28-03-2021 01:18 AM
سرايا - شكا مرضى نفسيون في إربد من عدم توفر أدوية ونقصها في صيدلية العيادة النفسية في مستشفى الأميرة بسمة التعليمي بإربد، وخلال جولة ميدانية في العيادة تم رصد أسماء 13 دواء غير متوفر أو تشهد نقصا في تلك الأدوية.
وأكد مرضى أن حقنة “ريسبيريدال” سعة 37.5 ملغم، غير متوفرة بالصيدلية منذ شهر ونصف الشهر، إضافة الى أدوية روسبال، سيروتين، رومودون، دبكين كرونو وغيرها من الأدوية، مشيرين إلى أن ثمن الحقنة الواحدة منها تتجاوز
الـ 250 دينارا.
وحسب مرضى طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم يراجعون العيادة باستمرار منذ أكثر من شهرين، إلا إن نصف الأدوية غير متوفرة، مؤكدين انه في حال توفرها لا تكفي المريض لمدة أسبوع، مما يضطره إلى مراجعة العيادة بشكل أسبوعي للحصول على العلاج.
وأكدوا أن تلك الأدوية يجب إن تصرف بشكل شهري للمرضى، إلا انه في ظل عدم توفرها بشكل دوري يضطر الطبيب إلى اللجوء الى كتابة الوصفة بشكل أسبوعي، مما يتسبب باكتظاظ شديد أمام الصيدلية دون التقيد بالتباعد الجسدي، الأمر الذي قد يتسبب بإصابتهم بفيروس كورونا.
وأشاروا إلى أن هناك أدوية غير متوفرة في الصيدلية منذ أكثر من شهرين، مما يضطرهم إلى شرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة، مؤكدين انه في حال عدم صرف الأدوية بانتظام للمرضى، فأنهم يصابون بانتكاسة وتدهور لحالتهم الصحية.
وأكدوا ارتفاع أسعار الأدوية النفسية، مشيرين إلى أن أسعارها تتراوح ما بين 20 دينارا إلى 250 دينارا، مما يصعب على الكثير من المرضى شراؤها على حسابهم الخاص، الأمر الذي يتطلب من وزارة الصحة توفيرها بشكل دوري للمرضى، أو شرائها على حساب التأمين الصحي.
ولفتوا إلى أن معظم المرضى الذين يراجعون العيادة النفسية، هم من فئة الفقراء وتأمينهم الصحي على شبكة التأمين الاجتماعي ولا يشملهم قرار شراء الأدوية على حساب التأمين الصحي، الذي يقتصر على موظفي القطاع العام فقط، لافتين إلى أن فئة المشمولين بالتأمين على حساب مظلة شبكة التأمين الاجتماعي يشكلون 90 % من المرضى.
وقالوا إنهم يضطرون إلى مراجعة الصيدلية بشكل يومي أملا في توفر الأدوية، مما يكبدهم أعباء مالية وإمكانية إصابتهم بفيروس كورونا في ظل الاكتظاظ الكبير أمام الصيدلية للحصول على الأدوية، مطالبين وزارة الصحة بتوفير الأدوية بشكل كبير لجميع المرضى.
وأضافوا أن الانتكاسات الصحية الكبيرة التي تحدث للمرضى في حال لم يتلقوا العلاج بشكل منتظم، يعيدهم إلى المربع الأول في تراجع حالتهم الصحية، وحاجتهم من جديد البدء ببرنامج علاجي، إضافة إلى ما يمكن أن يشكله بعض المرضى من خطورة على أنفسهم والمجتمع في حال لم يتلقوا العلاج بشكل منتظم.
بدورهم، أكد عدد من الأطباء قابلتهم “الغد” أن المرضى النفسيين بحاجة إلى انتظام بإعطاء الأدوية تحسبا من تدهور صحتهم وتأخر علاجهم في بعض الأمراض، التي تحتاج إلى متابعة وانتظام بتناول الأدوية.
وأشاروا إلى أن هناك بعض الأمراض كالصرع والاضطرابات والاكتئاب في حال لم يلتزم المريض بأخذ الدواء في وقته سيشكل خطرا على نفسه وعلى الآخرين، إضافة إلى انه قد يؤدي بالمريض إلى الانتحار في بعض الحالات.
وأكدوا أن هناك نقصا ببعض الأدوية غير متوفرة في صيدلية العيادة النفسية منذ شهرين، فيما هناك نقص ببعض الأدوية يتم صرف البديل عنها، إلا أن المريض يرفض في كثير من الأحيان صرف البديل، لعدم جدواها في العلاج على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن هناك بعض الأدوية يتم توفير البديل عنها وفعاليتها نفس الدواء الأصيل.
وقال رئيس جمعية تفاؤل لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمعنية بالمرضى النفسيين المهندس حسين النجار، إن مشكلة نقص الأدوية وخاصة أدوية الاكتئاب مثل “اوكزيتين” تكرر بشكل دوري سنوي في المستشفى.
وأشار النجار، إلى أن إدارة المستشفى لم تعالج المشكلة، علما أن القانون يتيح لإدارة المستشفى توفيرها للمرضى عن طريق التأمين الصحي.
وحذر من انقطاع المرضى عن تناول الأدوية يؤدي بهم إلى تعرضهم لانتكاسات وأضرار صحية بالغة، مناشدا وزارة الصحة بتوفير الأدوية بأسرع وقت ممكن وانتظام توفيرها للمرضى البالغ عددهم بالمئات الذين يتلقون علاجهم في العيادة النفسية.
ولفت النجار، إلى أن عدد المرضى النفسيين الذين يراجعون العيادة النفسية يقدر بزهاء 150 مريضا يوميا، موزعين على أكثر من 4 أطباء، لافتا إلى أن الطبيب الواحد يشاهد يوميا ما يزيد على 35 مريضا، الأمر الذي يتطلب توفير الأدوية والعلاجات اللازمة لهذه الفئة من المرضى.
وبالرغم من المحاولات العديدة بالاتصال مع مدير مستشفى الأميرة بسمة الدكتور محمد بني ياسين، إلا انه لم يرد على هذه الاتصالات، فيما تواصلت “الغد” مع المكتب الإعلامي في وزارة الصحة منذ 3 أيام دون فائدة.
الغد