17-03-2021 05:03 PM
سرايا - علقت العديد من الدول وبشكل مؤقت استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، ومنها: الدنمارك، النرويج، أيسلندا، النمسا، بالإضافة إلى بلغاريا، بعد صدور تقارير عن تكوُّن جلطات دموية لدى بعض الذين تمَّ تطعيمهم، بالإضافة إلى تسجيل حالة وفاة؛ بسبب تَجَلُّطٍ دموي وانسداد رئوي.
وصدر من منظمة الصحة العالمية بيان حول تعليق استخدام اللقاح، تشير فيه إلى أنه لا يوجد سبب لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة أسترازينيكا، كما أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدد حوادث الانسداد التجلطي لدى الذين تلقوا اللقاح ليست أعلى مما يُسَجَّل لدى عامة الناس.
فاعلية اللقاحات
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عوض العمري، استشاري العناية المركزة والأمراض المعدية، ورئيس الجمعية السعودية للعناية الحرجة، ونائب الرئيس التنفيذي للشئون الطبية لمجموعة الدكتور سليمان الحبيب، أن موضوع تعليق لقاحٍ لكورونا ليس بالأمر الجديد، بل حدث أكثر من مرة ولأكثر من لقاح، فالمشكلات التي تواجهها اللقاحات تكرر حدوثها أكثر من مرة، ولو أردنا أن نعود للوراء قليلاً، فقبل عدة أشهر تم تعليق استخدام اللقاحات في أكثر من دولة بالعالم، وبالتحديد في فترة التجارب السريرية في المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأخيرة التي يتمُّ بناءً عليها اعتماد اللقاح في علاج كورونا، ومن الأمثلة التي نضربها على ذلك تعليق استخدام اللقاح في البرازيل؛ إذ علَّقت استخدام اللقاح الصيني، وحتى لقاح أسترازينيكا في بريطانيا تمَّ تعليقه، وهو أحد اللقاحات المعتمدة في السعودية حالياً، بالإضافة إلى لقاح فايزر، كما تمَّ تعليق لقاح جونسون أند جونسون، وغيرها من اللقاحات الأخرى. فكل اللقاحات مرَّت بمراحل مراجعات ودراسات، وكان يتم توقيف التجارب السريرية عند حدوث أمر جلل أو ظهور مضاعفات على العينات التي كانت التجارب تتمُّ عليها؛ من أجل التأكد من فاعلية اللقاح. ونظراً لهذه الدراسات التي يتم القيام بها والتعليق الذي يحدث لهذه اللقاحات، خرجت اللقاحات بالشكل النهائي وبفعالية كبيرة؛ من أجل حماية الجميع من تفشِّي جائحة كورونا.
أمر إيجابي
ويتابع الدكتور عوض العمري قائلاً: "أؤكد هنا أن هذه الأحداث الجسيمة التي تحدث عند الحصول على اللقاحات لا ترتبط باللقاح نفسه. ولو أردنا استعراض ما حدث في شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، سنجد أن اللقاحات توقفت لفترات طويلة خلال تلك الفترة. وأود أن أقول هنا نقطة مهمة، تتعلق بتعليق اللقاح جراء حدوث حالة وفاة أو حدوث حالات جسيمة، فهذا يُعَدُّ أمراً إيجابياً.. لماذا أقول ذلك؟ لأن هذا يدلُّ على وجود حوكمة ومراقبة صارمة على متابعة اللقاحات؛ من أجل التأكد من فاعليتها، وهذا ليس أمراً سلبياً كما يعتقد البعض. وأعتقد أنه بعد مُضِي فترة مراجعة اللقاحات، سوف تعود اللقاحات لتحوز ثقةً أعلى من السابق.
لقاح أسترازينيكا .. هل هو آمن أم لا؟
وأضاف الدكتور عوض العمري: "النقطة المهمة التي أودُّ تسليط الضوء عليها هي لغة الأرقام، فحوادث الجلطات التي تَمَّ بناءً عليها تعليق اللقاح كانت 22 حالة فقط بين أكثر من 3 ملايين مُطَعَّم، وهذا رقم ضئيل جداً جداً ليتمَّ التشكيك بسببه في فعالية وجدوى اللقاح. ففي بريطانيا وحدها تمَّ تطعيم أكثر من 11 مليوناً بلقاح أسترازينيكا، ولم يتمَّ تسجيل أو حدوث أي حالة جسيمة، كما أن الجهات الصحية والمعنية، سواء كانت اللجنة الأوروبية للأدوية، واللجنة البريطانية للأدوية، بجانب وزارة الصحة الكندية، ووزارة الصحة الأسترالية، وكذلك وزارة الصحة السعودية، كل هذه الجهات الصحية نَفَتْ وجود أي علاقة بين اللقاح وحدوث تَخَثُّرِ الدم، وكل هذه التأكيدات من تلك الجهات تطمئن الجميع، ولا تدع مجالاً للشك في فعالية اللقاح. فجلطات الدم لها أسباب كثيرة غير اللقاحات، ولا يوجد أي رابط علمي حتى الآن بين اللقاح والجلطات".
إلزامية التطعيم
وبالنسبة لإلزامية التطعيم، يعتقد الدكتور العمري أنه لا يوجد توجُّه في الفترة الحالية ليصبح التطعيم إلزامياً؛ لوجود ضوابط أخلاقية إلزامية في التطعيم بشكل عام في جميع الدول التي بدأت التطعيم. ونحن لا نعوِّل على الإلزامية في الحصول على التطعيم، بقدر ما نستند إلى ثقافة ووعي المجتمعات ومبادرتها إلى الحصول على التطعيم. وهذا كان له دور في أن تُقَارِبَ نسبة الحاصلين على التطعيم مليوني شخص خلال فترة وجيزة، وإن شاء الله تعالى السعودية إلى نسبة70% من التطعيم؛ بهدف الوصول إلى المناعة المجتمعية التي تسعى كل دول العالم إلى الوصول إليها؛ للحد من تفشِّي هذه الجائحة والتخلص من القيود المفروضة".