بقلم : د. دانييلا القرعان
الى مليكي وسيدي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم أوجه نداء مستعجل الى جلالتك أن تتدخل في ظل ما يحدث من تجاوزات وتقصير واهمال، وهنا سيدي التقصير والإهمال بأرواح شعبك الأردنيين، ونحن نعيش ظروف استثنائية قد ارهقتنا كثيرا فلا يحتاج الامر في ظل هذه الظروف التهاون والاستهتار والتقصير بمعالجة مرضى كورونا الخاضعين للعلاج على أسرة الشفاء.
سيدي كنت قد كتبت هذا المقال المستعجل قبل مجيئك الملكي إلى مستشفى السلط، فوجودك بين أبناء الشعب الأردني أبنائك يخفف عنا وعنهم المصاب لدرجة كبيرة، فأنت الشفاء لنا وقت الأزمات، شكرا سيدي واتمنى أن تقرأ بقية المقال التي أطالب بها محاسبة ومحاكمة المقصرين الفاسدين وليس فقط إقالتهم.

سيدي لا أريد الحديث عن الإهمال والتقصير في الكثير من الأمور، لكن ان يصل الامر الى التقصير بتزويد مصابي كورونا بالأكسجين وهو الأساس لاستمرارهم بالحياة ذلك لا يرضي الله ولا يرضيك ولا يرضينا كشعب أردني محب لك على الدوام.
المقصر والمهمل والمدبر والمفسد واحد ليس له دين او طائفة ينتمي لها ويجب ان يحاسب على أساس ما قام به من تقصير واضح وصريح لمسؤوليته وعمله، والمسؤولية لا تتجزأ والمقصر يجب ان يحاسب والقانون يجب ان يطبق على الجميع أرواح الناس ليست لعبة بأيدي الفاسدين.

تعلم سيدي ماذا حدث في حادثة البحر الميت وكيف اهمال وتقصير البعض أودى بحياة أطفالنا الذين لم يروا من الحياة شيء تماما كالذي يحدث الان، ارواحهم معلقة ما بين الشفاء ومغادرة الحياة لكن ما حدث اليوم قد سرع في القضاء على حياتهم تماما، لا نقول ان ذلك قضاء وقدر، فالله عز وجل لم يحثنا على التقصير والإهمال في عملنا وان ننسى الأمانة والمسؤولية الكاملة، سيدي ما نريده اليوم هو ليس الإقالة للبعض وانما محاكمة ومحاسبة الفاسدين امام الأردنيين جميعا، نحن نؤمن حق الايمان بقضائنا العادل لكن لا نؤمن بالواسطات والمحسوبية وان لا يكون هنالك محاكمة عادلة شفافة تعمل بكل حياد.

مولاي كأردنية وطنية افتخر بانك مليكي وافديك بروحي لكن مولاي اطلب منك كفرد من افراد شعبك أن تولي حادثة انقطاع الاكسجين عن مرضى كورونا في مستشفى السلط الحكومي اهمية بالغة، ومعاقبة كل مقصر مهما كان من أصغر موظف الى اعلاهم ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر في عمله ومسؤوليته.

لا اعلم سيدي إذا سيصل ندائي المستعجل لك في ظل اعمالك ومسؤولياتك المستمرة لكن يكفيني ان اعبر عن جرحي وحزني تجاه أبناء محافظة من محافظات الأردن المحببة على قلوبنا كالبقية الا وهي محافظة السلط، فالسلط الان حزينة وجميعنا حزينون على حزنها فنحن الاردنيين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى منه سائر الجسد بالقلق والحزن.

سيدي علمتنا ان الانسان أغلى ما نملك وان أرواح المواطنين الاردنيين هي المسؤولية الأولى في مكافحة هذا الوباء في ظل الإجراءات التي تبذل للتخفيف من اثارها، سيدي ما حدث جريمة لا تغتفر يجب معاقبة كل من يفكر مجرد تفكير بالإهمال والتقصير
سيدي علمتنا ان الأردن اولا والأردني على الدوام محط اهتمامك ورعايتك بعد رعاية الله، أتوجه لك وانت الاب الروحي لنا جميعا ان تحق الحق وان تعاقب الفاسدين للتخفيف عن أهالي الضحايا الذين ذهبوا وهم يكافحون هذا الوباء.

من يحاسب المسؤول المقصر؟ كيف يكون المسؤول مسؤولا؟ وهو لا يدرك انه مسؤول عن تصرفات افعاله تصريحاته مبادراته اخفاقاته نجاحاته؟ من يحاسب ويراقب المسؤول المقصر في عمله والمتكاسل عن أداء عمله على الوجه الاكمل؟ من يردع المسؤول إذا أخطأ؟ من يوقف المسؤول عن حده لو تجاوز؟ من يحدد ان يضل المسؤول جالسا على الكرسي ام يتركه؟ أسئلة مركبة تجسد حال المسؤول في دولاب الدولة، لو وجدنا لها إجابة ستساهم بشكل مباشر في حل المشاكل العظيمة في الدولة.
ادعو الله ان يمد في عمرك سيدي وان يحفظك من كل مكروه، ونحن جنودك وشعبك المحب لك والذي يؤمن حق الايمان بعدالتك وقوتك على قول الحق واحقاق الحق ومحاكمة جميع الفاسدين سواء في المجال الصحي وهو الأهم او في المجالات الأخرى.