24-03-2021 02:35 PM
سرايا - بعد أن تلقى أكثر من 44 مليون شخص التطعيم بالكامل ضد “كوفيد-19” في الولايات المتحدة، يأمل العديد من البالغين بأن تكون هناك عودة للحياة الطبيعية في الأفق.
والآن، تتساءل العائلات عن موعد توفر اللقاحات للمراهقين والأطفال.
وفي الوقت الحالي، لقاحات “كوفيد-19” المصرح بها في الولايات المتحدة متاحة فقط للبالغين، باستثناء لقاح “فايزر- بيو إن تك”، المصرح به للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أكثر.
وبينما أن هناك احتمال أن يتوفر لقاح لأطفال المدارس الثانوية والمتوسطة بحلول هذا الخريف، قد لا يزال الأطفال الأصغر سناً على بعد أشهر من التطعيم، عندما يبدأ العام الدراسي القادم.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إن الأطفال الأصغر سناً قد يضطرون إلى الانتظار حتى الربع الأول من عام 2022.
ومع ذلك، فإن التجارب جارية. وفي الأسبوع الماضي، حصلت المجموعة الأول من الأطفال على التطعيم خلال المرحلة “2/3 KidCOVE” من تجربة “مودرنا” للأطفال، والتي تشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عاماً.
ويقدر الدكتور بدي كريش، مدير برنامج أبحاث اللقاحات بجامعة فاندربيلت والباحث في تجارب طب الأطفال لدى شركة “مودرنا”، أن لقاح “كوفيد-19” لن يكون متاحاً للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 11 عاماً أو أقل حتى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أو ديسمبر/ كانون الأول المقبل، على أقرب تقدير.
ومن جانبها، أعلنت شركة “جونسون آند جونسون” عن خطط لبدء اختبار لقاحها على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، وقال الرئيس التنفيذي لشركة “جونسون آند جونسون”، أليكس جورسكي، هذا الشهر إنه من المحتمل أن يتوفر لدى الشركة لقاح متاح للأطفال دون 18 عاماً بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت جامعة أكسفورد أنها ستبدأ اختبار لقاح “أسترازينيكا” على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، بينما قالت شركة “نوفافاكس” الأمريكية للصناعات الدوائية إنها تتوقع بدء تجارب لقاح للأطفال قريباً.
ولكن يجب اختبار كل لقاح بعناية في مجموعات الأطفال حتى تتوفر بيانات كافية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتقييم ما إذا كان آمناً وفعالًا.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للعام الدراسي القادم؟
يجب أن يتم تطعيم الآباء والمعلمين بحلول هذا الخريف، ولكن من المحتمل ألا يتم تطعيم العديد من الأطفال، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً.
ويعد الأطفال أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة الناجمة عن “كوفيد-19” مقارنةً بالبالغين، وهناك أدلة متزايدة على أنه مع اتخاذ الاحتياطات الصحيحة، فإن خطر انتقال الفيروس داخل المدرسة يكون منخفضاً.
ولا يُدرج معظم خبراء الصحة والسلطات الصحية، بما في ذلك المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تطعيم الأطفال كشرط أساسي للعودة إلى الدراسة في الفصول، إلا أنه سيضيف درجة من الحماية للطلاب وموظفي المدرسة وعائلاتهم.
كيف ستعمل تجارب اللقاح على الأطفال؟
تهدف تجارب لقاح الأطفال ضد “كوفيد-19” إلى تحديد ما إذا كانت اللقاحات يمكنها أن تحمي الأطفال من الإصابة بالمرض إذا تعرضوا للفيروس.
وسيختبر الباحثون اللقاحات على فئة المراهقين أولاً ثم يشقون طريقهم وصولاً إلى الفئات العمرية الأصغر، والتي قد تحتاج إلى جرعات مختلفة.
وقال كريش: “نبدأ بجرعات منخفضة ونرتفع في الجرعة حتى نجد لحظة الاعتدال، بحيث نعطيهم ما يكفي من اللقاح للحصول على الاستجابة المناعية الصحيحة، ولكن دون قدر كبير من الآثار الجانبية”.
وسيحصل جميع المشاركين في الجزء الأول من دراسة “KidCOVE” الخاصة بشركة “مودرنا” على جرعتين بمقدار 25 أو 50 أو 100 ميكروغرام من اللقاح، حتى يتمكن الباحثون من تحديد الجرعات المناسبة، ثم ستتوسع التجربة لتشمل المشاركين الذين تلقوا دواءً وهمياً، بحيث يمكن دراسة سلامة وفعالية اللقاح.
