17-03-2021 01:38 PM
بقلم : العميد الركن المتقاعد هشام العبادي
بحكمة وحنكة القائد المحب لشعبه والغيور على وطنه وبنبرة الأب الحليم والحنون، وبكلمات عفوية صادقة نابعة من القلب، بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاهحديثه المقتضب عالي المستوى والتركيز أثناء ترؤسه اجتماع مجلس السياسات الوطني يوم الاثنين الموافق الخامس عشر من آذار 2021، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد،وقد بدت عليه ملامح الغضب والألم والحزن والاستياء والرفض لحادثة مستشفى السلط التي راح ضحيتها مجموعة من أبناء الوطن الأعزاء نتيجة الإهمال والترهل الإداري.
تحدث جلالة الملك بمشاعر الأردنيين وطموحاتهم، مشخصاً ومعبراً عن واقع المرحلة التي تمر بها المملكة حالياً، ومبيناً جلالته برسائل واضحة وجلية نهج العمل المطلوب، ومشيراً الى نقاط جوهرية ومفاصل وعناوين ترسم خارطة طريقورؤية شمولية حول متطلبات وآليات العمل بما يؤسس لمرحلة أدق اوصافها مخافة الله وتحمل المسؤولية بأمانة، وخدمة الوطن والمواطن باخلاص وتفان، والعمل بروح الفريق الواحد، ومحاربة الإهمال والتقصيروالفساد والواسطة والمحسوبية، وتعزيز ثقافة الشرف والكرامة والرجولة، واغلاق أبواب الفتنة، وايصال رسالة الحق للمواطن الأردني.
وهناك رسائل ملكية حاسمة وقوية أراد جلالة الملك ايصالها للمعنيين :
الرسالة الملكية الأولى:خارطة طريق للحكومة - رسالة ملكية للحكومة بترجمة توجيهات جلالة الملك التي تمثل منهج عمل وأداء على ارض الواقعوالتركيز على الإنجاز ومتابعة شؤون كافة الوزارات والمؤسسات من قبل المعنيين بمسؤولية وبكل امانة وضمير واخلاص،وايصال رسالة الحق للمواطن الأردنيلتعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، بحيث يشعر المواطن بأن الحكومة تلبي احتياجاته، وهذا يتطلب من الحكومةوقفة وطنية ويقظة استراتيجية،وإعادة هيكلةإدارية مبنية على أسس علمية سليمة،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب،واستحداث خطط استراتيجية ومرحلية ثابتة بحيث يتم تطبيقها بمؤسسية عابرة للحكومات وباشراف جهة عليا،والعمل على الاصلاح الاداريوتقييم الأداء بشكل دوري بدقة وشفافية وعدالة، واستحداث جهة رقابية مستقلةتقوم بجولات تفتيشية مبرمجة ومفاجئة للاطلاع على واقع الوزارات والمؤسسات من كافة النواحيومدى التزامها بتنفيذ واجباتها،وتأسيس مرحلة جديدة عنوانهاالجدية والمحاسبة والمسائلة،واختيارقيادات ادارية كفؤة للمناصب القيادية قادرة على اتخاذ قرارات جريئة همها خدمة الوطن والمواطن وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية،فالوطن بحاجة إلى قيادات غير تقليدية، يتسلحون بالعلم والعمل والأمانة ومخافة الله،قيادات وفيّة لرسالتها ومبادئها، تتميز بالمنهج الإداري المتكامل والإبداع، ، والقادرة على بناء فكر استراتيجي يقود إلى التغيير ويحفّز على الابتكار، وأن تكون العدالة والشفافية والدقة والمكاشفة والإنجاز نهج عملها وبما يليق بالشعب الاردني ويلبي طموح جلالة الملك.
الرسالة الملكية الثانية: ايصال رسالة ايجابية وراقية - رسالة ملكية لكافة المواطنين بحمل قيم حميدة ونابعة من أخلاق الأردنيين المعروف عنهم بالوفاء والإخلاص والشرف والكرامة وحب الوطنللجيل الجديد، خاصة ونحن ندخل المئوية الجديدة كي يفتخر ويعتز ويتغنى بما انجزنا وحققنا له.
الرسالة الملكية الثالثة:ضرورة الوعي وتحري العدل والإنصاف والمنطق– رسالة ملكية للرأي العام الأردني في مواجهة الخطابات والحملاتالتي لا تنظر إلى الجوانب الإيجابية وتسبب أجواء من التوتر والازمات الداخلية، والتحذير من الوقوع في الفتنة بما يضعف من قدرة الدولة على مواجهة التحديات في ظل جائحة عالمية تعاني منها دول العالم، ما يتطلب تركيز وتظافر الجهود الوطنية على الأزمة الراهنةوالحفاظ على منجزات الوطن وسمعة الاردن الاقليمية والدولية.
الرسالة الملكية الرابعة: العمل بروح الفريق - رسالة ملكية الى جميع مؤسسات الدولة ( القوات المسلحة، الاجهزة الأمنية، مؤسسات القطاع العام والخاص)، وكافة المواطنينبالعمل الجماعي بروح الفريق الواحد، قولاً وفعلاً، وبالتشاركية والتنسيق والتناغم والانسجام لتجاوز التحديات والظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن وتحقيق الإنجاز الذي يستحقه وطننا الغالي وشعبنا العزيز.
الرسالة الملكية الخامسة: محاربةالفساد والإهمالوالواسطة والمحسوبيةبكافة أشكالها - رسالة ملكية لكافة المعنيين، فهي أولوية وطنية، تحتاج لمزيد من الجهود المتواصلة، للتصدي لهذه الآفات، وترسيخ منظومة قيم الشرف والرجولة والكرامة الاصيلة التي توارثناها عن آبائنا واجدادنا.
الرسالة الملكية السادسة:تحمل المسؤولية - رسالة ملكية لكل موظف أو مسؤول أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية وعدم استغلال المنصب العام للمصالح الشخصية وأن يخدم الأردن والأردنيين بكل أمانة وتفان وإخلاص.
الرسالة الملكية السابعة:الانتصارعلى كورونا وعلى التحديات الاقتصادية-رسالة ملكية لكافة المواطنين، رسالة تفاؤل وأملوثقة بالشعب الاردني الطيب ووعيه وحبه لوطنه، ومن خلال تعاون الجميعوالعمل بروح الفريق ، نستطيعالمضي قدماً إلى الأمام وتجاوز كافة العقبات والمحن إن شاء الله.
وفي وقفة تحليلية لابعاد رسائلجلالة الملك، يتبين لنا بأنهاخارطة طريق واضحة المعالم، ولابد أن توثق وتدرس لنتعلم جيداً ما يستحقه هذا الوطن العزيز والغالي على قلوبنا جميعاً، وتحتاج حقيقة إلى قراءة متأنية ومعمقة، لما تحويه من محتوى فكري وإداري وسياسي وإقتصادي وإجتماعي وصحي، حيث تتضمن توجيهات تتطلب وقفات متعددة من كافة الجهات المعنية، ووضع استراتيجيات وخطط تنفيذية لإدخالها حيّز التنفيذ ضمن أطر زمنية محددة، فهيتمثلمنهاج عمل وأداءلكافة المؤسسات العامة والخاصة، مدعّما جلالته كافة توجيهاته ورسائله بثقته بالمواطن الاردني والعلاقة الفريدة التي تربط القيادة بالشعب والتي جعلت هذا البلد صامداً أمام كافة التحديات والأزمات.
حفظ الله قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وكافة كوادر الدولة المدنية من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإستقراروالصحة والعافية في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.