21-03-2021 05:21 PM
بقلم : الفريق المتقاعد بشير المجالي
في هذا اليوم نستذكِرُ وإيّاكم أحداث يوم خالد من أيّامنا، ووقائع معركة مجيدة من معاركنا، ستظّل أبداً موضِع فخرٍ لأمّتّنا ومثارُ تقديرها، دفعَ الإنسان الاردنيّ أغلى ما يَملك.
لقد جاءت معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار ولم تكن صدفة، اليوم الذي يُحتفل فيه بعيد الأم، الأم التي أرضعت الشّهداء الذين رَووا بدمائِهم الزّكيّة ثَرَى هذا الوطن، وأعادوا الثّقة بالنفس، ورسَموا خريطة جديدة اسمها الإمكانية والقُدرة، ومُواجهة التّحدي، جاءت لتُشكِّل ملحمة جديدةً لجيشٍ أبناؤه هم أبناؤنا، وقادته هم قادتنا.
ذكرى يوم الكرامة والتي تحطَّمت فيه مقولة الجيش الذي لا يُقهر ومع كلمات جلالة الملك المرحوم الحُسين - طيّب اللّٰه ثراه - آنذاك والذي خاطَب جنوده وقادة الجيش بالأُسود التي تربِضُ في الجَنَبات، وعلى أكتاف السُّفوح وفي القِمم، في يدها القليلُ من السِّلاح والكثيرُ من العزم، وفي قلوبها العميق من الإيمان باللّٰه والوطن، وتفجَّرت زئير الأسود لوجهِ المَدّ الأسود " الله أكبر".
انَّ ما يُميِّز هذه المعركة أنّه ولأول مرّة في تاريخ حروب إسرائيل مع الأردن والدّول العربيّة تطلبُ إسرائيل من الأمم المُتحّدة وقف إطلاق النار ليتسنَّى لها سحب قتلاها الذين كانوا مُقيَّدين بالسلاسل داخل الدَّبابات حتى لا يتراجعوا أمام الأسود الأردنيين، وكان صوت الملك الحسين الذي كان يُجلجِل بالنسبة لهم هو الغذاء الرّوحي والنّفسيّ والمَعنويّة التي ما بعدها معنوية.
نحنُ اليوم نفتقرُ إلى العَزم الذي كان آنذاك . ولكن إن شاء اللّٰه وبهِّمة جلالة الملك عبدالله الثاني سَيتجدَّد كل العَزم لِيتطوَّر أداء الأردنيين وخاصة في مُؤسّساتِنا التي تُعاني وتفتقر إلى القادة الذين يمنحون العَزم للآخرين .
سلامٌ على شُهدائنا بالكرامة الذين مَنحونا كُل الكرامة، بعد هزيمة عام ٦٧ وانكسار الجيوش العربيّة جميعها ، سلامٌ على الٱمهات اللواتي أنجَبنَ مثل أولئك الرِّجالات ، وألف تحيّة للكرامة التي أعادت لنا الكرامة على أرض الكرامة ، ودعاءٌ إلى الله العلي القدير أن يحفظ مليكنا قائداً وأباً وأخاً، وأن ينصُرنا على الوباء اللعين .
كل عام وأنتم والوطن وقائده بخيرٍ ونصرٍ وكرامة.