11-03-2021 08:47 AM
سرايا - نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين بإربد، فعالية لمناقشة رواية «اخناتون ونيفرتيتي
الكنعانية» تحدث فيها الناقد عبد المجيد جرادات، ورئيس قسم الآداب في جامعة جدارا
د.خالد مياس، والروائي صبحي فحماوي، وقدم المتحدثين الشاعر عبد الرحيم جداية.
وقدم جرادات قراءة في الرواية بعنوان«الحب يطفئ شرارة الحرب»، مشيرا إلى استخدام
فحماوي منظار الزمن، كعتبة للرواية، بغرض استعادة التاريخ الماضي المشترك بين
الفراعنة والكنعانيين.
وقال جرادات إن هذه الرواية معلوماتية تاريخية ثقافية، تدور أحداثها بين طيبة وبلاد
المصريين عامة، وبين ممالك كنعان، المتجمعة من الخليل، وعمون وجلعاد وعجلون
وأوغاريت وجبيل وصور وصيدا وصولاً إلى مركز تجمع القوات المحاربة في موقع معركة
مَجِدّو.. لتتحول المواجهة الحربية إلى قصة حب وعشق فخطوبة فزواج بين اخناتون
المصري ونيفرتيتي الكنعانية..
وأوضح جردات أن الرواية تصور جماليات الأماكن التي يطل عليها منظار الزمن، فيعرضها
فحماوي بأسلوب مبسط سهل لسرد ممتع ممتنع. وأضاف أن تهميش اخناتون لرجال
الدين الفراعنة جعلهم ينقلبون عليه، ويدمرونه شر تدمير هو وزوجته. لتنتهي بذلك
قصة حب لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
أما د.خالد مياس، فقال: «يأخذك فحماوي في روايته هذه إلى حضارتين بلغتا حد الرقي في
زمنهما، ذلك الرقي الذي ما نزال ننهل منه في أيامنا الحالية، هما الحضارة الفرعونية،
والحضارة الكنعانية. ومن خلال سرده، عرّفنا على أجيال عائلة أمنحتب، من الأسرة الثامنة
عشرة، وبالمقابل على ممالك الكنعانيين وملوكها ودياناتها قبل الإسلام، وكيف أن
كهنة الفراعنة امتلكوا حوالي ثلاثة أرباع ممتلكات مصر من عقارات وأموال وذهب
ومجوهرات.. فاختنق الشعب بأحمالهم الزائدة عن الاحتمال، فكان اخناتون هو المخلِّص
ليُبعد أتاوات رجال الدين وكهنتهم عن?الشعب».
وأضاف أن الرواية تسرد قصة حب تعد من أروع قصص الحب في التاريخ. وأوضح أن
نيفرتيتي تعني؛ «الجميلة أتت»، وأنها كانت أكثر نساء الفراعنة غموضاً، لدرجة تتفوق على
كليوبترا وغيرها من ملكات الكنعانيين والفراعنة معاً.. خاصة وأنها كنعانية المولد
والنشأة في مملكة مجدو، فرعونية التفكير الأخناتوني المقدِّس لأتون الشمس..
وفي نهاية الندوة قال فحماوي إنه يؤمن أن الرواية تمثل بحثا معمقا مكتوبا بأسلوب
سهل ممتنع، لهذا زار الأقصر والمنيا في مصر للبحث عن مواقع اخناتون ونيفرتيتي، كما
زار متحف برلين الدولي لمشاهدة تمثال رأس نيفرتيتي الذي سرقه تجار الآثار، إلى أن وصل
إلى المتحف الألماني. وأضاف: «عندما طالبت مصر بالتمثال، اقترح هتلر إرجاعه، فطلبوا منه
مشاهدة التمثال قبل إعادته، فلما شاهده هتلر، ذهل به، ورفض إعادته إلى مصر، حيث
يدر على المتحف الألماني مئات ملايين اليوروات».
وأوضح فحماوي أنه زار موقع مملكة مجدو الكنعانية، حيث تقع قرية مجدو بين حيفا ويافا
وجنين في فلسطين، وذلك لتتبع مواقع حركة شخصياته الروائية، فضلا عن أنه قرأ أكثر
من خمسين كتاباً لها علاقة بذلك التاريخ القديم.
وختم فحماوي حديثه بقوله إن كتابة هذه الرواية استغرقت منه أكثر من عشر سنوات من
البحث والكتابة، وأنه كتبها ليؤكد تاريخ التعاون والحب المشترك بين الكنعانيين
والفراعنة منذ فجر التاريخ