وأوضح الدكتور ستيف بليمبتون، طبيب أمراض النساء والتوليد والمحقق في دراسة “KidCOVE” في فينيكس بولاية أريزونا، إن الدراسة التي ستسغرق 14 شهراً ستتضمن فترات توقف مخططة، وفحوصات، إضافةً إلى تحليل الدم.
ويأمل الباحثون في بناء المعرفة المكتسبة من تجارب البالغين.
وقال كريش: “ما نأمله هو القدرة على تحديد عدد من الأجسام المضادة في مجرى الدم والتي ترتبط بالحماية التي رأيناها خلال تجارب المرحلة الثالثة الكبيرة التي شملت بين 30 و40 ألف شخص”.
وسيبحث العلماء بعد ذلك عن هذا المستوى من الأجسام المضادة لدى المشاركين من الأطفال لمعرفة ما إذا كان اللقاح يوفر الحماية.
وأوضح كريش أنه بهذه الطريقة لا يتعين عليهم إجراء دراسات على 30 ألف طفل، ويمكنهم إجراء دراسات على مجموعة تتراوح بين 5 إلى 10 آلاف طفل بدلاً من ذلك.
ما هي المخاوف بشأن الآثار الجانبية والسلامة؟
وأشار كريش إلى أن جهاز المناعة لدى الأطفال يشبه إلى حد كبير جهاز المناعة لدى البالغين، ولكن لديه مستوى مختلف من التدريب، واختبر عدداً أقل من الفيروسات، كما أن الأطفال لديهم مشاكل صحية أقل.
وبينما أنه ليس من غير المعتاد أن يعاني شخص يبلغ من العمر 40 عاماً من الحمى بعد التطعيم، فقد يكون من الصعب على طفل يبلغ من العمر 9 أشهر تحمل هذه الآثار الجانبية.
وقال كريش: “نريد أن نكون حريصين حقاً حتى نتمكن من إعطاء أطباء الأطفال، والأهم من ذلك، الآباء، توقعاً كاملاً لما قد يرونه خلال اليوم أو اليومين التاليين للتطعيم باللقاح”.
ويقوم الدكتور روبرت فرينك، مدير مركز أبحاث اللقاحات في مستشفى الأطفال في سينسيناتي والمحقق في تجربة “فايزر” في المستشفى، بمراجعة “مذكرات الأعراض” التي يُطلب من المشاركين الاحتفاظ بها.
وأوضح فرينك أن الأطفال، إذا ظهرت عليهم الأعراض، يعانون من الصداع والتعب وقد يكون لديهم بعض الآلام العضلية، ولكن بخلاف ذلك، ليس هناك ما يدعو للقلق.
وأضاف فرينك “تختفي معظم الأعراض في غضون يوم أو يومين. وهناك عدد من الأشخاص لا يعانون من أي أعراض تقريباً”.
ويعاني بعض الأطفال الذين أصيبوا بـ”كوفيد-19″ من متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال، وهو عرض نادر الحدوث ولكن يمكنه أن يسبب مرضاً شديداً لدى البعض.
وأكد كريش أنهم سيراقبون هذا العرض باهتمام خاص للتأكد من أنه ليس مرتبطاً باللقاح.
وسيتم أيضاً مراقبة المشاركين عن كثب بحثاً عن أعراض الطفح الجلدي، أو الحمى، أو التعب، أو غيرها من المشكلات الصحية.
ويشرف مجلس مراقبة البيانات والسلامة على التجارب السريرية للقاح “كوفيد-19″، ويتألف من خبراء مستقلين لديهم إمكانية الوصول إلى البيانات التجريبية، ويمكنهم التوصية بوقف الدراسات إذا كانت هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.
وأوضحت الدكتورة كاثرين إدواردز وهي مديرة علمية في برنامج أبحاث اللقاحات بجامعة فاندربيلت وعضو في مجلس مراقبة البيانات والسلامة للقاح “كوفيد-19” الذي سيتم اختباره على الأطفال، أنه إذا مرض الأطفال، فسيتم فحصهم من قبل المحققين لمعرفة ما إذا كان هناك أي احتمال بأن المرض مرتبط باللقاح، مؤكدةً أنه “سيكون هناك اهتمام دقيق بمخاوف السلامة”
"CNN بالعربية"