16-03-2021 09:35 AM
سرايا - تأخذ الشاعرة العُمانية هاشمية الموسوي قارئ ديوانها الصادر مؤخرًا «عطر المشاعر»، إلى وجهات تتنوع بحسب الحالة الشعورية التي تسعى إلى تجسيدها في كل لحظة بعينها.
وتتعدد نوافذ الرؤى والشعور لتلامس حالات وجدانية خاصّة بالشاعرة، أو تستحضر أئمة الهدى من رموز تراثيين ما زالوا حاضرين في الوجدان المعاصر، أو تخاطب الوطن ورجاله الذين ارتقوا به ومعه إلى آفاق الحضارة والمنعة.
وجاء الديوان الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في أربع وتسعين صفحة من القطع المتوسط. وقدَّمت له الشاعرة قائلة: «نسبحُ في هذا الوجود الدامي بغربتنا وننزحُ إلى أودية الفوضى، تحملنُا لقاءات الأماني، ونحلمُ بفصل ربيعي من أيامنا العالقة قرب دهاليزِ الحنين وبوابةِ الصبر، لعلّ هذه الحروف وحبرها تداوي جروح الياسمين».
وجعلت إهداءه إلى «التائهين في عشوائية المشاعر، والنازحين من معترك الحياة». منبهة إلى أن قلمها «الثائر المتمرّد.. المحلّق طويلاً بين أروقة الجماليهديكم كلماتي النابضة بعبق الورد ورياحين المحبة».
وتميزت لغة الموسوي بالسلاسة والصدق فجاءت واضحة سهلة على القارئ. كما أنها نوعت في أوزان قصائدها، وانتقلت بين القالب التراثي لعمود الشعر العربي، وقصيدة التفعيلة، فتنوعت الموسيقى لتعبر عن كل حالة بحسب ما يناسبها من تدفق وإيقاع، كما يظهر مثلًا في نصها الذي تخاطب فيه روح السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله:
غَنتْ لطلعتك البهيًّة سيدي
كلُّ العيونِ ومهجةُ الشعراء
لك في القلوب مواطنٌ نشدو بها
ونخالها في صحوة العلماء
يا أيها الملك المعظم كم لنا
في بحر جودك عزة الشرفاء
قابوس يا لحن الخلود وصفوه
يا شمعة الأوطان والنجباء
أوحين تنادي في إحدى القصائد نداء مليئا بالوجع:
ويعود نزف الجرح يعبث بالحنين
وباللقاءْ
وتعود كلُ الذكرياتْ
رحلتْ فباتَ القلبُ يبكيها تراتيلاً فيا وجع النداءْ
فتناثرتْ قصصُ الأماني والمساءْ
رحلوا بعيدًا خلّفوا تلك الديار الخاويةْ
نعشٌ وأكفانٌ وفوضى عالم إنّا جهلنا في مساعيه فلا فرحٌ ولا ذكرى
ولاغيمٌ
على باب السماءْ
وتقول الموسوي في قصيدة جعلت خطابها فيها موجهًا لمدن الهوى التي تعبر عن أئمة الهدى وحضورهم الذي لا ينقطع:
ولأَنَّني أُهدي قصاصاتي التي
جاءتْ على كدرِ الحياة وحيثُما
نعقَ الغرابُ بلهفةٍ وَضَّاءةٍ
فتناثرتْ كتُبُ الزمانِ وخَيَّما
ذاكَ الحنينُ وكلُّ فجرٍ تائهٍ
إنْ مَدَّ أفواهَ اللقاء وَسَلَّما
هُوَ في مدار الكونِ يجثو هائماً
ويدور في وجع المساء مُتمتما
وتعبركذلك عن حالات من الزهوالوطني والعنفوان الذي يجسد صدق انتمائها قائلة:
الآن نزهو في مدارات الدنا
ونهيم في واد النعيم صحابا
الآن يدنو من مخيلتي الهوى
فنسجتُ أحلامي بها محرابا
فكأننا في جنة من فرحة
نبدو على سرر التقى أترابا
ما عدت أبحث عن وجودي والأنا
كلّي إلى الجمع المبارك آبا
أشدو على وتر القلوب بلهفة
فجمعت من سحب الأمان قبابا.
وهاشمية الموسوي باحثة تربوية في وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان. وهي حاصلة علىبكالوريوس تربية في اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس، ودبلوم عالٍ في الإدارة المدرسية من جامعة السلطان قابوس، وماجستير إدارة تربوية من جامعةصحار في سلطنة عمان، ودكتوراه في التربية الاجتماعية في ضوء القرآن الكريم من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن، 2020.
ولها إصدارات أدبية عديدة من أهمها: إليك أنت، شعر (1993)، «وللروح هوية»، شعر (2000)، «ثورةالزمرد»، شعر (2002)، و»أوراق منهزمة»، شعر (2009).