بقلم : رحمة الأسمر
يخط قلمي لأول مرة تاريخاً قيماً إلى هذا الحد، تاريخاً مازال متوارث من جدٍّ إلى جد، يوماً واحداً سُطرت بطولاته إلى الأبد، كان نصراً عظيماً وبفضل الله الواحد الأحد.


معركة الكرامه...إنه اليوم الذي أعاد للعرب هيبتهم بين الدول، أعاد لهم السمعة الطيبة ونجح في هزيمة العدو المحتل، رغم الظروف وقلة الإمدادات الذي عانى منها الجيش الأردني في أرض المعركة إلا أنة كان صامداً وقوياً من أجل اسم الوطن ورفع راية بلاده بكل عز وفخر.

بعد حرب النكسة حرب 1967 كانت همم العرب قد نفذت، ونفسياتهم تحطمت، ودخلوا في حالة من اليأس والاكتئاب، عندها حاولت قوات الاحتلال استغلال الفرص والعبور إلى نهر الأردن مُحاولتاً احتلاله والسيطره على جميع المناطق بجواره.
استطاع الجيش العربي الأردني ان يخيب أمالهم وان يحطم مطامعهم وخططهم فتصدى لهم من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقيادة الفريق الركن مشهور حديثة الجازي واشتبكا الجيشين في قرية الكرامة

سبعة عشر ساعة والجيش الأردني مقاوماً صامداً في أرض المعركة رغم قلة العدد وقلة الأمدادات إلا إنهم كانوا اسوداً ينتشرون في كل مكان، بقتالهم الشرس أجبروا الجيش الاسرائيلي ان يطلب وقف إطلاق النار، ولكن عندما رفض جلالة الملك الحسين رحمه الله وقف إطلاق النار، اضطر الجيش الاسرائيلي ولأول مرة في تاريخهم الانسحاب من المعركة تاركين ورائهم خسائرهم وقتلاهم.

خرجت اسود الوطن خرج الجيش الأردني الباسل مستغنين عن أرواحهم، أما الموت او النصر وبينهم لا يوجد مكان للفشل، العدد كان قليل ولا يقارن مع عدد قوات المحتل، لكنهم بالعزم والإصرار احرزو أعظم انتصار.

واحد وعشرين اذار بدأت تتعالى أصوات تكابير النصر وزغاريت الأهل، إنه أول انتصار احرزه الجيش العربي الأردني على قوات الاحتلال الذي كان بمثابة مفخرة لكل العرب، حيث أصبح جلالة الملك الحسين_ رحمه الله_
بطل العالم في ذلك الوقت.

ثلاث وخمسون عاماً مرت على ذكرى معركة الكرامة الخالدة، المعركة التي هزمت قوات الاحتلال وكسرت شوكتهم بين الدول واطاحت هيبتهم، مازلنا كل عام نحتفل بهذه الذكرى العظيمة التي حطمت أسطورة الجيش الاسرائيلي الجيش الذي لايقهر.