21-03-2021 07:02 PM
سرايا - تمر هذا الأسبوع الذكرى العاشرة للانتفاضة الشعبية السورية التي تندرج في سياق موجة الاحتجاج والتغيير التي شهدها العالم العربي منذ عشر سنوات.
وبغض النظر عن طبيعة تقويم حركية الربيع العربي ومآلاته الفعلية، وبصفة خاصة الثورة السورية، فإن الإجماع قائم على أن الوضع الراهن يتمثل في انهيار الدولة الوطنية في سوريا، وتفكك المجتمع السياسي، وانفجار الأوضاع الاجتماعية، وتفاقم الأزمات المعيشية مع استفحال حركية التهجير القسري واللجوء إلى الخارج.
إن منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) إذ تسجل بكل أسف هذه المعطيات العينية البادية على الأرض، تؤكد الحقائق والمواقف التالية:
أولًا: إن الانتفاضة الاحتجاجية التي شهدتها كبريات المدن السورية قبل عشر سنوات بدأت حركية سلمية تهدف إلى الإصلاح السياسي والانفتاح الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، في مواجهة التسلط والغبن والاستبداد. وقد واجهت هذه المطالب السياسية المدنية قمعًا شرسًا ورفضًا عارمًا أديا إلى خروج هذه الثورة السلمية عن نطاقها الأصلي.
ثانيًا: إن وحدة الدولة السورية بمختلف مكوناتها الجغرافية والبشرية يجب أن تكون خطًّا أحمر لا يجوز اختراقه، ومن هنا تأتي ضرورة قيام موقف عربي صارم ضد كل مخططات التفكيك والتجزئة التي تستخدم ذرائع واهية لانتهاك سيادة البلاد ووحدتها، مع التأكيد على حقوق كل المجموعات والشرائح في حقوقها المشروعة ضمن النسيج الوطني الموحد .
ثالثًا: يتعين التمييز الدقيق والحاسم بين المطالب السياسية والمدنية المشروعة التي تحملها حركات المعارضة الوطنية السلمية والنزعات والتيارات الراديكالية المتطرفة والعنيفة التي استفادت في السنوات الماضية من وضعية الصراع السياسي الداخلي، وضعف الدولة وتراجع القوى السياسية من أجل بسط نفوذها على عدد من مناطق البلاد، مشكلة بذلك تحديًا خطيرًا لمقاربات الحل السياسي المطروحة داخليًّا ودوليًّا.
رابعًا: التأكيد على ضرورة انبثاق الحل السياسي من داخل الحقل السياسي السوري من خلال الحوار البناء والتفاوض الناجع بين القوى السياسية والمدنية، برعاية عربية ودولية، وبمنأى عن تدخل القوى الأجنبية التي أصبح لبعضها حضور عسكري وسياسي ثابت في سوريا له أسوأ التأثير على سيادة الدولة السورية واستقرارها.
خامسًا: توجيه نداء عاجل وقوي لكل الأطراف العربية والدولية من أجل تقديم أوجه العون الضروري للاجئين والمهجرين السوريين في الداخل والخارج، بما يضمن عودتهم الآمنة لمواطنهم الأصلية، ويكفل كرامتهم الإنسانية وحاجياتهم الحيوية من ظروف عيش لائقة.
إن منظمة النهضة (أرض) إذ تؤكد على هذه المبادئ والمنطلقات، تذكر بمكانة سوريا الخاصة في النظام الإقليمي العربي ودورها التاريخي والحضاري العريق ماضيًا وحاضرًا في القضايا القومية الكبرى، راجية لهذا البلد العزيز الخروج من محنته الراهنة والعودة لأمته ركنًا مكينًا وسندًا حصينًا.