14-03-2021 12:55 AM
سرايا - اعتبر اكاديميون ونقباء ان قرار مجلس التعليم العالي بوقف التعليم والتدريب الوجاهي لطلبة السنوات السريرية في الكليات الطبية أمر “لا بد منه وهو قرار صائب تماما في ظل الاوضاع الوبائية في البلاد”، داعين الى ايجاد بدائل لتدريب الطلبة.
واكد هؤلاء في احاديث منفصلة ان الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا “اضطر مجلس التعليم العالي لاتخاذ القرار الذي لا بد منه، فحياة وصحة المواطنين تتقدم على كل شيء”.
وكان مجلس التعليم العالي قرر الثلاثاء الماضي وفي ضوء ازدياد الإصابات بـ”كورونا”، “إيقاف التعليم الوجاهي داخل الحرم الجامعي في جميع مؤسسات التعليم العالي ولجميع المساقات العملية والتطبيقية التـي تم استثناؤها من قرار مجلس التعليم العالي السابق بما فيها مساقات طلبة الطب البشري في السنوات السريرية (الرابعة والخامسة والسادسة) وطلبة طب الأسنان (الرابعة والخامسة) وطلبة دكتور الصيدلة (السادسة) وطلبة التمريض (الثالثة والرابعة)، والانتقال إلى التعليم الالكتروني (عن بعد) ما أمكن ذلك اعتباراً من الاربعاء الماضي ولغاية مطلع نيسان (ابريل) المقبل.
وزير التربية والتعليم العالي ووزير الصحة السابق، واستاذ جراحة الدماغ والاعصاب، الدكتور وليد المعاني، اكد انه “لا يوجد خيار امام وزارة التعليم العالي الا اتخاذ هذا القرار الصائب مئة بالمئة”.
وبين انه وفي ظل الاوضاع الوبائية السيئة وعدم الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات، وفي ظل الاكتظاظ الشديد الذي تشهده العيادات وازدياد الاصابات بين الطلبة، وفي ظل الطفرات الوبائية سريعة الانتشار، كان “لا بد من اتخاذ هذا القرار كي لا ينهار النظام الصحي في البلاد”.
وقال، لا يوجد حل مثالي وبكل تأكيد فإن “الطالب الذي لا يتلقى التدريب اقل معرفة من الطالب الذي تلقاه”، داعيا الى ايجاد حلول لقضية التدريب.
وكان المعاني اطلق مبادرة للتعليم السريري اعلن عنها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، مشيرا الى أنه “نظرا لتوقف التعليم السريري المباشر لطلبة كليات الطب، سأبدأ واعتبارا من يوم أمس بتقديم حالات مرضية سريرية من خلال منصة (زوم) لمن يرغب من طلبة السنوات السريرية في كل مكان يوميا من الساعة 6 مساء لمدة 90 دقيقة”.
وبلغ عدد الطلبة الذين سجلوا لدى المعاني 350 طالبة وطالبا من جامعات اردنية وعربية واجنبية ما دفعه الى زيادة الساعات المحددة.
واكد امين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السابق واستاذ طب الأسنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا عاهد الوهادنة، ان القرار “في محله لأن المحافظة على صحة أعضاء الهيئة التدريسية ضمانة لاستمرار العيادات مستقبلا”.
واشار الى انه في عيادات طب الأسنان التعليمية “يصاب كل اسبوع عضو هيئة تدريسية و/ أو طالب، او يغيب المريض لإصابته”، مؤكدا أن “الوضع جد خطير داخل عيادات الطلبة خاصة ان الجامعات “لم تلتزم بقرار وزير التعليم العالي بتقليل عدد الطلبة والمرضى الى النصف بحجة المتطلبات السريرية”.
وأضاف، “اذا خفت الموجة وتم إقرار العودة يجب أن لا يزيد مجموع الطلبة والمدرسين والمرضى على 20 شخصا امتثالا لأوامر الدفاع”، مشيرا بهذا الخصوص الى“عدم التزام الجامعات حيث يوجد في بعض العيادات الجامعية أكثر من 60 شخصا في مكان واحد وهو ما يشكل بؤرة لنقل العدوى”.
وطالب الوهادنة وزاره التعليم العالي بـ “الإشراف على واقع العيادات الخطير بشكل جدي”، مشددا على ان “الصحة قبل التعليم ودوامها سبب باستمرار التعليم وغيابها دفن للتعليم”.
وأوضح أن إصابة دكتور أو طالب في عيادات الأسنان حيث حيث تتقارب الأجساد والأنفاس خلال التدريب هو مدعاة لانتشار الفيروس، خاصة أن “التزام المراجعين ومرافقيهم وحتى الطلبة بإجراءات السلامة هو في الحدود الدنيا”، مضيفا أنه “في الوقت الحالي يمكن عرض حالات سريرية وفيديوهات عبر اي منصة وفتح حوار مع الطلبة لحين العودة للدوام بسلام”.
نقيب اطباء الاسنان عازم القدومي قال، ان قرار مجلس التعليم العالي “جاء مراعاة للحالة الوبائية في البلاد التي تصعب مهمة الهيئة التدريسية”، مؤكدا انه قرار صحيح، داعيا الى “تعويض الطلبة من خلال سنة تدريبية او من خلال سنة الامتياز وبإشراك القطاع الخاص”.
وكشف عن مقترح متكامل ستتقدم به النقابة لمجلس التعليم العالي لحل مشكلة نقص التدريب، مؤكدا احترامه وتقديره لقدرات وكفاءة الجامعات واعضاء الهيئة التدريسية وقدرتهم على تعويض الطلبة.
الغد