06-03-2021 10:56 PM
بقلم : علي الشريف
انقضى العام الاول على معركة العالم مع وباء كورونا وسندخل العام الثاني في هذه المعركة التي لا نعرف متى تنتهي ومن ينتصر بها .
ذكرى الوباء الاولى هي موعد انقلاب حياتنا راسا على عقب في كل الاشياء وكل مجريات الحياة فلم نعد ندري من اي مكان ننطلق او في اي مكان ننتهي .
ذقنا الامرين وربما وجدنا الخير في اناس ساعدونا ووقفوا الى جانبنا وامدونا بالحلم والامل لكننا مع بداية العام الثاني وقرب دخول رمضان ووسط ترقب كبير لما ستؤول اليه الامور مع هذا الوباء وزيادة الاصابات لم نعد ندري ماذا نفعل.
تعبنا كثيرا وتعبنا اكثر من الحد المسموح ..ضاقت الصدور كثيرا ..شحت الارزاق حتى صارت تأتي من خرم ابرة ان جاءت وتكالبت الايام والظنون والاوهام وتشعبط الخوف على جدران القلوب .
صرنا نخاف من خطانا ومن موضع السجود في صلاتنا من تراص الصفوف عند تكبيرة الاحرام .من تجمع العشاق ..من خفقان القلوب ..صرنا نخاف الكلام ومن الكلام وصرنا نخاف السلام ومن السلام .
تعبنا كثيرا حتى شخنا وشاخت احلامنا وامالنا .وتكاد تتقطع السبل فينا ونحن نلقي كالتائه الحيران الذي ان خرج من حفرة وقع في بئر.
وماذا بعد ..
لم يعد هناك مجال لأي شيء ولا نستطيع الدخول في معترك اي شيء الا مغامرين ومقامرين بصحتنا التي انهكها السكر والضغط والتعب والانتظار ربما اننا نتحدى الوباء فقط لنعيش ولا ندري متى تكون ضربته القاضية فتنهينا.
عام كامل ولا زال في القلب حنين لأيام خلت ..لابتسامات بلا خوف ولا كمامات ...لعيون لا تشخص اذا ما مر احد ..والى ايادي لا ترتجف عند السلام .
نحن لم نعد نحن .لا ايامنا ولا اوقاتنا ولا دقات قلوبنا ولا نبض الشرايين فينا .... صداقاتنا بدأت تتلاشى ..سهراتنا ...طشاتنا ..وليالينا اصبحت كابوسا ..
مر عام بكل التعب حتى هرمنا كثيرا .لم نعد نريد شيئا ..ولم نعد نبحث عن شيء وكل ما نريده ان نجد الذين وقفوا الى جانبنا ..لا زالوا معنا لم يغادرونا بعد ..لم يأخذهم الملل منا .
كل ما نريده الا يصابوا بضيق الصدر من قصصنا ..ولم يطرقوا ابواب الخلاص منا ... فقط نريدهم كما نعهدهم وكما نحبهم بكل الامل الذي زرعوه فينا ..بكل الحب الذي انبت في نفوسنا ..نطلب منهم الا يغادرونا فلربما هم اخر ما تبقى من امل ومن حلم ....ربما هم اخر ما تبقى لنا من دقات الفرح في قلوبنا....تعبنا كثيرا لا تغادرونا.