عن الطعام ومواجهة الصعاب، هي أساس بتطور الإنسان البدائي.