10-03-2021 09:40 AM
سرايا - في يوليو/ تموز 2018، أحدث النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مفاجأة مدوية، بإعلان رحيله عن ريال مدريد الإسباني، متجها ليوفنتوس الإيطالي.
رونالدو ترك ريال مدريد بعد مسيرة حافلة امتدت لـ9 مواسم بقميص الفريق الملكي، وشهدت تحقيق نجاحات عظيمة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، كان أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات منها 3 متتالية من 2016 إلى 2018.
وبدلا من خوض تجربة في مستوى أقل، فضّل رونالدو، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 33 عاما، الاستمرار مع أحد أندية النخبة في أوروبا، وهو يوفنتوس، الذي رأى في كريستيانو بخبرته وتمرسه حلا لمعضلته الأكبر، لقب دوري أبطال أوروبا.
اللقب الملعون
يوفنتوس لم يحقق لقب دوري أبطال أوروبا سوى مرتين طوال تاريخه، عامي 1985 و1996، وهو الفريق الأكثر خسارة لنهائي البطولة الأوروبية العريقة، بواقع 7 مرات، منها مرة بمساهمة رونالدو في 2017، حين كان مع ريال مدريد.
في عام 2006، بعد قضية "الكالتشيوبولي" الشهيرة، هبط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، ثم عاد مجددا بعد موسم واحد، وبدأ في التحسن تدريجيا، بتثبيت أقدامه في الدوري الإيطالي، ثم الوصول للمراكز الأوروبية، بعد ذلك امتلك القدرة على الوصول لما هو أبعد من دور المجموعات.
في 2015 عاد يوفنتوس مرة أخرى إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غياب 12 عاما، لكنه خسر من برشلونة 1-3، ثم عاد مجددا في 2017 وخسر مرة أخرى ضد ريال مدريد 1-4.
وأدركت إدارة اليوفي، الذي هيمن على الكرة الإيطالية في العقد الأخير، أن الحل سيكون بضم لاعب حاسم قادر على إنهاء لعنة دوري الأبطال، وفي هذه الحالة لن يكون هناك أفضل من رونالدو، الهداف التاريخي للبطولة، والذي حقق اللقب 5 مرات على مر تاريخه، بمساهمات واضحة للجميع.
سجل مخجل
وعلى عكس كل التوقعات، فإن لعنة يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا انتقلت إلى رونالدو بدلا من أن يحدث العكس، وبات كريستيانو يمتلك أرقاما سلبية مع "السيدة العجوز"، بدلا من إضافة لقب جديد إلى سجله.
في الموسم الأول لرونالدو مع يوفنتوس (2018-2019)، ودع الفريق الإيطالي دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي على يد أياكس أمستردام الهولندي.
وتذكر أياكس في ذلك الموسم مجده القديم في البطولة بعد سنوات من السبات والتخبط، فأقصى ريال مدريد، حامل اللقب، ثم اليوفي أحد المرشحين للقب، قبل الخروج من نصف النهائي على يد توتنهام الإنجليزي.
في الموسم التالي (2019-2020)، تلقى يوفنتوس صفعة جديدة من فريق أقل في المستوى، لكن هذه المرة في دور الـ16، حيث ودع على يد أولمبيك ليون الفرنسي، قبل أن يتكرر الأمر في الموسم الحالي، بالخروج من نفس الدور على يد بورتو البرتغالي.
ولأول مرة في تاريخه، خرج يوفنتوس من دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، بنظاميها القديم والحديث، في موسمين متتاليين.
وفي المقابل، فإن رونالدو، الذي خرج من دور الـ16 مرة واحدة فقط مع ريال مدريد في موسمه الأول (2009-2010)، فشل في الوصول لنصف النهائي، الذي بلغه مع الريال 8 مرات متتالية، بعد 3 محاولات متتالية مع اليوفي، وهو أمر لم يحدث له منذ أن كان في صفوف مانشستر يونايتد، في الفترة بين 2004 و2006.
رونالدو، الذي يعتلي عرش الأكثر تهديفا في تاريخ دوري أبطال أوروبا بـ134 هدفا، لم يسجل سوى 14 هدفا فقط خلال 3 مواسم مع يوفنتوس في البطولة، وهو أقل مما سجله في موسمه الأخير مع ريال مدريد (15 هدفا).
محاولة أخيرة
يمتد عقد كريستيانو رونالدو مع يوفنتوس حتى نهاية الموسم المقبل، وتحيط حالة من الغموض بمصيره مع الفريق عقب انتهاء ذلك الموسم، فعدة تقارير أشارت إلى أنه يقترب من توقيع عقد جديد، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن اليوفي يدرس التخلص منه بسبب راتبه المرتفع.
في كل الأحوال، فإن رونالدو أمام حقيقة مزعجة، وهي أن فرصه المتبقية لنيل اللقب العنيد مع يوفنتوس، على الأرجح ستكون أقل من الفرص التي استنفدها بالفعل، وهناك احتمال لا بأس به أن المحاولة المقبلة ستكون الأخيرة، فإما يحقق الهدف الذي جاء لأجله، أو يرحل وفي حلقه غصة الفشل، الذي لم يعتد عليه الأسطورة الحية طوال مسيرته.