11-03-2021 03:09 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
بعد ان سلَّمَت امريكا ايران العراق يداً بيد ولم تكن لِتُسلِّمها الى احدٍ غيرها ، ثم بالتنسيق والتخطيط المحكم بعيد المدى ، ولتكتمل الحلقة التي تم العمل والاعداد لها منذ عقود اصبحت المنطقة من باب المندب مروراً بمضيق هرمز وصولاً الى رأس الناقورة ترزح تحت السطوة والتهديد والاحتلال المُختَلَط والمتوافق عليه اقليمياً وعالمياً .
لم يعد الامر بحاجة الى شرح او كما يقول المثل العربي "لا ينتطح على هذا الأمر عنزان" فالعراق اليوم ليس لعربي في مشارق الارض ومغاربها يد فيما يتعلق به سياسيا آو اقتصاديًا
وتم التلاعب بديموغرافيته ، فتغيرت بطريقة دراماتيكية ماساوية امام سمع العرب وبصرهم
ايران صاحبة السيادة "المحمية عالمياً " على المنطقة برمتها وهي امينة على ما عُهد به اليها ونَفَّذت وبكل دقة كل ما خُطط له من تغييرات جذريه آتت اكلها بما افرزته من واقع تشهده المنطقة الآن بصورة كان الحديث عنها ضرباً من الجنون او الخيال الى وقت قريب ، ولكنه الآن اصبح واقعاً معاشاً ،
صَدِّق او لا تُصَدِّق .
ليس مُستَغرَباً ان تترك امريكا المنطقة الان وبشكل شبه معلن وتبقيه بتصرف ايران وذلك ربما لانشغال امريكا بمعادلة الوضع الصيني او الانخراط في مراقبة التحركات في بحر جنوب الصين والاهتمام بهذا المسار المقلق اقتصاديا الى حدٍ ما ،
اوروبا الان متأهبة للدخول الى السوق الايراني بالصورة الرسمية الشرعية .
صدَّق بعض العرب او يُصدقوا ان امريكا قد فرضت عقوبات وحصاراً على ايران ، لا يمكن فهم هذا التصديق او قبول تمرير هذا الوهم المزعوم والعالم بما فيه العرب يعلمون ان حدود ايران المفتوحه هي اطول حدود مفتوحه في الشرق الاوسط على الاطلاق والممتدة الى اقصى شمال العراق والى حدود ارمينيا واذربيجان اقصى حدود ايران الشمالية المفتوحة على العالم ، هل هناك من يراقب الحدود العراقية الايرانية التي فُتحت على مصراعيها ، ثم مَن له يد او مسموح له بالسيطرة على نفط العراق وكل ثرواته غير ايران وشركائها الذين اودعوا هذا البلد في عهدتها اضافة الى سوريا ومُقدَّراتها .
الصورة الآن مكتملة وبابعادها الثلاث ، فلم يعد ينطلي على احد حقيقة ما يجري في كل أنحاء وزوايا العالم العربي حتى وان تم صبغها بكل الالوان .
يوسف رجا الرفاعي