10-03-2021 01:13 AM
سرايا - توجه عدد كبير من المواطنين خلال الفترة الأخيرة لإجراء فحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» المستجد، ظنا منهم ان نتيجة الفحص الإيجابية ستمنع اصابتهم بالفيروس او تحميهم منه، ما أدى الى اطمئنانهم وبالتالي تراخيهم في الالتزام بإجراءات السلامة العامة.
وفي الوقت الذي أكد فيه أطباء متخصصون ان فحص الأجسام المضادة يعتبر سلاحا ذا حدين، وهو مسحي وليس تشخيصيا، ونتيجته الإيجابية تدل على ان الشخص أصيب بالفيروس ولديه مناعة، لكنها لا تعني انه لن يصاب بالفيروس، داعين الجهات المختصة بعدم الترويج له بإعطاء معلومات مغلوطة، وان لا يساء استخدامه لأبعاد تجارية، لان المتاجرة بمرضى كورونا هو أمر غير مقبول.
وفحص الأجسام المضادة وفق الأطباء هو فحص لعينة من الدم، للكشف عن الأجسام المضادة، وهي بروتينات تفرز في الجسم عن طريق جهاز المناعة لمحاربة العدوى، وتكمن أهميته بأنه يساعد في تحديد نسبة المصابين بـ«كورونا» الذين لم تظهر عليهم الأعراض، كما ان له دوراً هاماً في المسح الميداني، ومعرفة حجم الإصابات غير المسجلة.
رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة الدكتور هاني عبابنة أكد ان «فحص الأجسام المضادة ليس دليلا او مقياسا لمناعة الشخص، بل يعني ان لديه إصابة وعدوى سابقة، وإصابة الشخص بـ كورونا او ايجابية فحص الأجسام المضادة لا تعني انه محمي او محصن من الإصابة».
واعتبر ان «تدافع المواطنين على عمل الفحص، بسبب تكلفته الأرخص من فحص (البي سي ار)، وتلقيه لمعلومات مضللة ومغلوطة عن الفحص»، مؤكدا انه «لا يوجد هناك تقيد بالمعايير اللازمة للفحوصات، بل هناك فحوصات اجسام مضادة إيجابية كاذبة لـ كورونا، كون الأجسام المضادة المتكونة بالجسم من الممكن ان تكون لفيروسات تاجية أخرى غير كورونا».
ونادى عبابنة، «بعدم استخدام (فحص الأجسام) لأبعاد تجارية، إذ ان الترويج لها بات مبالغا به»، مبينا ان «لها دورا في التراخي لدى المواطنين وعدم تقيدهم بالاجراءات على اعتبار انهم محصنون من الإصابة، بالإضافة للتراخي في أخذ المطعوم، فالأجسام المضادة الإيجابية لا تعني ان لدى الشخص مناعة».
وأكد أن «لا ضرورة لعمل (فحص الأجسام) قبل تلقي لقاح كورونا، وعلى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس او الذين ظهرت إيجابية فحوصات الأجسام المضادة لديهم أخذه من حيث انه لا يشكل ضررا عليهم، بل يحميهم»، مشيرا الى ان «الفحص ليس له أهمية سريرية طبية، بل هو مسحي فقط».
أما أخصائي الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، فقال ان «(فحص الأجسام) سلاح ذو حدين، ويجب ان لا يساء استخدامه، فهو فحص غير تشخيصي للإصابة بـ كورونا، انما نتيجته الإيجابية تدل على ان الشخص تعافى من الإصابة ولديه مناعة، لكن ذلك لا يضمن عدم اصابته مرة أخرى»، مؤكدا ان «هناك مبالغة في الترويج له وبث معلومات مغلوطة عنه، أدت لإعطاء شعور لدى البعض بالارتياح وبالتالي التراخي في الالتزام، وزيادة الإصابات فيما بعد».
واضاف انه «من الضروري ان لا يأخذ (فحص الأجسام) منحى تجاريا، لأن المتاجرة بمرضى كورونا امر غير مقبول»، مبينا ان «الجميع في مركب واحد، ولن نكون بأمان إلا من خلال الجهود الوطنية والوصول لحماية الأمن الصحي، حيث ان الوضع الوبائي أصبح مقلقا حاليا، وبالتالي يجب على الجميع التقيد والالتزام بالاجراءات اللازمة».
وعن أهمية عمل فحص الأجسام المضادة قبل تلقي اللقاح، أكد الطراونة، ان «لا ضرورة لذلك، فلا توجد هناك بروتوكولات او توصيات عالمية بذلك»، لافتا الى استثمار نتائج الفحص الإيجابية في إجراء دراسات مسحية، لمعرفة تعرض شرائح واسعة للإصابة بالفيروس سابقا، والاستفادة من ذلك بإعطاء اللقاح للأشخاص الأكثر حاجة له، خصوصا ذوي الأولوية، عوضا عن إعطائه لمن أصيبوا بالفيروس وتشكلت لديهم أجسام مضادة».
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا