25-03-2021 06:19 PM
بقلم :
سرايا - كان الوضع بالأمس شبيها بحفلات الـ" دي جي "، حيث يسعى المايسترو للتلاعب بالجموع على الأنغام التي يريدها، هذا من حيث التواصل الإفتراضي.
أما الواقع على الأرض، فقد جائت نتائجه بصورة تختلف كلّيّاً عمّا خُطِّط له، والسبب ( وعي المواطن ).
فمن خرج، كان صادقاً في شكايته محافظاً على وطنيته، ومن إنكفأ عن الخروج خشي فلتان الأمور عن إطار السيطرة والقانون رافضاً الإسقاطات والإستجلابات التحريضية العمياء.
بالمحصلة، شكل ما جرى صدمة لدعاة الفعالية الذين أخطئوا بداية حينما رغبوا بصناعة اللحظة الرمزية، فـ٢٤ آذار ليس له في الذاكرة الوطنية من رمزية حقيقية، ولو كان كذلك لتمّ إحياء ذكراه في كلّ عام! والسبب الثاني في الصدمة؛ أن نسب المشاهدة واللايكات لم تعبر عن الصورة الحقيقية التي لم يدركها الدعاة مسبقاً، بما يدلّل على أن المشاهدة هي مجرد تنفيس أشبه بـ "الحكواتي " الذي يستمع الناس إلى أساطيره التي يقصها عليهم ثم يذهبون إلى النوم!
وهذه دلالة دامغة أننا كأردنيّون ندرك أهمية الإصلاح الذي يقوده الملك، ونتحضر للمشاركة فيه كلّ من موقعه، دون أية فوضى أو خراب، لذلك فقد أخطأ من ظنّ أن الشعب الأردنيّ يُدار بالريموت أو بكبسة زرّ!
الآن، وجب الحذر من ردّة فعل المهزوم، فأعداد من نزلوا على إمتداد مساحات الوطن أقلّ ممّن يحضرون لأيّ جاهة مصاهرة أردنية قبل الوباء! وهذه دلالة أُخرى أن الشعب أكثر وعياً من الظنون.
إنما الحذر واجب من مرحلة الإفلاس والإستبعاد، فلسنا في معرض نزال فرسان محترم، بل إنّي أتوقّع ضرباً دون الحزام ومحاولات للتشويه والتشكيك والإفتراء بما يتجاوز المعقول، وهنا يأتي دورنا كشعب.
فتلك السنوات من الطَّرق المستمرّ لم تُفلح في صناعة حالة تخريبية، ولم يفرح دعاتها رغم كلّ ما بثّوا من دعاية هدّامة.
لم يبقى في جعبة الدي جي من شيء، لكنهم لن يخلوا الساحة بعد إن أصبح لديهم إنتشار رقمي وصفحات أدمنوا البثّ عليها وإستقطاب المستمعين، لكنهم فقدوا المصداقية وثبت فقدانهم للتأثير، وهنا الخطر، وهنا وجب الحذر، وهنا واجبنا في درء الفتنة وأصواتها.
ولننتقل من مُتلقّين إلى مُلقين، فلا ينقصنا علم ولا وعي ولا خبرة، ولسنا بحاجة لمن يجيّرنا لنكون مجرد أرقام تخدم شعبيته و/أو أهدافه.
حمى الله الأردن قيادة وشعباً