21-03-2021 12:36 AM
سرايا - تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في القدس ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، قبل ثلاثة أيام من الانتخابات التشريعية الحاسمة في مسيرته السياسية.
يتجمع منذ نهاية حزيران/يونيو متظاهرون كل مساء سبت في القدس ومدن أخرى ضد رئيس الحكومة المتهم بالفساد في ثلاث دعاوى قضائية والذي يتعرض لانتقادات على خلفية ما اعتبر دعما ضعيفا للعمال الذين فقدوا وظائفهم خلال جائحة كوفيد-19.
لكن تظاهرة السبت التاسعة والثلاثين أمام مقر إقامة نتنياهو في شارع بلفور في القدس تحمل رمزية خاصة لأنها تأتي قبل أيام معدودة من فتح صناديق الاقتراع صباح الثلاثاء، لإجراء رابع انتخابات برلمانية خلال عامين.
وقالت هاجيت، وهي أم شابة جاءت للتظاهر في القدس، "هذه المرة الأولى التي نأتي فيها إلى الاحتجاجات ونأمل أن يكون لها تأثير على من لم يقرروا بعد لمن يصوتون".
تمتزج في التظاهرة أصوات أبواق الفوفوزيلا بإيقاع أغاني مجموعة هيب هوب، والأعلام الإسرائيلية مع اللافتات التي كتب على بعضها "ارحل" و"اذهبوا للتصويت".
- "مسألة حياة أو موت" -
جاء سيمون من تل أبيب لحضور التجمع الاحتجاجي الأخير قبل الانتخابات التشريعية.
وقال مع اقتراب عشرات الحافلات المليئة بالمحتجين من القدس، "آتي هنا كل سبت. في البداية كنا بين 5 آلاف و10 آلاف، ثم تفشى كورونا وتضاءل عدد المتظاهرين. لكن الليلة سنكون أكثر مما كنا في بداية التظاهرات".
وأضاف وهو يقف بجانب صديقته أورلي التي اعتادت مثله القدوم للاحتجاج ضد رئيس الوزراء، "لن ينتقل الناس من اليمين إلى اليسار (الليلة) لكن هذا الحدث مهم لأنه يقول: اذهبوا للتصويت، لا تلتزموا الصمت".
من جهتها، تقول أورلي التي وضعت كمامة كتب عليها بالأحمر "وزير الجريمة" في إشارة إلى نتنياهو، "أتظاهر هنا منذ خمسة أعوام. والآن جاءت الانتخابات وهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا".
وأفرزت آخر ثلاث انتخابات نتائج متقاربة لنتنياهو وخصمه قائد الجيش السابق والوسطي بيني غانتس.
في آخر انتخابات، قرر غانتس التحالف مع غريمه السياسي لتشكيل حكومة "وحدة وطوارئ" لمواجهة الأزمة الصحية، لكنها لم تصمد سوى أشهرا قليلة.
- مناظرة سياسية؟ -
أفل مذاك نجم غانتس السياسي، وبات بنيامين نتنياهو البالغ 71 عاما أمضى آخر 12 منها في السلطة يواجه أساسا الوسطي يائير لبيد واليميني جدعون ساعر الذي انشق عن حزب الليكود ليشكل حزبه الخاص، إضافة إلى اليميني المتشدد نفتالي بينيت.
أحدث استطلاعات الرأي التي نشرتها الصحافة العبرية السبت تعطي الليكود ثلاثين من بين 120 مقعدا في الكنيست. وتعطي في المقابل حزب لبيد نحو عشرين مقعدا وعشرة مقاعد لكل من حزبي بينيت وساعر.
ولا يزال بنيامين نتنياهو يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، وهو يرتكز على ورقة حملة التلقيح ضد كورونا التي تلقى خلالها نحو نصف الإسرائيليين جرعتين من لقاح فايزر-بايونتيك، لكن من المحتمل ألا يجد حلفاء لتشكيل حكومة.
ترجح آخر الاستطلاع أن ينال حزب نتنياهو الليكود نحو خمسين مقعدا مع حلفائه من اليمين الديني، وهو عدد أدنى من العتبة الضرورية (61 مقعدا) لتشكيل حكومة.
بالمثل، لا ترجح الاستطلاعات أن يحوز لبيد والأحزاب المعادية لنتنياهو أغلبية في البرلمان.
جرى جزء كبير من الحملة الانتخابية في ظل القيود الصحية، ما حال دون تنظيم تجمعات حزبية واسعة. ورغم مضاعفة المرشحين حضورهم في الإذاعات وشبكات التواصل الاجتماعي، لم تنظم أي مناظرة متلفزة.
في محاولة لحسم المبارزة السياسية، دعا يائير لبيد مساء السبت نتنياهو لإجراء مناظرة أمامه، وقال في تصريح إن "الرأي العام الإسرائيلي يستحق مناظرة، يستحق أجوبة (...)، الاستوديوهات جاهزة والمشرفون جاهزون ومنصتانا تنتظرنا".